يعقد المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف غداً الخميس، اجتماعاً مع مسؤولين إسرائيليين وقطريين في العاصمة الإيطالية روما، لبحث آخر المستجدات المتعلقة بمقترح وقف إطلاق النار في قطاع غزة وصفقة تبادل الأسرى.
وأشارت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إلى أن ويتكوف سيلتقي غدا في روما وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر وممثل عن قطر.
وكانت وزارة الخارجية الأمريكية قد أعلنت أن ويتكوف في طريقه إلى الشرق الأوسط، لإجراء محادثات بشأن فتح ممر إنساني لإيصال المساعدات إلى غزة ووقف إطلاق النار.
ووفق "يديعوت"، إذا تم إحراز تقدم، فسيصل ويتكوف إلى الدوحة لتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى.
ومنذ 6 تموز/ يوليو الجاري، تُجرى بالدوحة مفاوضات غير مباشرة بين حماس والاحتلال الإسرائيلي، بوساطة قطر ومصر ودعم الولايات المتحدة.
واعتبرت "يديعوت أحرونوت" أن "المفاوضات شهدت دفعة قوية الأربعاء مع وصول ويتكوف المتوقع إلى المنطقة"، مضيفة أن "جميع الأطراف تنتظر الآن ردا من حماس" على ما زعمت أنها "التنازلات الإسرائيلية الأخيرة".
و"تبقى نقطة الخلاف الرئيسية هي خطوط الانسحاب التي ستلتزم بها إسرائيل، مع تضييق الفجوة إلى مئات من الأمتار"، وفق الصحيفة.
وتابعت: "تفيد تقارير بأن إسرائيل مستعدة لقصر وجود قواتها على عمق يراوح بين 1000 و1200 متر من مسار فيلادلفيا (الحدود بين غزة ومصر)، بينما تطالب حماس بـ800 متر فقط".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، يشن الاحتلال حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلا النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 201 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
و"من المتوقع أيضا أن تضغط حماس لإطلاق سراح مزيد من الأسرى طويلي الأمد، ويُعتقد أن الفارق في المطالب يراوح بين 100 و150 معتقلا"، وفق صحيفة "يديعوت".
وتقدر تل أبيب وجود 50 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 10 آلاف و800 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، أودى بحياة العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.
وبحسب الصحيفة، "يرى المسؤولون الإسرائيليون أن القضية قابلة للحل (..)، وقد أجرى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مساء الثلاثاء تقييما للوضع مع فريقه التفاوضي بالدوحة".
وفي بيان سابق، أكدت حركة حماس أنها ماضية في استكمال المشاورات مع الفصائل الفلسطينية للوصول إلى "اتفاق مشرف" يؤدي إلى "وقف العدوان، وتحقيق أهداف الشعب الفلسطيني في الإعمار، ورفع الحصار، وضمان حياة كريمة لأهل غزة".
وعلى مدى أكثر من 21 شهرا، عقدت جولات عدة من مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، بوساطة مصر وقطر ودعم من الولايات المتحدة.
وخلال هذه الفترة، تم التوصل إلى اتفاقين جزئيين، الأول في تشرين الثاني/ نوفمبر 2023، والثاني في كانون الثاني/ يناير 2025.
وتهرب نتنياهو، المطلوب للعدالة الدولية، من استكمال الاتفاق الأخير، واستأنف حرب الإبادة على غزة في 18 آذار/ مارس الماضي.
ومرارا أكدت حماس استعدادها لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين "دفعة واحدة"، مقابل إنهاء الإبادة، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من غزة.
وتؤكد المعارضة الإسرائيلية أن نتنياهو يرغب في صفقات جزئية تتيح استمرار الحرب، بما يضمن استمراره بالسلطة، عبر الاستجابة للجناح اليميني الأكثر تطرفا في حكومته.