أكدت مصادر محلية أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية قصفت، مساء اليوم الخميس، منازل في مخيم جنين كان بداخلها عناصر من كتيبة جنين، التابعة لسرايا القدس، الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي، باستخدام قذائف محمولة. وأوضحت المصادر أن الأمن الفلسطيني أطلق قذيفة محمولة على الأكتاف باتجاه منزل تحصن فيه مقاومون من كتيبة جنين، إلا أن الشبان تمكنوا من الانسحاب دون أن يصابوا بأذى، بينما أطلقت الأجهزة الأمنية الفلسطينية قذيفة أخرى أصابت منزلًا آخر، مما أدى إلى اشتعال النيران في كلا المنزلين.
وأشارت المصادر إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي تُستخدم فيها قذائف محمولة في مخيم جنين، حيث سبق للأجهزة الأمنية أن أطلقتها باتجاه منازل قبل أيام. وشهد مخيم جنين مساء اليوم، تصعيدًا ميدانيًا إثر محاولة الأجهزة الأمنية الفلسطينية التقدم باتجاه المخيم من ثلاثة محاور رئيسية: المخيم الجديد، شارع مهيوب، ومنطقة مدرسة الوكالة.
وأكدت المصادر أن التقدم الأمني قوبل بمقاومة عنيفة من الشبان المسلحين، فيما حاصرت الأجهزة الأمنية منزلًا كان يتحصن به مجموعة من المقاومين، لكنهم تمكنوا من الانسحاب قبل استهدافهم. وأسفرت الاشتباكات، بحسب المصادر، عن إصابة أربعة شبان من عناصر كتيبة جنين، بينهم إصابة وصفت بالخطيرة. في سياق متصل، أشارت المصادر إلى أن جهود وساطة قادتها مجموعة من الأسرى المحررين لاحتواء الأزمة باءت بالفشل.
وكانت فصائل فلسطينية قد حذرت من احتمال انتقال الأحداث المتوترة التي يشهدها مخيم جنين إلى مناطق أخرى في الضفة الغربية، داعية إلى إنهاء الحملة الأمنية على مخيم جنين، فيما أعربت منظمات أهلية فلسطينية عن مخاوفها من تأثير هذه الأحداث على السلم الأهلي داخل المجتمع الفلسطيني.
وجاءت الأحداث على خلفية اعتقالات نفّذتها الأجهزة الأمنية بحقّ نشطاء من المخيم ينتمون لحركة الجهاد الإسلامي، تبعها استيلاء أفراد من كتيبة جنين في الخامس من الشهر الجاري، على مركبتين إحداهما تعود للارتباط العسكري الفلسطيني والأخرى لوزارة الزراعة، أعقبتها عودة اعتقال نشطاء وذوي شهداء من المخيم ثمّ حصاره وإغلاق مداخله.