18.82°القدس
18.5°رام الله
17.19°الخليل
23.84°غزة
18.82° القدس
رام الله18.5°
الخليل17.19°
غزة23.84°
الخميس 10 أكتوبر 2024
4.92جنيه إسترليني
5.32دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.12يورو
3.77دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.92
دينار أردني5.32
جنيه مصري0.08
يورو4.12
دولار أمريكي3.77

خبر: صحفي فلسطيني يرصد دور "الفيسبوك" بالثورات العربية

توصلت دراسة مطولة أعدها الصحفي مصعب قتلوني إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة "الفيسبوك" استطاعت أن تلعب دورًا فعالاً في ثورات الشعوب العربية بشكل عام وثورة 25 يناير في مصر على وجه الخصوص. وركزت الدراسة التي أُعدت لنيل درجة الماجستير والمقدمة لقسم "التخطيط والتنمية السياسية" في جامعة النجاح بمدينة نابلس على الدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي في إطلاق شرارة الثورات العربية. وناقش الصحفي قتلوني أطروحته الأربعاء في حرم جامعة النجاح الوطنية الجديد بنابلس، حيث أشرف عليها عثمان عثمان رئيسًا، ونشأت الأقطش من جامعة بير زيت كممتحن خارجي، وفريد أبو ضهير من جامعة النجاح كممتحن داخلي. وقررت اللجنة في ختام النقاش منح قتلوني درجة الماجستير، حيث عدها الأقطش أنها "مجهود ضخم في موضوع مهم". ودعا أبو ضهير إلى طباعتها بعد إضافة بعض الجوانب عليها ككتاب يثري المكتبة العربية في هذا الموضوع الجديد والمستجد. وركزت الدراسة على الدور الذي لعبته مواقع التواصل الاجتماعي في إطلاق شرارة الثورات العربية، وتناقش أبرز مظاهر تحول هذه المواقع من الطابع الاجتماعي البحت، الذي من أجله أنشئت، إلى الطابع السياسي المؤثر. كما رصدت كيف تحول نشطاء الإنترنت ممن اعتادوا على قضاء معظم أوقاتهم خلف شاشات الكمبيوتر وفي غرف الشات والدردشة والفيسبوك، إلى موج بشري هادر في الشوارع والطرقات والميادين يهتفون بأعلى صوتهم ويرددون بصوت واحد "الشعب يريد إسقاط النظام". وتشير إلى أن مواقع التواصل الاجتماعي لعبت أدوارًا بارزة قبل انطلاق شرارة الثورات العربية، كاستخدامها بكثافة في دعاية الانتخابات الرئاسية الأمريكية في العام 2008، وتحولها إلى ساحات للمواجهة بين العرب من جهة والإسرائيليين من جهة أخرى خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة. وحول الدور الأساسي الذي لعبته هذه المواقع خلال الثورات العربية، توضح الدراسة أنها استطاعت حشد أعداد كبيرة للمشاركة بالمظاهرات، وكسرت حواجز الخوف لدى المتظاهرين، وأوجدت تفاعلا مميزا بين الشعوب الثائرة. لكن الدراسة –المكونة من ثمانية فصول- لا تغفل أن هناك عوامل ومحركات رئيسية ساهمت هي الأخرى باندلاع شرارة ثورات الربيع العربي التي ما كانت لتقوم بهذه القوة لولا وجود الكثير من التراكمات والإرهاصات التي جعلت الناس تثور في وجه حكامها، ومن أبرز هذه الأسباب التخلف الذي كانت تعيشه غالبية الدول العربية. كما أنها توضح أن عناصر مهمة –بالإضافة إلى مواقع التواصل الاجتماعي- كان لها أثر بارز على انتشار موجة واسعة من المظاهرات والاحتجاجات الشعبية في كثير من الدول العربية مطلع العام 2011. [title]التغيير السياسي[/title] وتستعرض الدراسة الكثير من المواضيع التي من أبرزها مفهوم التغيير السياسي وأبرز مراحله ووسائله، وتشير إلى أن التغيير بشكل عام سنة كونية، وفي حال طال التغيير فإن أبرز الاحتمالات الناتجة عن ذلك، حدوث انفجار شعبي لا تعرف عواقبه، والتغيير السياسي هو أحد أشكال التغيير. وتلفت إلى أن وسائل التغيير السياسي قد تأخذ الطابع الرسمي كالاستفتاء، والانتخابات، والدور الرقابي للمجالس النيابية. وفي حال تعذر حدوث التغيير بهذه الوسائل، فقد يلجأ أصحاب التغيير أو الشعب إلى وسائل ذات طابع مختلف كالإضرابات، والتظاهرات الشعبية، والانقلابات العسكرية، والثورات التي تعتبر أحد أبرز مظاهر التعبير عن حق الشعوب في مقاومة الطغيان والاستبداد. وتتطرق إلى استراتيجية الأنظمة السياسية الحاكمة في التعامل مع التغيير السياسي طبقا للأجواء التي ينشأ فيها، وعادة ما تواجه الأنظمة عملية التغيير من خلال: التجاهل السياسي إذا كانت الأصوات المطالبة بالتغيير ضعيفة. [title]ثورة 25 يناير[/title] وفيما يتعلق بثورة الخامس والعشرين من يناير مطلع العام 2011 في مصر، فإن الدراسة تناقش بعمق الثورة المصرية وتسلسل أحداثها وأسبابها المباشرة وغير المباشرة وخصائصها ومراحلها وأبرز مكتسباتها السياسية والاجتماعية، وكذلك دور الفيسبوك في تهيئة الأجواء قبل اندلاع الثورة. وتشير إلى أن ثورة 25 يناير في مصر اتسمت بعدد من المزايا التي أكسبتها خصوصية ميزتها عن غيرها من الثورات التي اندلعت في العديد من الدول العربية، خاصة وأنها تعدّ أقصر ثورة بين مثيلاتها التي انطلقت في "الربيع العربي". وتؤكد أن ما شهدته مصر في 25 يناير، لم يكن سوى تتويجاً لعوامل عديدة ومن بينها نقاشات عميقة كانت تتم في مواقع التواصل الاجتماعي في السنوات الأخيرة، وحملات شبابية بعضها خرج من الفضاء الافتراضي إلى الميدان. وتعدد الدراسة أبرز الوسائل التي لجأ إليها نظام مبارك في إطار مواجهته للدور الذي كانت تقوم به مواقع التواصل الاجتماعي في تحريض الناس وتعبئتهم على الثورة، ومن هذه الوسائل: مراقبة وملاحقة واعتقال وتعذيب ومحاكمة الكثيرين من نشطاء الانترنت. وتشير إلى أن أبرز ما ميز نشطاء الفيسبوك في مصر أنهم كانوا على دراية تامة في كيفية استغلال مواقع التواصل الاجتماعي لإنجاح ثورتهم رغم الكثير من العراقيل التي وضعها النظام، كما أنهم لم يألوا جهداً في تسخير كل ما يمكنهم فعله من أجل تحقيق أكبر قدر ممكن من الخدمات التي يتيحها موقع الفيسبوك لمستخدميه. وتختم بتأكيدها أن موقع "الفيسبوك" لعب دوراً لا يستهان به في إطلاق الشرارة الأولى لثورة 25 يناير، ومن خلاله نشطت العديد من المجموعات الشبابية التي من أبرزها صفحة "كلنا خالد سعيد" التي أسسها الناشط وائل غنيم. [title]رؤية استشرافية[/title] وبرؤية استشرافية لدور مواقع التواصل الاجتماعي في المستقبل على صعيد التغيير السياسي في العالم العربي، تخلص الدراسة إلى أن هذه المواقع تحولت إلى عنصر ضغط كبير على الحكومات، وأصبحت كالمجهر الذي يراقب أي شكل من أشكال الفساد أو الاستبداد، وبالتالي فإنه لا أحد يستطيع أن يفترض من أين تأتي الشرارة التي قد تؤدي إلى وقوع الثورة.