14.45°القدس
14.21°رام الله
13.3°الخليل
17.76°غزة
14.45° القدس
رام الله14.21°
الخليل13.3°
غزة17.76°
الإثنين 13 يناير 2025
4.49جنيه إسترليني
5.19دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.78يورو
3.68دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.49
دينار أردني5.19
جنيه مصري0.07
يورو3.78
دولار أمريكي3.68

على مدار عامين ونصف..

بالصور: الفتاة "العقاد".. تكتب المصحف كاملًا بخط يدها

الفتاة سعدية العقاد تكتب المصحف كاملًا بخط يدها (5)
الفتاة سعدية العقاد تكتب المصحف كاملًا بخط يدها (5)
خانيونس – محمد كمال

أمام طاولتها الصغيرة المستديرة، تجتمع عليها عشرات أقلام الخط العربي، وأوراق لتخط عليها أعذب كلام وأشرف حروف، وتكتب بخط يدها آيات القرآن الكريم كاملًا بالرسم العثماني على مدار حوالي العامين والنصف دون كلل أو ملل، تستمتع بموهبتها الخطية في كتابة كلام عظيم أكسبها كل إصرار وتحدٍّ على المواصلة والإنجاز.

داخل غرفتها الصغيرة في منزلها المتواضع غرب مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، تجلس الفتاة سعدية شريف العقاد 24 عامًا وتخط بأناملها آيات القرآن الكريم بأقلام الخط المتنوعة الأحجام والألوان.

وأنهت الفتاة العقاد تخصص إدارة الأعمال من جامعة الأقصى، وتعمل حاليا سكرتيرة إدارية في إحدى مدارس وكالة الغوث بنظام عقد لمدة عام، واستغرقت مدة عامين ونصف في الكتابة  بخط يدها، لتختتم مشوارًا طويلًا بإتمام كتابة القرآن الكريم كاملًا.

فكرة وموهبة

وأوضحت العقاد خلال حديثها لـ"فلسطين الآن" أن كتابتها للمصحف كانت مجرد فكرة خطرت في بالها دون تخطيط مسبق، وقالت: "بدأت أجرب كتجربة أولى في أول صفحة من المصحف إلى أن وصلت إلى كتابة المصحف كاملًا بفضل الله عز وجل".

وبينت أنها بدأت الكتابة في شهر مايو عام 2014 واستمرت بكل عزيمة وإصرار حتى حتمت كتابة آخر صفحات للمصحف في 15 يناير من عام 2017 الحالي، وسط تشجيع الأهل والأصدقاء، وبلغت عدد صفحات المصحف التي نسختها 522 صفحة، بجانب دعاء ختم القرآن الكريم والفهرس، وذلك بطريقة الرسم العثماني المتعارف عليه في كتابة المصاحف.

وامتلكت الفتاة العقاد منذ صغرها موهبة خاصة في الكتابة، لافتة أنها لم تتلق أي دورات في الخط العربي وأنها طورت من موهبتها خلال دراسة مادة الخط العربي في المرحلة الجامعية.

وعقبت حول الدافع لكتابتها للمصحف بقولها: "كان الدافع من كتابتي للمصحف طاعة وتقربًا لله عز وجل أولًا، وأيضا هبة عن أرواح الشهداء جميعا وبالأخص روح الشهيد أخي نور الدين شريف العقاد، وأيضا توعية للأجيال والطلائع لتشجيعهم وإبراز مواهبهم المدفونة لتعليمهم كيفية كتابة المصحف الشريف وإعطاؤهم دورات في الخط العربي".

إصرار وإمكانيات بسيطة

واستخدمت العقاد خلال كتابتها للمصحف ورق A4  المستخدم في الطباعة، وقلم الخط العربي، والقلم السائل للتشكيل ووضع علامات المصحف، إضافة للأقلام الخشبية الزرقاء لتجميل جوانب وحدود المصحف.

وعن الغلاف الخارجي للمصحف، تقول: "قمت بصناعة التطريز الفلسطيني على الورق المقوى باستخدام قماش من القطبفة وخيوط الحرير، وذلك بمساعدة شقيقي علاء".

وأكدت أنها "لم أواجه أي صعوبات، بل تجاوزتها بتذليل تلك الصعاب من خلال الإرادة والعزيمة والإصرار، وذلك بموهبتي الخالصة في الخط، ولم أتلق أي مساعدة من أي جهة رسمية ، بل كله اجتهاد شخصي، ولم أتلق أي دورات في الخط العربي ولكن هو محاكاة للرسم العثماني الموجود".

ووجهت رسالة للأجيال الذين يمتلكون موهبة بأن يجتهدوا على أنفسهم ويتسلحوا بالإرادة والعزيمة، مشيرة أن "الأمر ليس صعبا بل أنا استخدمت أبسط الأدوات والإمكانيات حتى أنجزت المصحف، وإن شاء الله إن لزم الأمر سأشارك في أي معرض وهذا شرف لي، وإذا وزارة الأوقاف تتواصل مستعدة أن تعرضه في أي مكان".

وشكرت العقاد كل من دعمها من أهلها وأصدقائها ومعلماتها وزميلاتها في العمل من أجل إنجاز هذا المصحف، وتمنت أن يمتلئ الوطن العربي كله بالمواهب، وأن تنظر الجهات المعنية في قطاع غزة للمواهب نظرة شمولية وليست جزئية، بحيث تصل هذه المواهب لكل إنسان.

الفتاة سعدية العقاد تكتب المصحف كاملًا بخط يدها (2) الفتاة سعدية العقاد تكتب المصحف كاملًا بخط يدها (1) الفتاة سعدية العقاد تكتب المصحف كاملًا بخط يدها (3) الفتاة سعدية العقاد تكتب المصحف كاملًا بخط يدها (4) الفتاة سعدية العقاد تكتب المصحف كاملًا بخط يدها (6) الفتاة سعدية العقاد تكتب المصحف كاملًا بخط يدها (7) الفتاة سعدية العقاد تكتب المصحف كاملًا بخط يدها (8)