في الخليل، حيث أكبر تعداد سكاني لمحافظة في الضفة المحتلة، وفي مدينة لم تتلقَ التنظيم اللائق بحجمها وبحجم نشاطها التجاري، تضيع الأرصفة بين بضائع التجار وأمام محلاتهم وتحت "بسطات" صغار الباعة، فلا تكاد تجد موطأ قدم إلا نادرًا، فيما تمر في شوارع أخرى لم ترصف من الأصل.
أم عبد القواسمي من سكان منطقة وادي أبو اكتيلة، وفي حديثها لمراسلة "فلسطين الآن" قالت "أشفق في الأيام الممطرة التي يكسوها الضباب صباحًا على الطلاب الصغار في طريق ذهابهم للمدرسة، فأرصفة الحي عندنا بنيت حديثًا، لكن وللأسف امتلأت بأكوام من الخردة أو بضائع أمام محلات التجار كالطوب والحديد".
وتابعت "أنا في كل صباح ماطر بالذات أقف قلقلة على شرفة منزلي أراقب أحفادي في طريقهم للمدرسة، حيث يضطرون للمشي في الشارع لأن الأرصفة "مشغولة".
من جانبه، يرى باسم عبيدو، صاحب محل ملابس، أنّ التعدي على الأرصفة مظهر غير حضاري، داعيًا لتخصيص موظفين مهمتهم العمل على متابعة حال الأرصفة، ورصد المخالفات اللازمة لها.
لكن البائع أمجد الرجبي صاحب بسطة وسط الخليل، يقول إنّ البلدية لم توجد الحلول والمواقع اللازمة لأصحاب البسطات لحلّ مشكلة وجودهم في الشارع أو على الأرصفة.
وأكد الرجبي على أنّ كلّ بسطة يعتاش منها عائلة أو أكثر، ويرى بأنّ "ملاحقتهم ضمن الحملة غير مبررة، ويحتاجون إلى حلول سريعة".
ولفت إلى توفير لقمة عيش كريمة من خلال فرص عمل جيدة، حينها سيترك البسطة بمحض إرادته ولن يعود إليها حسب تعبيره.
حملاتٌ دونَ استمرار
رئيس غرفة تجارة وصناعة محافظة الخليل، المهندس محمد الحرباوي، أوضح لمراسلتنا، بأن ظاهرة البسطات ليست جديدة، وتتصاعد وتيرة وجود هذه البسطات في المناسبات كالأعياد ومواعيد دخول المدارس وكل المناسبات.
وفي سبيل حل هذا الموضوع، يقول الحرباوي "قبل عامين ونصف توجهنا لمحافظ الخليل، للطلب منه بإزالة التعديات من أمام المحال التجارية والقضاء على هذه الظاهرة التي نخشى أن تستشري، لكنه أبلغنا بان ذلك من مهمة بلدية الخليل، والمحافظة مستعدة لتقديم الدعم للبلدية من خلال توفير الأجهزة الأمنية خلال إزالة البسطات".
وأضاف "هناك تفاهمات ما بين البلدية والأجهزة الأمنية على إزالة التعديات على الشوارع، ونحن بانتظار التنفيذ. لقد أثر وجود هذه التعديات كثيرًا على حركة عبور المواطنين في الأسواق، ونحن نعلم بأن غالبية الناس أصبحت تبتعد عن هذه الشوارع بفعل البسطات التي تضر بالصالح العام”.
بدوره، قال الرائد بشير النتشة، مدير العلاقات العامة لشرطة الخليل، في معرض حديثه، لـ"فلسطين الآن" إنّ دور الشرطة تابع ومساند للبلدية في حملاتها، لافتًا إلى أنّها تملك الصلاحية في التحفظ على البضائع المعروضة على الأرصفة التي تعرقل تنقل المواطنين.
وعلّق المحامي حمزة زين من مدينة يطا، في معرض حديثه لـ"فلسطين الآن" عن إشكاليات البسطات والاعتداءات على الأرصفة في كل محافظات الوطن، قائلًا "هناك إشكالية قضائية تتعلق بضعف الأحكام الصادرة بحقّ المخالفين، فهي عبارة عن قوانين قديمة بحاجة إلى تشريعات جديدة وتحديثات حتّى تكون رادعة".
وبيّن زين أن المشكلة تكمن في تسيير حملات لإزالة التعديّات دون استمرارها، الأمر الذي يؤدي إلى الاستهانة بالقانون والتحايل عليه .
حدٌ لمشكلةِ البَسْطَات
رئيس بلدية الخليل، قال في تصريح إذاعي، بأن المجلس البلدي، اتخذ قرارًا بإزالة التعديات "وتم إرسال كتاب لعطوفة المحافظ لمساعدة البلدية. وكان هذا قبل نحو أسبوعين، لكن للآن لم يحدث شيء".
وأكد محافظ الخليل كامل حميد، بأن قانون الهيئات المحلية واضح في هذا الموضوع وقد أعطى للبلدية دورًا أساسيًا رئيسيًا في تنظيم الأسواق والشوارع.
مصادر في شرطة الخليل، ذكرت لمراسلتنا أنها قد أبلغت مسئول مفتشي البلدية على موافقتها على توفير الحماية لموظفي البلدية خلال عملية إزالة البسطات، وهي تنتظر الآن تحديد الموعد في أي وقت من قبل بلدية الخليل.
