21.35°القدس
21.07°رام الله
19.97°الخليل
25.17°غزة
21.35° القدس
رام الله21.07°
الخليل19.97°
غزة25.17°
الأحد 06 أكتوبر 2024
5جنيه إسترليني
5.38دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.19يورو
3.81دولار أمريكي
جنيه إسترليني5
دينار أردني5.38
جنيه مصري0.08
يورو4.19
دولار أمريكي3.81

دلالات تصفية طيار حماس التونسي

صالح النعامي
صالح النعامي
صالح النعامي

على الرغم من أن الكيان الصهيوني لم يعلن مسؤوليته عن اغتيال المخترع التونسي محمد الزواري الذي تمكن من تطوير عدة نماذج من الطائرات بدون طيار، الخميس الماضي في مدينة صفاقس، إلا أنه قدم عدة مؤشرات على أنه المسؤول عن عملية التصفية. وقد وصل التبجح الصهيوني إلى حد أن مصادر أمنية في تل أبيب وصف اتهام السلطات التونسية للموساد بالمسؤولية عن اغتياله بأنها «اتهامات لا تخلو من الصحة». وقد ذهبت بعض وسائل الإعلام الصهيونية إلى القول إن تصفية الزواري تمثل أول عملية تصفية تتم في عهد رئيس الموساد الحالي يوسي كوهين، وذلك بعدما جمدت وحدة الاغتيالات في الجهاز تنفيذ عمليات الاغتيال بعد عملية اغتيال محمود المبحوح التي على الرغم من نجاحها، إلا أنها تسببت في إحراج الكيان الصهيوني بعدما تبين حجم توظيف إسرائيل لعمليات تزوير جوازات سفر لدول تعد صديقة لها لتمكين عناصر الموساد من تنفيذ العملية.

إن عملية اغتيال الزواري تحمل دلالتين أساسيتين، وهما:

أولا: تصميم الكيان الصهيوني على تجفيف منابع المقاومة الفلسطينية، على اعتبار أن تل أبيب تزعم بأن الزواري معروف بعلاقاته الوثيقة بحركة حماس وبعضويته في ذراعها العسكري «كتائب عز الدين القسام»، وتدعي أنه تواجد في معسكرات للحركة في سوريا ولبنان وأنه يساعد الحركة على بناء قدرات في مجال إنتاج الطائرات بدون طيار. وتزعم تل أبيب أيضا أن الزواري هو المسؤول عن تمكين «كتائب عز الدين القسام» من استخدام الطائرات بدون طيار لأول مرة خلال حرب 2014. ومن الأهمية الاستماع للمصادر الأمنية الصهيونية التي تؤكد أن خطورة الزواري «لا تتمثل فقط في الأفعال التي قام بها في الماضي بل بالأفعال التي يمكن أن يفعلها في المستقبل». وحسب منطق هذه المصادر، فإن إسرائيل تخشى أن يساعد الزواري حركة حماس على الاستعداد للمواجهة القادمة من خلال إنتاج طائرات بدون طيار «انتحارية» قادرة على ضرب أهداف في عمق الكيان الصهيوني «في أقل قدر من المخاطرة على مقاتليها». ببساطة تخشى إسرائيل أن يساعد الزواري حماس على تطوير قدراتها في مجال الطائرات بدون طيار لإحداث توازن في وسائلها القتالية وتقليص الاعتماد على الأنفاق الهجومية التي فاجأت بها إسرائيل في حرب 2014.

ثانيا: استنفار كيان يعد القوة العسكرية الأهم والأكبر في المنطقة الذي يعد «عملاق» في مجال التقنيات العسكرية وتحديدا في مجال إنتاج الطائرات بدون طيار ويقدم على اغتيال شخص يعمل بمبادرة ذاتية وبدون أي مقومات مادية ذات قيمة يدلل على مدى الحساسية التي يبديها الصهاينة عندما يتمكن العرب من امتلاك أي قدر من مقومات القوة، سيما ذات الطابع التقني. فقد كشفت صحيفة «معاريف» قبل عام أن إسرائيل أجبرت الولايات المتحدة على إلغاء صفقة لتزويد الأردن بطائرات بدون طيار ذات قدرات هجومية بحجة أن هذه قدرات نوعية لا يجدر لأية دولة عربية أن تمتلكها، حتى لو كانت مرتبطة بمعاهدة تسوية مع تل أبيب نفسها. وعندما يتجه العرب لتأمين حاجياتهم من التقنيات المتقدمة ذات الاستخدام العسكري حتى لو كانت متواضعة فأنها تتدخل ولو باستخدام التصفية والاغتيال. لكن من الواضح لو أن دولة عربية تبنت مثل هذه المشاريع فأن قدرة إسرائيل على التدخل عبر هذه الوسائل سيكون محدود لأن مثل هذه الوسائل لن تجدي. ولا حاجة للقول إن عملية الاغتيال تكشف مرامي الاحتفاء الصهيوني بالتقارب مع بعض الدول العربية، والذي ينطوي على تعاون وتنسيق وشراكات إستراتيجية. فلو كانت هذه الدول معنية بنهضة صناعية تحسن من مكانتها الإستراتيجية لاختارت تل أبيب منها موقف العداء فقط.

ثالثا: استغلال إسرائيل للواقع والتحولات التي يشهدها العالم العربي من فوضى وانقسام واقتتال واستنزاف للقوى.