27.23°القدس
26.99°رام الله
26.08°الخليل
28.01°غزة
27.23° القدس
رام الله26.99°
الخليل26.08°
غزة28.01°
السبت 14 يونيو 2025
4.83جنيه إسترليني
5.02دينار أردني
0.07جنيه مصري
4.12يورو
3.56دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.83
دينار أردني5.02
جنيه مصري0.07
يورو4.12
دولار أمريكي3.56

سبيل النقاء

63
63

ينساب  ماء الفكر ، مترقرق الشعور بين صخور الأحداث ، ينسكب متفرعا كخيوط حريرية رقيقية أعياها التفرق ، ولكنها  في النهاية تجتمع في بحيرة الصمت المختلط بالدهشة فتتوقف الحركة ويصرخ السؤال : ماذا حدث؟

ماذا حدث لجريان الماء المتدفق ؟ ما الذي كسر اندفاعه ؟ ولم فتر عن المواصلة ؟

لم استسلم لأن يكون ماء راكدا منزويا في ظلمة الحياة ؟

الذكريات تضج بإلحاح ، فكلها شاهد على أثر الماء ، فكم خلف على جنباته جنات خضراء ، وكم رسم البهجة على محيا متأمله ، وكم أرسل صوت خريره شعرا يخالط شعورمستمعه، كل ما فيه كان عذبا ، كان صافيا صادقا ، نظرة واحدة تكفي لتثبت لك شفافية صفحته ، نقاؤه كان دائما باعثا على الهدوء والسكينة ،تحييه الشمس كل يوم  بأشعتها الذهبية فيزداد لمعانا وبريقا ،  كان ديدنه في رحلته ألا يبخل على أحد ، فيرتوي منه العطاشى ، ويحملهم في تدفقه لغاياتهم ، كان معطاء بعطاء الحياة التي تحتاج إلى الهواء والماء لتستمر ..

ما ذا حدث ؟

هل هو بعد الطريق ؟ أم قلة الصاحب والرفيق ؟

الأحجار والغبار؟

أم المراكب ونأي الديار؟

ما الذي حدث ليغدو الماء ملوثا بلون لا يمت له بصلة ؟ ما الذي حدث لتنبعث منه رائحة لم يعتدها ؟ ما الذي حدث ليعرض عنه الناس فلا يشربون منه؟ لم يعد قادرا على إكساب الأرض خضرتها ؟

ولم تعد الشمس تداعب صفحته ، فغدا كسيرا وحيدا خاليا من البريق..

لم يعد قادرا على الحركة والاندفاع ..

وهل إذا عرف السبب سيرجع من جديد ؟ كيف السبيل إلى النقاء ؟