قبل أيام قلائل طلب أحد زملائي في العمل رأيي بما أتمه قبل لحظات من سؤاله ، فأخبرته أنه جميل ولكن.. لو أنه كان ب ” الشكل كذا ” لكانَ أجمل وأكثر مهنية ومنطقية وبأنه سيشعر بالفرق حتى ولو كانت هذه الطريقة مرهقةً بعض الشيء ” … فأجابني والأحرف تخرجُ مضطربةً من بين شفتيه – بأنه يشعر بالراحةِ عندما ينتج عمله بهذا الشكل ، وما دامَ أن الجهةَ المسؤولة راضية ، ومشيدة بالناتج .. فلمَ لا يشتري راحته!؟ أنا متأكد ومن خلال لكنة زميلي السالفة تلك ، أنه لم يكن سعيداً بما أنجز ، ولكنه عزاءُ النفسِ وتبرير القُصور. خاطبتُ نفسي حينها .. بأن ما الذي ينقصنا كي نكون رائعين ، ومُعجبين بأعمالنا وانجازاتنا !! … لماذا نقبل دائماً أن تكون أعمالنا وانجازاتنا متواضعة ، بحيث يُمر عليها مرور الكرام ، ولا يُشهد لها بالتميزِ وطيبِ الأثر حتى وإن كانت صغيرة !! ؟ لماذا إلى اليوم يوجد كثير من الخلق غير مقتنعين بفكرة أن عقولهم التي ميزهمُ الله بها عن سائر المخلوقات بإمكانهم أن يصنعوا المعجزات إذا ما قدروها حق قدرها !؟ والله ِ إني لأؤمنُ بأن الروعةَ كامنةٌ بينَ جنباتنا ، ولكنها بحاجة إلى من يستفزها كي تخرج ، وأعتقد أنه ليسَ من الحِكمة أن تنتظر أحداً يستفزك لإفراز ما لديك من العظمة والجمال … جميل جداً ، وأنت تضع رأسك على وسادتك .. أن تتذكر عملك الرائع الذي أنجزته اليوم على أحسن ما يرام وزيادة ، ألا تستحق نفسك أن تسعدها بإنجازاتك ! ،، أسعدها بما تملك من طاقة .. حتى وإن لم تجد مردوداً ملموساً أو معنوياً من رئيسك في مكان عملك ، فأعتقد أن عملك الرائع لا يضفي جمالاً على المؤسسة أو الجهة التي تعمل لديها وحسب ، وإنما أنت بذلك ترفع من قيمة نفسك وتزيد من سعر ذاتك. لمَ لا نشعرُ جميعاً بأننا نجوم في أي موقع كنا ،، وفي اي عملٍ أو أي نشاط … ألا تلاحظون محبة الله عز وجل للإتقانِ سلوكاً بغض النظر عن النشاط فيقول النبي عليه أفضل الصلاة والسلام ” إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملاً ان يتقنه ” .. إذاً يقول ( عملاً ) ..هكذا دون تخصيص ، فمهما كنت.. نجار ، حداد ، طبيب ، سباك ، عامل نظافة ، مهندس ، مدرس ، إعلامي .. إلخ ،، لنكن رائعين . كونوا نجوماً يُشار إليهم بالبنان … كونوا قادةً حتى وإن لم تُنصبوا أمام الناس … نصبوا أنفسكم قادة ، وقوموا بدوركم الريادي… أتمنى أن نُبدعَ قراءة النوتة ، وأن نعزفَ جميعاً في مجتمعاتنا لحنَ الحضارة الإنسانية الرائع الراقي ، الذي يُمثله أشرف الخلق وحبيب الحق قولاً وفعلاً ودعوة. ليكن كل واحدٍ منا نجماً متألقاً في المكانِ الذي يتواجد به ، وليكن سهماً صائباً .. أينما اتجه أصاب وأردى ثمارَ الخيرِ إلى طُلابها ومُستحقيها..
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.