لم يصدق أبو يزن نفسه وهو يمسك بـ"الريموت كنترول" يثبت الصورة على شاشة التلفاز, ليرى حسني مبارك على سرير المرضى بزيه الأبيض ومعه نجليه والعادلي. إنه مبارك .. نفس العينين ونفس الشعر, ونفس الرأس واليدين, ولكنه لن يخاطب الجماهير بخطاب العظمة والكبرياء الذي تعودت عليه مصر, بل سيخاطبه أهالي الشهداء والمحامون بخطاب العدل والحرية, ومن كان يصدق أن تدور الدائرة على ديكتاتور العصر, وأن يقف الظالم مكان آلاف المظاليم في مصر. القاعة التي كان يَحْضُرْ لها الرئيس ونظامه السابق وأعضاء مجلسي الشورى والشعب لاجتماعاتهم, اليوم يحضر لها مبارك ونظامه لمحاكمتهم. يحاكم اليوم مبارك محاكمة جنائية وفق قانون العقوبات وقد يصل الحكم فيه إلى حد الإعدام, ويحاكم الجميع في قضية واحدة لم تجزأ حتى لا تضيع أجزاؤها, ويتقدم محامو الشهداء والجرحى كل باسمه, ثم بعد ذلك سيحاكم مبارك ومن معه محاكمة سياسية وفق قانون الغدر السياسي . نجح المجلس العسكري الأعلى بامتصاص غضب ملايين المصريين بمحاكمة مبارك, فقد كانت مصر على أبواب فتنة داخلية, وغضب قد ينفجر في أي لحظة إن لم يحاكم . إنها أجمل اللحظات التاريخية على الشعب المصري منذ ثلاثين عاماً, وستكتمل الفرحة بعد الحكم, وبعد الانتخابات وبعد الرئيس. "ويلا يا حبيب يا عادلي تفضل؟! تكلم يا حبيبي ؟! أبو يزن يسجل على باب بيته بالفحم "الثالث من رمضان محاكمة مبارك" ويقول للشعب المصري بقوة "رمضان مبارك".