يكتظُ ميناءُ غزة، بعشرات قوارب الصّيد التي تعملُ على الوقود، الذي ينسابُ منها في بعض الأحيان، مما أضفى لونَ السّواد شبه القاتم على لون المياه، إضافة إلى وجود كمٍ كبيرٍ من القاذورات التي يلقيها المصطافون، ومخلفات القوارب والسفن وغيرها، فيما يعيشُ عدد كبير من الأسماك الوافدة إلى الميناء في هذ المستنقع الخطر.
بعض الصيادين الفلسطينيين، يستغلون تواجد كمياتٍ كبيرةٍ من الأسماك في الحوض، واصطيادها، وبيعها في الأسواق الفلسطينية على أنها قادمة من عمقِ البحرِ، مضللين المستهلكين، فهل هذه الأسماك صالحة للاستهلاك الآدمي، أم أنها خطرة على صحة الإنسان؟
بينَ مؤيدٍ ومعارضٍ
وقال الصّياد (س.م)، أن كثيرًا من الصّيادين يستغلون ساعات الليل، لتنفيذ جريمتهم، والصيد في حوض الميناء، بكمياتٍ كبيرةٍ جدًا، وبيعها في الأسواق، بسعر السّمك داخل البحر النظيف.
وتابع في حديثه لـ"فلسطين الآن" أنه تذوق السّمك قبل ذلك، وهو مر للغاية، وغير صحّي، وذو رائحة كريهة.
ووافقه (م.ي)، مبينًا أن الشرطة الفلسطينية لاحقت صيّادًا بالأمس قد استطاع اصطياد أكثر من 20 كيلو جرامًا من السّمك المسموم من حوض الميناء، واعتقلته.
ودعا الشّرطة إلى مزيدٍ من الإجراءات والمراقبة، من أجل صيدٍ صحي، خالٍ من السموم والأمراض.
واستنكر الصّياد الفلسطيني (م.ع)، منع الصّيد في حوض الميناء، مدعيًا أن السّمك صحي وغير خطر على المواطنِ الفلسطيني، مبررًا أن السّمك ولاسيما "البوري" منه، ينظّف نفسه بنفسـه عندما يغادر الميناء ثم يجيء إليها.
وأشار في حديثـه لـ "فلسطين الآن" إلى السّمك المتواجد في الحوض، قائلًا إن السّمك يبقى على قيد الحياة، ولو كان الحوض على سمية عالية، لمات السّمك.
الشرطة تراقبُ وتحاسب
وأكد المقدم في شرطة البحريّة رامز عيسى في ميناء غزة، أن جهاز الشرطة يعمل على مدار السّاعة، من أجلِ القضاء على هذه ظاهرة الصّيد في حوض الميناء، التي قلّت في حدٍ كبير، بفعل الجهود الكبيرة التي تبذلها الشرطة.
ونوّه في حديثـه لـ "فلسطين الآن" أن الشرطة تنفذ إجراءات عقابية بحق الصيادين المتجاوزين، والذين يعرضون حياة المواطنين إلى خطرٍ شديد، من اعتقالٍ وحجزِ لأدواتِ الصّيد، وغير ذلك من أجل القضاء التام على هذه الظاهرة.
ولفت إلى أنّ الفحوصات التي أجريت على عينةٍ من السّمك المتواجد في حوض الميناء، تبين أنها سامّة، ويحظر أكلها، مبينًا أن قلة من الصيادين تبيعها للمواطنين في الأسواق، غير مبالين بالأخطار المحدقة بصحتهم.
ودعا عيسى الصيادين الفلسطينيين، إلى الالتزام والبعد عن الصيد في الميناء، واتباع القواعد السليمة في الصيد، من أجل حياةٍ أفضل لهم وللمستهلكين، وأن يكونوا على قدرٍ من المسئوليةِ.
















