ترتفع وتيرة الاستهتار الكبير في حياة المواطنين من جهة، وعدم الاكتراث لإجراءات السلامة من جهة أخرى، في عملية نقل الحجارة الكبيرة، والتي يصل وزنها إلى أكثر من مائة طن، ولا سياسة ترسم معايير السلامة في عملية نقلها من وإلى مكان الاستخدام .
شاحنات ضخمة، تعمل على نقل الحجارة ذات الوزن الثقيل، من أحجار البناء والرخام والجرانيت، وتحملها في الأحياء السكنية المكتظة، والتي تعتبر مشكلة مخاطر كبيرة على حياة المواطنين جراء وقوع أجزاء من حمولتها في الشارع.
تزخر محافظة الخليل، بعدد كبير من الشاحنات التي تعمل على نقل الحجارة، خصوصاً تلك التي يصنفها المواطن الفلسطيني بأنها شاحنات الحمولات الخطرة، كونها محملة بشكل عشوائي ومنظم، والتي تفتقد لأدنى مقومات السلامة.
المواطن يشتكي
في ظل الانفلات القانوني وتهاون دوريات المرور والسلامة على الطرق في تطبيق الأنظمة والقوانين التي تحفظ أرواح وسلامة المواطن وخصوصا في الطرقات العامة، ينتظر أهالي القرى الفلسطينية، كارثة تحل بهم من ذلك العبث الذي يصدر من شاحنات نقل الحجارة المكشوفة دون رقيب ولا حسيب.
ويشتكي مواطنون في محافظة الخليل من مخاطر عبور هذه الشاحنات من وسط الأحياء السكنية، مؤكدين أن تلك الشاحنات محملة بكميات كبيرة من الصخور، وصفوها "بالحمولات الخطرة".
وقال المواطن خليل أبو عرام، في حديثه لـ "فلسطين الآن"، إن العديد من الشاحنات العاملة على نقل الحجارة الكبيرة من المنطقة الصناعية الى مشاغل النحت، لا تلتزم بمعايير النقل العام وشروط السلامة، من حيث حمولاتها الزائدة والمكشوفة، مشيرا إلى أن "العديد من السائقين والمواطنين يصابون بالرعب من مجرد التواجد بالقرب من تلك الشاحنات، فيما تتأرجح حمولتها بشكل مخيف".
من جهته، لفت مدير مكتب سيارات علي الجبور، إلى أنه يجب توفير وسائل السلامة العامة في نقل مختلف المواد، من أجل منع أي مخاطر يمكن أن تشكلها هذه الشاحنات التي تنقل الصخور على الطرقات العامة ووسط الأحياء السكنية.
عوائق كبيرة
وحول الاستهتار في تطبيق الأنظمة والقوانين، قال الضابط في الشرطة الفلسطينية، عماد الهوارين: "إن الشرطة كانت ومازالت تعمل بكافة جهودها بالشراكة مع الأجهزة الأمنية الفلسطينية، من أجل حصر هذه الظاهرة"، مشيراً إلى أن هناك عوائق كبيرة في عملية الحصر، لاسيما أن مكان النقل يكون غالبا بعيداً عن مركز المدن، وفي مناطق " c "، بعيداً عن قبضة الشرطة .
وبين الهوارين، في حديثه لـ " فلسطين الآن"، بأن الشرطة قامت بوضع يدها على عدد كبير من المصانع والمنشآت التي لا يوجد بها أي من معايير السلامة في سياراتها، أثناء عملية النقل، وكان هناك تعهدات بتطبيق الأنظمة والتعليمات المكلف بها أصحاب الشاحنات في عملية نقل الحجارة للحفاظ على أرواح المواطنين .
