21.35°القدس
21.13°رام الله
19.97°الخليل
25.97°غزة
21.35° القدس
رام الله21.13°
الخليل19.97°
غزة25.97°
الإثنين 30 سبتمبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.27دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.73دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.27
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.73

أنا أسمع أنا أرى أنا أتكلم

أنا أسمع أنا أرى أنا أتكلم
أنا أسمع أنا أرى أنا أتكلم
زينب علي

هي مجرد بقعة جغرافية صغيرة ، و مع ذلك تحتشد فيها جميع مقومات الدولة ، من صلاح أحيانا ، وفساد غالبا ، أمن و لا أمان ، حرية ولا تعبير !

الناس أصبحت تعيش بين شقي الرحى ، مطحونة بين حصار الاحتلال و تقصير المسؤولين ، مازال الانسان الغزي عاجزا عن الانطلاق نحو المجد ، مكبل بوطن يئن تحت وطأة الأبناء والغرباء على حد سواء ، موسومة طاقاته منذ ولادتها بالفناء !!

في غزة تولد الأفكار الخلاقة كبيرة وتموت قبل أن ترى النور ، شعب قادر على أن يبدع في جميع المجالات ، لا يعجزه سوى قهر المسؤولين في غالب الأحيان ... شعب لا يعجزه الاحتلال عن الابداع .

من لطاقات مهمشة ، مهشمة في صدور أصحابها لأنها لا تستطيع أن ترى النور ؟!

من لشباب تغلي في صدورهم الأمنيات وتحتدم الأحلام ؟!!

يعلق المسؤولون تقصيرهم على شماعة الحصار الغاشم ، بينما بالامكان الاهتمام بالبحوث العلمية التي تعمل لتحقيق الكفاية الذاتية لشعب تحت الحصار .. الاهتمام بمشاريع تنهض بالمجتمع وتقدم خدمات نوعية له .

هل يجب على أصحاب تلك البحوث والمشاريع أن يعيشوا في جلباب الحكومة حتى تنعم عليهم بغطائها و تمهد لهم الطريق لخدمة مجتمعهم ؟!!

متى يتسامى الجميع عن الذوات ليعيش ذات الوطن ؟!!

متى تتعالى مصالح الوطن على المصالح الحزبية ويصبح هو الهم الأكبر في قلوب أبنائه ؟!!

الوطن موجوع يا سادة .. مذبوح بسكين الاختلافات الحزبية ، تقطر دماؤه في مدارج السالكين طرق الانتفاع الذاتي .. طرق الأهواء ،

ماذا يضيركم لو مهدتم السبل لكل من سخر طاقاته وعقله لانقاذ ما يمكن انقاذه في غزة ؟

ماذا عليكم لو سعيتم حثيثا نحو اصلاح الفساد وتغيير الواقع السيء الذي يتجه نحو الانفجار !!

الوجع يكبر والكل يتهاوى تحت عجلات القطار ، كقطط تموء بجوع أكبر من احتمالها ..

الناس هامت أرواحها في دروب الظلم الواقع عليها من الغريب والقريب ، باتت تشعر بأن باطن الأرض خير من ظهرها في واقع مرير لا يرى الشمس بتاتا .

تتكالب الدنيا علينا ويستذئب الأبناء ، وما من شفيق بنا ، تغيم في سمائنا الآمال ، وتقصم البطالة الظهور

والشباب طاقات مهدورة ليس لها معيل ، بات الوضع كبركان على وشك الانفجار ، طوفان من البشر الذين ثكلوا أمنياتهم و أربابهم لا يأبهون لصدورهم الملأى بأثقال الغضب الذي يفور ويغلي ، أضحت الكراسي أثقل في موازينهم من حاجات الناس ومصالحهم ... أثقل من مصداقية وعودهم الكاذبة حين أغووا الناس بأحقيتهم للكراسي وتنصيبهم رعاة  على مصالحهم ، ولكن حين يكون الراعي ذئبا فإن الشاء تضيع ..!!

حين يهوي الكبير في بئر هواه فإن الهوى المزعوم للوطن يصبح كذبة لعينة يحاول أن يلمع بها نفسه .

يا الله .. من لشعب سليب الأمنيات ، نهيب الخيرات

!! من لقلوب ضاقت بما حوت من لهيب التضحيات !! من لشباب تهفو قلوبها للبشريات ، و أطفال لا تفارقها الآلام الكبريات !!

اللهم إننا نسمع ما لا يرضينا ونرى ما لا يعجبنا وقررنا أن نتكلم عن كل ذلك ولا نسكت ..