تولي كتائب القسام الجناح العسكري لحركة "حماس"، الدور العربي، اهتماما كبيرا في استراتيجيات التخطيط ضمن مشروعها التحريري لفلسطين المحتلة.
يظهر ذلك الاهتمام، جليا في عدم حصر كتائب القسام لتطوير عملها المقاوم في فلسطين أو في الداخل المحتل، حيث تستعين بالدعم العربي اللوجستي سواء من الناحية الأمنية أو العسكرية.
ومع تلقي حكومة الاحتلال الإسرائيلي وجيشها، دعما كبيرا من قوى عالمية كالولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا، ما زالت كتائب القسام تعود لبعدها العربي لتطوير سلاح المقاومة في وجه الاحتلال وآلته العتية.
ففي الوقت الذي يندهش فيه البعض، من أن مهندس الطيران التونسي الشهيد محمد الزواري كان منتميا لكتائب القسام، وكان قياديا فعالا فيها منذ 10 سنوات، فإن تاريخ القسام حافل بالدعم العربي سواء من الناحية اللوجستية أو المعنوية.
الزواري الذي اغتالته يد "الموساد" الإسرائيلي في تونس، كونه أحد قيادات كتائب القسام، وأحد أبرز مطوري سلاح الطيران فيها، خاصة فيما يتعلق بطائرات "أبابيل" بدون طيار، لم يكن الأول في انتمائه للمقاومة الفلسطينية وتضحيته من أجل القضية.
عملية "بلاس"
فالعام 2003، كان شاهدا على تنفيذ اثنين من المقاومين التابعين لكتائب القسام لعملية انتقامية للشهيد القائد إبراهيم المقادمة، حيث كان منفذا العملية بريطانيين من أصل باكستاني.
واستطاع الاستشهاديان عاصف محمد حنيف وعمر خان شريف، من تنفيذ عملية في مقهى " "mikes place" قرب السفارة الأمريكية، على سواحل مدينة "تل أبيب" المحتلة.
ووفق تصريحات الاحتلال وقتها، فإن العملية شكلت مفاجأة ونقلة نوعية كون المنفذين لم يكونا من أصل فلسطيني ومستبعد علاقتهما بأي فصيل فلسطيني.
وأوقعت عملية "بلاس" وقتها أكثر من 5 إسرائيليين قتلة وأكثر من 60 جريحا آخر.
دعم إسلامي لا ينقطع
أضف إلى ما سبق قدرة كتائب القسام على خلق موطئ قدم في عدد من الدول العربية والإسلامية، التي تلقت منها الدعم على مستوى التدريب والسلاح وأخيرا التمويل.
فالسودان تعرض لأكثر من عملية قصف إسرائيلية خلال السنوات الماضية، بحجة تقديمه دعم نقل السلاح للمقاومة الفلسطينية، ولم تخف إيران دعمها المستمر لكتائب القسام سواء بالسلاح أو بالمال، مشددة على أن ستقف مع الكتائب في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
وانتقلت كتائب القسام في السنوات الأخيرة، بشكل نوعي في مجال تطوير السلاح وخاصة في مجال الصواريخ الذي وصل مداها لأكثر من 160كم، كما أنها امتلكت لقواتها الراجلة على أكثر الأسلحة تطورا، وذلك وفق اعترافات الاحتلال الإسرائيلي، سواء في الهاون أو البنادق الآلية أو القذائف المضادة للدبابات، والتي يعتبرها الاحتلال أحد أهم مفاخره في الصناعة.
وتجدر الإشارة إلى أنه، وقبل اندلاع الثورة السورية في العام 2011، كان لكتائب القسام إمكانية التدريب والإعداد على الأراضي السورية لتمكين المقاومة على مواجهة المحتل وفق الطرق والأساليب القتالية المتطورة.
وما زال الاحتلال الإسرائيلي خلال اليومين الماضيين، يحلل في تبعات عملية اغتيال مهندس الطيران التونسي محمد الزواري، حيث تحدثت بعض وسائل إعلام الاحتلال أنه كان يعكف على مساعدة الكتائب في تطوير قواتها البحرية بشكل متوازن مع قدراتها في الجوية.
ويظل السؤال الأهم، الذي تداوله الإعلام العبري، ويخشى من أن يكون حقيقة، في كون انتماء عدد من العقول العربية لكتائب القسام خاصة بعد الثورات العربية التي أفرز تدهور الأوضاع فيها حالة من الحرية في التحرك لتلك العقول، لتنتج الأفضل للمقاومة الفلسطينية وخاصة كتائب القسام.