لم يكن أمام الشقيقتين إيمان وأسماء أبو صبرة بعد تخرجهما من الجامعة سوى التفكير بمشروع يجنبهم الانضمام إلى صفوف الخريجات العاطلات عن العمل.
"مشروع تحويل أغلفة الكتب إلى ميداليات وقلائد" فكرة وليدة تبنتها الخريجتين أبو صبرة نتيجة شغفهم الكامل بالكتابة والقراءة.
بدأت فكرة المشروع من خلال إعداد فواصل كتب مرسومة ومطرزة، تحملت إيمان مسئولية إعداد الفواصل المرسومة، في حين تكفلت أسماء الفواصل المطرزة.
فرصة عمل بديلة
وأوضحت أسماء أبو صبرة أن هدفها وشقيقتها هو تشجيع القراءة في قطاع غزة، بهدف نشر ثقافة القراءة كصفة تلازم سكان القطاع المحاصر.
وتابعت أسماء :"هدفنا نشجع ثقافة القراءة، وتوسيع فئة القراءة في قطاع غزة، حتى ولو كتاب واحد على الأقل، خاصة ترغيب الأشخاص الذين لا يحبون القراءة".
وأكدت إيمان أبو صبرة أنها هدفت وشقيقتها إيجاد دخل منتظم لهما في ظل تزايد أعداد البطالة في قطاع غزة، من خلال استغلال مواقع التواصل الاجتماعي.
وأوضحت إيمان أن هدفها من إعداد فواصل الكتب لتشجيع القراء على مواصلة القراءة، قائلة :"إن الكتاب وهو ملقى على الرف أشبه بالجسم الميت تدب فيه الحياة إذا ما امتدت إليه يد القارئ".
وأضافت أسماء (25 عامًا) :"بعد تخرجي من تخصص التعليم الأساسي، ولم تتح لي فرصة عمل إطلاقًا، قررت أنا وشقيقتي إيمان أن نجد لنا مصدر رزق آخر بعيدًا عن التخصص الجامعي، في الوقت الذي كانت فيه إيمان (20 عامًا) تدرس الهندسة المعمارية وتمتلك موهبة الرسم، فيما أنا وهي نحب القراءة كثيرًا".
خطوة نحو العالمية
واستغلت الشقيقتين مواقع التواصل الاجتماعي للترويج لفكرة مشروعهما، حيث أطلقتا متجر أرجوان للوصول إلى قراء أوسع.
وتابعت أبو صبرة :"نفذنا 20 تصميمًا لفواصل الكتب، كانت ذات طابع تراثي، سواء بالرسم أو ببعض العبارات المنقولة عن كُتَاب فلسطينيين معروفين، ثم بعد ذلك استخدمنا التطريز في تجهيز الفواصل، مشيرة إلى أن ميلها للأشياء المصغرة جعلها تصمم فواصل مطرز عليها ثوب فلاحي مصغر، ما جعلها تظهر بشكل غير تقليدي وجديد.
وفيما يتعلق بالإقبال على إكسسوار القراءة الذي تنتجه الشقيقتان أبو صبرة، تؤكد أسماء أن الإقبال جيد والتفاعل كبير، خاصة وأن كل من يتابعوهم على الفيس بوك وتويتر هم من فئة القراء.
وأشارت إلى أن فريق الإحسان التطوعي دعاهما بعد أسبوع من انطلاق مشروعهما للمشاركة في أحد المعارض التي أقامها، الأمر الذي زاد من فرصة انتشار المشروع، وتعرف الناس على أعمالهن، خاصة وأنهما أول من نفذ هذه الفكرة في قطاع غزة.
وتطمح الأختان إلى تطوير مشروعهما أرجوان ونقله من مواقع التواصل الاجتماعي، إلى أرض الواقع، لكن عدم وجود تمويل واكتفائهما بدعم مشروعهما من مصروفهما الخاص، يجعلهما يكتفيان به كما هو حاليًا، فيما تنوه أبو صبرة إلى أنهما شاركتا في معارض كثيرة، لكنهما تأملان يأن يكون لهما مكانًا مستقلًا بهما، وبتمويل أكبر لتحقيق حلمهما، وهو الوصول إلى أكبر عدد من الزبائن.
