كشف وزير المالية الإسرائيلي المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، عن حصول الحكومة على "ضوء أخضر" من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، يسمح بتحويل قطاع غزة إلى "مدينة سياحية مزدهرة" بعد تهجير سكانه الفلسطينيين وفرض السيطرة الإسرائيلية الكاملة عليه.
جاءت تصريحات سموتريتش خلال مؤتمر عُقد في الكنيست، الثلاثاء، تحت عنوان "ريفيرا في غزة"، نظمته كتلة برلمانية داعمة للاستيطان. واعتبر الوزير، الذي يتزعم حزب "الصهيونية الدينية" اليميني المتطرف، أن "السلام لا يُصنع من موقع الضعف، بل من خلال فرض الوقائع على الأرض"، مضيفا أن ما وصفها بـ"الفرصة التاريخية" لاستعادة الاستيطان في غزة لا يجب تفويتها.
تهجير وبناء مستوطنات بدعم أمريكي
قال سموتريتش في كلمته: "لدينا دعم غير مسبوق من إدارة ترامب، يسمح لنا بتحقيق هدفنا في إعادة الاستيطان داخل غزة، وتحويلها إلى منطقة نابضة بالحياة توفر فرص عمل وسياحة".
وأضاف: "هناك مخططات متعددة بدأت بالبلورة، وسنبدأ التنفيذ من شمال القطاع، وصولا إلى السيطرة الكاملة عليه".
وفي لهجة صريحة تعكس الأجندة الإسرائيلية الحقيقية، تابع سموتريتش: "نعمل على خطة لتمكين سكان غزة من بدء حياتهم في دول أخرى مستعدة لاستقبالهم. هناك دول أبدت استعدادها، ونحن نفعّل هذا المسار".
دعوة صريحة لاجتياح غزة الكامل
وفي مداخلة لاحقة، نقلت القناة السابعة الإسرائيلية عن سموتريتش مطالبته لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بـ"تحديد موعد نهائي للمفاوضات" مع حركة حماس، ومنحها "إنذارا أخيرا لمدة 24 ساعة لقبول الشروط"، محذرا من أن استمرار التفاوض "ذل لدولة إسرائيل"، حسب تعبيره.
وأضاف: "إن لم تستجب الحركة، يجب إعلان انتهاء إمكانية التوصل إلى اتفاق، وإصدار أوامر للجيش باستكمال خطة السيطرة على القطاع وتنفيذ الفصل الإنساني"، في إشارة إلى خطة إسرائيلية لفصل المدنيين عن المقاومة، وصولا إلى "استسلام حماس أو تدميرها الكامل"، على حد قوله.
خلفية تفاوضية وعسكرية
تأتي تصريحات سموتريتش في وقت تتواصل فيه المفاوضات غير المباشرة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي في العاصمة القطرية الدوحة، بوساطة قطرية ومصرية، وبمشاركة أمريكية، بهدف التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى.
وكانت "حماس" قد أكدت، في بيان لها الإثنين، أنها تبذل جهودا مكثفة على مدار الساعة "لإنهاء معاناة شعبنا المتفاقمة"، وأعلنت التزامها بالتفاوض "بعقلانية ومسؤولية" لتحقيق "اتفاق مشرّف" ينهي العدوان الإسرائيلي ويرفع الحصار.
في المقابل، كشفت مصادر فلسطينية أن الحركة تسلّمت من الوسطاء خرائط محدثة تُظهر مناطق السيطرة الإسرائيلية في غزة، وبدأت بدراستها ضمن إطار المحادثات.
تجدر الإشارة إلى أن حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، تسببت بسقوط أكثر من 200 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، أغلبهم من النساء والأطفال، مع وجود أكثر من 9 آلاف مفقود، وتدمير واسع للبنى التحتية، وأزمة إنسانية حادة فاقمها الحصار والمجاعة، بحسب بيانات الأمم المتحدة ومنظمات حقوقية.
وبينما تتواصل الجهود الدولية لوقف إطلاق النار وإنقاذ ما تبقى من السكان، تمضي حكومة الاحتلال بدعم من أقصى اليمين، في طرح مخططات تتناقض بشكل صارخ مع القانون الدولي، وتعيد إلى الأذهان نماذج التهجير القسري والتطهير العرقي، وسط صمت دولي مقلق وتواطؤ أمريكي متصاعد، كما تشير الوقائع.