انتهى حلم مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق إلى خسارة محافظة كركوك الغنية بالنفط، وهي التي يطلقون عليها «قدس الأكراد» تعبيرا عن أهميتها بالنسبة للدولة الكردية الحلم.
حسابات بارزاني تبين أنها خاطئة تماما، ويبقى السؤال المحير: على ماذا كان يعتمد بارازني عند إصراره على إجراء الاستفتاء رغم أن كل القوى الإقليمية والدولية الفاعلة طالبته بإرجائه، باستثناء دولة الاحتلال الصهيوني التي كانت تشجع علنا وسرا انفصال الإقليم عن العراق؟!
في التحليل السياسي، فإن بارزاني إما أنه كان يعتمد على قوة كبيرة ضمن دعمها ومساندتها ضد حكومة بغداد وأنقرة وطهران، وإما أن مواقف القوى الدولية الفاعلة، الولايات المتحدة وأوروبا والصين، كانت في السر تدعم توجهاته.
تبين بعد ما جرى في كركوك أن القوى الدولية الفاعلة لم تقدم لبارزاني وعودا سرية، فيبقى أنه كان يعتمد على قوة أخرى، وأغلب الظن هي الكيان الصهيوني.
ليس سرا أن الكيان الصهيوني يدعم انفصال كردستان، وليس سرا أن علاقات أربيل بتل أبيب علاقات مميزة؛ تجاريا وأمنيا، ولذلك ليس من المستغرب أن تكون عقلية بارزاني، ويا للمفارقة، كعقلية الزعماء العرب الذين يعتقدون تماما أن تل أبيب بيدها مصائر الدول والحكام، وأن أي حاكم يريد تثبيت كرسيه لا بد أن يقدم الولاء والطاعة لحكام تل أبيب.
أيها السادة، تل أبيب لا تعرف سوى مصالحها ومصالحها فقط، وهي غير مستعدة للتضحية من أجل أي كان مهما قدم لها من خدمات إذا أصبح في موقف ضعيف. فانتبهوا يا أولي الألباب.
