في ظل تراجع ومحدودية الدخل، يحجم المواطن الفلسطيني عن شراء اللحوم الطازجة، مستعيضا عنها باللحوم المجمدة، والتي تكاد مبيعاتها تطغى على مبيعات اللحوم الطازجة بكافة أنواعها، نظراً لانخفاض أسعارها لنحو50% من سعر الطازجة، مع تجاهل تام للمضار التي قدد تتأتى من استهلاكها.
زيادة الإقبال الكبير على اللحوم المجمدة، أدت لتخصيص محال التجارية لبيع المجمدات من للحوم بكافة أشكالها وأنواعها. والعامل الأكبر الذي يلعب الدور الرئيس في اقبال المستهلك الفلسطيني على اللحم المجمد، هو عدم قدرة المواطن على أسعار اللحم الطازج، وتذبذباته بارتفاع كبير وانخفاض قليل، وهو الذي أكده بلال أبو ارميلة مسؤول المبيعات في مسلخ بالخليل جنوب الضفة الغربية المحتلة.
رغم الضرر
ووفق الجزار أحمد أبو عيشة في الخليل، فإن بيع اللحم الطازج يتراجع يوما بعد يوم، خاصة مع دخول اللحم المجمد بأنواعه على سوق المستهلك وحياته اليومية.
وقال أبو عيشة، وهو صاحب شركة أبو عيشة للحوم – شارع السلام بالخليل، أن السوق الفلسطيني غير ثابت خصوصا في الطلب على اللحوم باستثناء المناسبات، حيث بين بأن الأكثر مبيعاً هو اللحم المجمد، نظرا لسعره المنخفض ، وهذا يرجع لحالة المواطن المادية.
ويوضح أبو عيشة، بأن المواطن يعرف جيدا المخاطر التي يحويها اللحم المجمد، خصوصا التي تباع في غير مكانها سواء في محال غير مرخصة، أو سيارات تطوف الشوارع لبيع اللحوم والاسماك والدجاج المجمد" والذي لا يخضع لأي رقابة أو فحص.
ويلفت أحمد بأن شركته باتت تبيع بعضاً من اللحم المجمد موثوق المصدر، والذي يكون تجميده حسب الأصول وبتواريخ انتهاء واضحة حسب تعبيره.
الخطر الأكبر
بدوره، قال مدير صحة البيئة في وزارة الصحة بالخليل، إبراهيم عطية لـ"مراسلة فلسطين الآن"، بأن هناك الية لاستيراد اللحوم، وهناك كوته محددة باستيراد اللحوم، بإجراءات وزارية رقابية، مع أخذ عينات من اللحم المستورد قبل بيعه وفحصها، إضافة للتدقيق بالأوراق الرسمية لها.
وبين عطية بأن الخطر الأكبر يكمن باللحم المستورد بشكل غير قانوني، لعدم معرفتنا بتاريخ تجميده، أو يكون لحم معاد تجميده، وهذا يزيد الأمر خطورة وضرر كبير على صحة المستهلك.
وعن الكمية التي تباع في الاسواق الفلسطينية، لفت عطية، الى أن معظم الكمية تنفد من السوق بشكل سريع بسبب الاقبال الكبير عليها.
آلية التعامل مع المجمدات
وبينت رانية الخيري، أمين سر جمعية حماية المستهلك برام الله في معرض حديثها لمراسلتنا أن الطريقة الصحيحة للتعامل مع اللحوم المجمدة، تكون بوضعها بالماء دون فركها، مع التأكيد على عدم اعادة تجميدها من جديد لأن البكتيريا تنشط من جديد وتكون أكثر ضرراً، وهو الأمر الذي بينته.
وحسب رانية، فإن اللحم الموجود في السوق الفلسطيني هي آمنة نظرا لفحصها من قبل جهات متخصصة، لكن الامر المثير للخوف، هي اللحوم التي تصل أسواقنا عن طريق التهريب .
وشددت أمينة سر جمعية حماية المستهلك، "على المواطن الفلسطيني أن يكون واعياً عند شراءه لأي منتج ومن حقه ان يأخذ عينة لفحصها، لأن من حقه اطعام أهله اللقمة الآمنة".
ودعت السيدة رانية كل المستهلكين للشراء من التجار الثقات، من أجل صحته وصحة أبنائه، سيما أن محال تجارية كثيرة لا تتحرى الدقة وصحة ما لديها من لحوم.