25.57°القدس
25.33°رام الله
24.42°الخليل
27.23°غزة
25.57° القدس
رام الله25.33°
الخليل24.42°
غزة27.23°
الخميس 24 يوليو 2025
4.53جنيه إسترليني
4.71دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.93يورو
3.34دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.53
دينار أردني4.71
جنيه مصري0.07
يورو3.93
دولار أمريكي3.34

أول رئيس مدني في تاريخ مصر

خبر: مرسي في قصر سجّانه مكبلاً بقيود الجيش

بدأ "محمد مرسي" أول رئيس مصري منتخب بشكل حر والذي قيد الجيش بالفعل صلاحياته العمل لتشكيل حكومة ائتلافية يوم الاثنين25/6/2012م بعد أن تجول في قصره الجديد المقر السابق للرئيس المخلوع "حسني مبارك" الذي حظر على مدى ثلاثة عقود جماعة الإخوان المسلمين المنتمي إليها مرسي. ويواجه مرسي -الذي أعلن فوزه الأحد بعد أسبوع من جولة إعادة صاخبة على أحمد شفيق القائد الأسبق للقوات الجوية- تحديا يتمثل في تلبية التوقعات الكبيرة في بلد سئم من الاضطرابات وساءت فيه الأوضاع الاقتصادية. لكن تعهده الانتخابي بإكمال الثورة التي أطاحت بمبارك العام الماضي -لكنها تركت ركائز حكمه دون مساس- سيتعارض مع المصالح المترسخة للقادة العسكريين الذين يشرفون على عملية التحول إلى الديمقراطية. وقبل وقت قصير من فوزه التاريخي بالرئاسة قام المجلس الأعلى للقوات المسلحة بحل البرلمان المنتخب حديثا والذي تتزعمه أكثرية إسلامية وذلك بموجب قرار محكمة وأصدر مرسوما يضع قيودا على صلاحيات الرئيس ويجعله عرضه للوم عن أي إخفاق. ووصف منتقدون في داخل مصر وفي الغرب ذلك بأنه "انقلاب ناعم". ومن بين القضايا الملحة التي من المرجح أن يبني عليها الكثير من المصريين حكمهم على أداء الرئيس المنتخب هي إنعاش الاقتصاد في أكثر الدول العربية تعدادا للسكان. وشهدت البورصة انتعاشا الاثنين نجم في جزء منه على الأقل عن الارتياح بان الانتخابات ونتيجتها مرت دون حوادث عنف. وربما يؤدي ذلك إلى تشجيع الرئيس الجديد لكن ما زال عليه أن يبرهن للمستثمرين الذين يساورهم القلق على أن مصر باتت على طريق الانتعاش الاقتصادي. وكان لفوزه تأثير فوري أيضا خارج حدود مصر وعد فوزه انتصارا لثورات الربيع العربي كلها. وتشعر (إسرائيل) بالقلق من أن يشهد اتفاق السلام الذي وقعته مع مصر عام 1979 المزيد من الفتور لكن الفلسطينيين في قطاع غزة عبروا عن سعادتهم بفوز مرسي. ووصفت إيران فوزه بأنه "يقظة إسلامية"رغم أن طهران وجماعة الإخوان المسلمين يتبعان نمطين متعارضين من العقيدة. وقال مسؤول أمني إن مرسي (60 عاما) وزوجته :"تجولا في منزلهما الجديد الذي كان ذات يوم مقر الإقامة الرئيس لمبارك" في تحول مثير لسجين سياسي سابق تعرضت جماعته لحملة ملاحقة شرسة خلال حكم مبارك الذي استمر 30 عاما. وقال مساعده إن مرسي :"توجه بعد ذلك إلى وزارة الدفاع لإجراء محادثات مع المشير "محمد حسين طنطاوي"- رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة- ورئيس الوزراء "كمال الجنزوري". وجرى بحث تشكيل حكومة جديدة خلال الاجتماعات التي سيعتبرها المصريون دلالة على أن السلطة الحقيقية لا تزال في أيدي الجيش. ويستطيع مرسي كرئيس للبلاد أن يعين الحكومة. ويبين مساعدوه أنه أجرى بالفعل مشاورات مع سياسيين من خارج جماعة الإخوان المسلمين مثل "محمد البرادعي" الذي لم يصدر منه أي تعليق بعد. لكن السلطات التشريعية ستظل في أيدي الجيش بعد حل البرلمان مما يفرض قيودا على صلاحيات الرئيس. وقال وزير الإعلام "أحمد أنيس" إن الحكومة التي عينها الجيش بقيادة الجنزوري الذي شغل أيضا منصب رئيس الوزراء في التسعينات خلال حكم مبارك قدمت استقالتها يوم الاثنين ولكن طلب منها البقاء لتصريف الأعمال إلى أن يشكل مرسي الذي سيؤدي اليمين السبت القادم حكومة جديدة. وكتبت صحيفة الشروق تقول "الثورة تصل إلى القصر الجمهوري". ونقلت صحيفة الأخبار عن خطاب مرسي قوله :"أنا خادم للشعب وأجير عند المواطنين". وأصبح لدى المصريين أخيرا إحساس بان لديهم رئيسا تمكن "إقالته". وامتدت الاحتفالات في ميدان التحرير بؤرة الثورة التي أطاحت بمبارك طوال الليل. وما زال أنصار الثورة من الإخوان المسلمين والقوى الشبابية والأحزاب السياسية ، يحتفلون حيث تفاجأوا بانتصارهم الذي أنهى تقليدا دام لستة عقود بأن يكون الرئيس من خلفية عسكرية. وقال مدرس يدعى عادل محمد كان في ميدان التحرير وقت إعلان نتيجة الانتخابات "كان من المستغرب بعض الشيء أن يقر الجيش بفوزه". وأضاف "الضغط من الشارع والضغط من الثورة سيعطيان مرسي القوة للتفاوض". وجاءت من المعارضة السورية التي تسعى للإطاحة بالرئيس بشار الأسد كلمة واحدة وهي أن القاهرة أصبحت مرة أخرى "مصدرا للأمل" لشعب "يواجه حرب إبادة قمعية". لكن ملايين المصريين والقوى الغربية يشعرون بالقلق من احتمال أن تعمل جماعة الإخوان التي تعرضت طويلا للقمع على تحقيق حلمها بإقامة دولة إسلامية. وتشعر (إسرائيل) بالقلق على نحو خاص وحثت جارتها مصر على احترام معاهدة السلام المبرمة بينهما. وينتابها القلق من أن يؤدي فوز الإخوان المسلمين إلى جرأة الإسلاميين الفلسطينيين المناهضين لـ(إسرائيل). وقالت صحيفة "يديعوت احرونوت الإسرائيلية" في عنوانها الرئيسي "ظلام في مصر". وصرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو انه "يحترم" نتيجة الانتخابات ويتوقع حدوث تعاون مع الحكومة الجديدة في مصر. وقال مساعد لمرسي خلال حملته الانتخابية إنه سيوكل لوزير خارجيته :"مهمة الاجتماع مع المسئولين "الإسرائيليين" خلافا لمبارك الذي غالبا ما كان يجتمع بنفسه مع كبار المسؤولين الإسرائيليين". وزار مبارك (إسرائيل) مرة واحدة لحضور جنازة رئيس الوزراء الأسبق "اسحق رابين". ورجّح الباحث السياسي "مصطفى السعيد" أن يؤدي فوز مرسي إلى تعزيز موقف حماس في قتالها ضد (إسرائيل) لأن ذلك يمنحها دفعة معنوية. لكن دبلوماسيين يرون أن الجيش الذي لا يرغب في تعريض المساعدات العسكرية الأميركية البالغ قدرها( 1.3) مليار دولار للخطر سيضمن على الأرجح عدم تقويض الروابط مع (إسرائيل) حتى إذا توترت العلاقات بينهما. وتعهد مرسي في أول خطاب له كرئيس منتخب باحترام المعاهدات الدولية في إشارة إلى (إسرائيل) ، مشيرا إلى أنه سيعمل مع آخرين لإنجاز الثورة الديمقراطية. وقال :"لا مجال للغة التصادم ولا مجال للتخوين بيننا" وهي رسالة لا يخاطب بها الجيش فحسب بل أيضا الشبان والثوريين الذي أطلقوا انتفاضة العام الماضي ليروا أن الإخوان هم الذين باتوا يهيمنون على المشهد السياسي بعد ذلك. ورحّبت حركة 6 أبريل أكثر الجماعات الشبابية الثورية نفوذا بفوز مرسي ووصفته بأنه انتصار لثورة العام الماضي. وقالت الحركة "هزمنا مرشح دولة مبارك العسكرية.. مرشح الدولة الفاسدة العقيمة التي سئمناها. من اليوم سنبدأ العمل معا كجسد واحد من أجل مصر". وهنأت القوى الغربية مرسي الذي تلقى اتصالا هاتفيا من الرئيس الأميركي "باراك اوباما" عرض فيه المساعدة. وقال البيت الأبيض في بيان :"أكد الرئيس على أن الولايات المتحدة ستواصل دعم تحول مصر إلى الديمقراطية والوقوف إلى جانب الشعب المصري حتى استكمال أهداف ثورته". وربما ليس لدى مرسي خيارات تذكر سوى تقديم تنازلات للجيش وذكرت مصادر في جماعة الإخوان المسلمين أن هناك ترتيبات تم بحثها بالفعل مع قادة الجيش الأسبوع الماضي قد تعلن قريبا. وأثارت النجاحات السياسية التي حققها الإخوان المسلمون بالحصول في بادئ الأمر على أكبر كتلة بالبرلمان ثم الترشح للرئاسة قلق المؤسسة العسكرية. وبمساعدة من الهيئة القضائية التي تنتمي لعهد مبارك حل المجلس العسكري البرلمان عشية جولة الإعادة في انتخابات الرئاسة ثم أعطى لنفسه السلطة التشريعية. وجدد العمل ببعض سلطات قانون الطوارئ. ويقول كبار مسؤولي جماعة الإخوان المسلمين إنهم كانوا :"يتفاوضون في الأسبوع الماضي على إحداث بعض التغيير في هذا الأمر لكن الجانبين ينفيان أي مفاوضات بشأن نتيجة انتخابات الرئاسة نفسها". وصرح "عصام حداد" وهو مسؤول كبير بالإخوان المسلمين يوم الاثنين أن مرسي وفريقه يجرون محادثات مع المجلس العسكري بشأن إعادة البرلمان المنتخب ديمقراطيا وقضايا أخرى. وقالت مصادر بالإخوان إنها تأمل أن يسمح الجيش بعودة جزئية للبرلمان وتنازلات أخرى مقابل ممارسة مرسي سلطاته لتسمية حكومة وإدارة الرئاسة بالطرق التي يقرها الجيش ولاسيما التوسع في التعيينات لتضم كافة أشكال الطيف السياسي. وأكد مسؤولون عسكريون أنه جرت محادثات في الأيام القليلة الماضية لكن لم يتسن الحصول على تعليق فوري بشأن المحادثات الأخيرة. وأفصح مسؤولون بالجماعة عن أن الإخوان المسلمين اتصلوا بالسياسي الإصلاحي العلماني "محمد البرادعي" الدبلوماسي السابق بالأمم المتحدة لتولي منصب كبير. ولم يعلق البرادعي. وأكد مسؤولون بالجماعة أنهم سيواصلون احتجاجات الشوارع للضغط على الجيش لكن هذا إضافة إلى عدد من القضايا الشائكة -ومن بينها من الذي يؤدي مرسي أمامه اليمين القانونية- قد تتم تسويتها في وقت قريب. ويريد الجيش أن يؤدي مرسي اليمين القانونية يوم 30 من يونيو/حزيران الذي تنتهي معه المهلة التي حددها لنفسه لتسليم السلطة في مصر "لحكم مدني".