11.68°القدس
11.44°رام الله
10.53°الخليل
15.34°غزة
11.68° القدس
رام الله11.44°
الخليل10.53°
غزة15.34°
الخميس 26 ديسمبر 2024
4.58جنيه إسترليني
5.15دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.81يورو
3.65دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.58
دينار أردني5.15
جنيه مصري0.07
يورو3.81
دولار أمريكي3.65

تقارير "فلسطين الآن"

"الكوفية الفلسطينيّة".. منتج وطني بأيدٍ خليليّة

حرباوي
حرباوي
الخليل - مراسلتنا

لم تحتفظ الخليل  بلقب "عاصمة المقاومة الفلسطينية" فقط، وإنما حافظت على احتضانها لصناعة رمز المقاومة المتمثل بـ "الكوفية"، ففي مصنع صغير، ومنذ أعوامٍ تجاوزت الخمسين، ما تزال عائلة الحرباوي تحافظ على صناعة "الكوفية الفلسطينية "، برغم كل تلك التهديدات التي تحيط تصنيعها.

 الشاب أحمد الرجبي فال في حديثه لـ"فلسطين الآن"، إن ارتداء الكوفية، يعني له الكثير في حياته، سيما أن عائلته قدمت الكثير من الأسرى والجرحى والشهداء، فأمجاد كل هؤلاء تقفز إلى مخيلته حينما يرى "الكوفية".

وبين الرجبي، لبس الكوفية يدلل على مستوى عمق الفهم والتعمق في الأرض والوطنية، وبطريقة حمل الأمانة للدفاع عن الأرض والوطن، لافتاً إلى أن كوفيته لا تفارقه بتاتاً، كنوع من رفضه ومقاومته للاحتلال حسب تعبيره.

منتج وطني

منذ بداية عام 1961م، دأب الحاج ياسر الحرباوي في صناعة الكوفية الفلسطينية، كمنتج وطني عبر آلتي نسيج بدائيتين للنسيج والتطريز، وكان آن ذاك يعمل لدى الحاج ياسر، عاملين فقط، حيث تتم صناعة 10 كوفيات فقط كل يوم، ليتم بيعها عبر عرضها على واجهة المحل وسط الخليل.

عبد العزيز الكركي، وهو عامل لدى مصنع الحرباوي للكوفية منذ 45عاما، يقول لمراسلة "فلسطين الآن" بأنه منذ نشأته وهو يعمل في صناعة الكوفية، وهو فخور بذلك، باعتبارها رمزاً فلسطينياً منذ الثورة الفلسطينية عام 1936 إلى يومنا هذا.

ويضيف الكركي: " بدأنا مشوارنا بصعوبة بالغة، حيث كانت الكوفية تستورد من الأردن قبل الشروع في تصنيعها محلياً هنا في الخليل، وكأي صناعة جديدة لاقت بعض الصعبات في الترويج بداية، ومع مرور الزمن، ازدهرت صناعتنا،  وأضحينا نصدر الكم الأكبر للعالم الخارجي، وخصوصا أمريكا وبريطانيا وتركيا".

ويضيف الكركي، الفلسطيني يعرف بكوفته، وهو يسعد جداً حين يرى فلسطينياً يرتدي الكوفية ويتوشحها على رقبته، مما يدلل على وجود الحس الوطني والشعور بالمسؤولية الوطنية للحفاظ على فلسطينيته وعروبته، وبأن الحمية العربية ما تزال متوقدة فيه.

المنافسة

ويرجع الكركي ازدياد  الطلب على الكوفية الفلسطينية الى زمن الانتداب البريطاني، حينما اعتبرت بريطانيا من يرتديها معارضا لها، حينما تصدر الفلاحون الذي يعتمرون الكوفية العمل الجهادي، فصدر قرار بمنع لبس الطربوش وارتداء الكوفية من قبل جميع الرجال لئلا يستطع الاحتلال الامساك بالفدائيين بسهول، وبهذا بدأت الجموع بشراء الكوفية والترويج لها، الأمر الذي استمر لليوم.

المشرف الإداري في مصنع الكوفية في الخليل، جودة الحرباوي، يتحدث لـ"فلسطين الآن"، بأن الكوفية لاقت رواجاً كبيرا في طلبها، ولاقت مشاكل عدة، أهمها الصناعة الصينية من حيث السعر.

ويضيف جودة، فكرنا بالأمر جلياً، وارتأينا بأنه يجب أن تكون المنافسة من حيث الجودة والمتانة، وبالفعل، أضحت المنافسة حامية الوطيس، ونعتبر أنفسنا كمصنع محلي، انتصرنا انتصاراً باهراً، وسجلنا نقطة لصالح فلسطين أولاً، ولصالح المنتج الوطني ثانياً.

وبعدها، يشير الحرباوي، بأن الصناعة بدأت بالتوسع شيئاً فشيئاً، وتوسعت الأشكال، لتتعدى كونها كوفية، بل توسعت لتكون وشاحا ومنديلا، وغيرها الكثير، لندخل سوق الملابس من كل أبوابه.

ويصدر مصنع الحرباوي للكوفية الفلسطينية، قرابة الـ30 ألاف كل عام الى خارج فلسطين، وخصوصا بريطانيا، ودول أخرى، غير المبيعات في الأسواق المحلية .

كوفية