أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي محمد الهندي أن إغلاق ملف فلسطين أصبح مطلباً عربياً، كون الدول تتحالف مع مصالحها فقط، ولا يتوهم أحد أن تحالفات جديدة ممكن أن تقوم في المنطقة.
وأوضح الهندي خلال لقاء نظمه التجمع الإعلامي الفلسطيني أن انقلاباً جديداً يحصل في منطقة الشرق الأوسط يقوده الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بمساعدة أطراف عربية عنوانه وضع اللمسات الأخيرة على تصفية القضية الفلسطينية والتحالف مع جهات عربية لتحقيق مصالح "إسرائيل".
وتابع: "الوضع العربي لا يسر صديقا ولا يغيظ عدوا، المنطقة في حروب وضغوط كبيرة، والعرب يخضعون لابتزاز "إسرائيل" وألاعيب ترامب، والبعض من العرب يتوهم أنه يمكن تطبيع العلاقة مع "إسرائيل"، والبعض يريد ترتيبات إقليمية لحل القضية الفلسطينية، تقوم على التطبيع بين العرب والاحتلال".
السلطة فشلت بأكثر من مجال
وأكد أن السلطة فشلت في أكثر من مجال، فشلت في أن يكون لها بدائل، "ولا نطالبها بإعلان الحرب على "إسرائيل" ولا أن تحل نفسها ولا تنسحب من أوسلو.. نريد لها أن تساعد نفسها بعد أن أضاعت عدة فرص، منها فرصة محكمة لاهاي بشأن الجدار، وتفعيل تقرير غولدستاين، وفشلها في تفعيل قرار مجلس الأمن الخاص بالاستيطان"، مشددا على أن السلطة فشلت في مشروعها وليس في مشروع الثوابت الفلسطينية.
وبيَّن أن السلطة الفلسطينية فشلت أيضاً على المستوى الداخلي، في تحقيق وإنجاز المصالحة، وفي إعادة بناء منظمة التحرير، على أسس تم التوافق عليها، وفشلت في اتفاق القاهرة 2005، وفشلت في موضوع الانتخابات البلدية مؤخراً.
حل الدولتين فاشل من بدايته
وأضاف: "وللأسف يخرج من يقول إننا نريد دولة ديمقراطية يتساوى فيها الجميع بالحقوق، "إسرائيل" التي طرحت حل الدولتين للخروج من مأزقها، هي من رفض هذا الحل وتنكر له لأنها تريده فقط شعارا في المحافل الدولية دون تطبيقه على الأرض، في المقابل لا تتوقف عن سرقة ومصادرة الأراضي".
وأكد أن مشروع حل الدولتين حمل من البداية بذور فشله،لأنه أجَل القضايا الرئيسية للصراع إلى مرحلة لاحقة تم تحديدها بخمس سنوات، "لا زالت حتى اليوم على حالها، وجاء اليوم لقاء ترامب نتنياهو لتأبين هذا المشروع" منتقدا لهاث السلطة خلف اتصال تلفوني مع ترامب، بينما هو يدير ظهره لها.
فلسطين ليست عدو لأحد
وشدد على أن "إسرائيل" عدو للجميع، لأنها ليست إلا مشروع هيمنة على المنطقة، خاصة في ظل الوضع المحلي والإقليمي القائم، وفشل السلطة الفلسطينية في كل المحافل والملفات، وتوهم البعض أن "إسرائيل" يمكن أن تكن حليفا لأحد.
وأكد أن فلسطين هي رافعة للجميع، وليس للوضع الفلسطيني فقط، وتصوب بوصلة الجميع باتجاه العدو المشترك، مضيفا: "لا يمكن لفلسطين أن تكون عدواً لأحد أو تتدخل في شأن من الشؤون الخارجية، لأن فلسطين حركة تحرر".
وأوضح أن كل خيارات "إسرائيل" في المستوى المتوسط هي خيارات صعبة "طالما تمسكنا بالثوابت والمقاومة". مؤكدا أن حركة الجهاد الإسلامي ترى ضرورة بقاء الهدف الثابت، وهو تحرير فلسطين من البحر إلى النهر".
وبين أن "إسرائيل" تجني أرباحا مجانية في كل الاتجاهات، مؤكدا أن المقاومة الفلسطينية ستتصدى لمشروع التوصل لاتفاق نهائي للصراع، واصفا هذا المشروع بـ"الأخطر في المنطقة".