على خلاف ما اعتاد الغزّيّون عليه، من تجدد المواجهات مع قوات الاحتلال، أمام موقع "ناحل عوز"، الإسرائيلي العسكري، من مظاهرات غاضبة ورشق بالحجارة وإشعال للإطارات المطاطية، وفي عادة غير مسبوقة أصبحت مواكب زفاف العرسان الشباب الغزيين تتجه لأماكن التماس الحدودية شرق مدينة غزة، في لغة تحدٍ جديدة لقوات الاحتلال الإسرائيلية، يقومون من خلالها بإبراز مراسم الفرح، وإطلاق الألعاب النارية والرقص الشعبي على أوتار أناشيد المقاومة الفلسطينية.
"فلسطين الآن"، رافقت ورصدت موكب زفاف العريس الشاب، "محمد السوطري"، في حيّ الشجاعية، شرق مدينة غزة، والذي جاب شوارع الحي، متجهًا قبل انتهائه لشارع العودة، أو شارع "جكر"، كما يحلو تسميته للغزيين، بمرافقة سيارة مكبر الصوت، والتي كانت تتوقف أمام المواقع العسكرية الإسرائيلية، وهي ترفع الأناشيد النضالية الثورية للمقاومة الفلسطينية.
وشقّت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة "حماس"،على طول الحدود شارع "جكر"، والذي يمتد لعشرات الكيلومترات، فيبدأ من معبر رفح جنوبًا، وحتى بيت حانون شمالًا، وكما يعد من إنجازات المقاومة التي تتحدى به الاحتلال منذ انتهاء عدوانه على قطاع غزة، نهاية أغسطس/ آب من عام 2014، ليبعد عن الخط الزائل في مسافة أقصرها 300 متر، وأقصاها 500 متر.
العريس "السوطري"، أكد أن مرور زفافه من شارع "جكر"، هو مجرد مظهر يريد من خلاله إبراز صورة الفرح والصمود والتحدي لشعب غزة، أمام الاحتلال، مشيرًا إلى أن موكبه يغيظ الاحتلال من رسائله الكبيرة والقوية.
ويقول العريس العشريني، خلال حديثه لمراسلنا، "مروري بسيارتي الموشحة بزينة الفرح هو دليل فاصل على أننا كفلسطينين وغزيين لا نخشى الاحتلال ولا تهديداته".
ويضيف، "رسالتنا القوية للاحتلال إن يوم الزفاف وليلة الزفاف عند كل العالم هو اليوم الذي يكونون فيه أشد حرصًا على الحياة من أي يوم آخر، لكنه عندنا في غزة هو كأي يوم عادي طبيعي نمر فيه من شارع جكر".
أما تشبيه شقيق العريس "علي"، والذي يلفت فيه قائلًا: "كم من الشبان أصيبوا بحالات اختناق جراء إطلاق قوات الاحتلال لقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق تجمعات الشبان الغاضبة، أمام موقع ناحل عوز، اليوم نحن نطلق أمام الموقع وجنوده الألعاب النارية ابتهاجًا بفرح وزفاف أخي فيخنقهم الغيظ من فرحتنا".
وعن خوفهم من الاحتلال، أجاب والد العريس، أبو محمد السوطري، "نحن لا نخشى جنود الاحتلال ليفعل الجنود ما يفعلون فموتتنا واحدة، ويا مرحبًا بالشهادة إن كانت هي المصير".
وأوضح والد العريس، أن متعة الزفة ورونقها وبهجتها كانت بمرور الموكب من شارع جكر، معلقًا "ونحن نشاهد أراضينا المحتلة التي سنحررها عما قريب تمهيدًا لزفاف أحفادنا فيه بإذن الله".