19.38°القدس
19.12°رام الله
17.75°الخليل
24.66°غزة
19.38° القدس
رام الله19.12°
الخليل17.75°
غزة24.66°
السبت 05 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

محدث بالفيديو والصور: ارحموا غزة.. تنتصر القدس

سعيد اسليم

مما لا شك فيه أن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة المحاصر منذ ما يزيد عن عشر سنوات قد أدت إلى كارثة إنسانية كبيرة، وفاقم ظروفه ما أُعلن من إجراءات عقابية بحقه، إجراءات طالت الشجر والحجر والإنسان، وأثَّرت على مفاصل حساسة لم يسبق أن استُهدف الإنسان الفلسطيني من خلالها، كمنع سكانه من العلاج عبر حرمانهم من التحويلات الطبية بما فيهم مرضى السرطان، والتوقف عن توريد الأدوية إلى آلاف المرضى والموجوعين، وإيقاف خطوط الكهرباء التي انعكس توقفها سلبا على كافة مناحي الحياة، وخصومات على رواتب موظفي السلطة ضربت عصب الاقتصاد الفلسطيني الغزي وأنهكته..

جاءت هذه الخطوات العقابية في أجواء بالغة الخطورة والتعقيد يلوح في أفقها مؤامرات تصفية للقضية الفلسطينية وتهديد وجودي لفلسطينية القدس التي طالها التهويد وعزلها عن محيطها العربي، وسرقة لأراضي الضفة التي سلبها الاستيطان وقضم أرضها، حتى صارت (كانتونات) ممزقة لا تصلح لإقامة دولة.

وفي خضم هذه التهديدات المهولة أمام مستقبل شعبنا ومصيره يتم إشغال الجماهير بأزمات مشبوهة الدوافع وقضايا معيشية وخيمة العواقب، مع أن إشغال الناس بالجزئيات والقضية تجتث من جذورها من أعظم الخيانات لها وللمشروع الوطني التحرري الذي نريده، الأمر الذي يجعلنا في توجس تجاه خلفيات القرار وصنَّاعه، خاصة أنه من المعلوم في السياسة أن اتخاذ أي قرار سياسي لا بد أن يستند على دراسة للبيئة واطمئنان للعواقب، فهل وجد صانع القرار الفلسطيني أنسب من هذا الوقت بعد عشر سنوات من الانقسام، وفي وسط مرحلة حساسة ومفصلية من تاريخ شعبنا تقتضي خطوات وحدوية وتكاتف كبير لعبورها، خطوات تتضمن رفعًا للعقوبات الجائرة، وسماحًا للمقاومة بإشغال العدو واستنزافه، وإلغاءا للتنسيق الأمني..

هذا أبلغ ما يمكن الرد به على خطوات التصفية وإعلان (ترامب) الأخير، وليس مجرد تظاهرات ووقفات يفرغ فيها الشعب شحنات غضبه ثم ما يلبث أن يعود تحت الضغط المعيشي إلى قضايا جزئية بعيدة عن الهم الوطني والمصير.

وأخيرا.. فإن المرحلة الحالية تحتاج إلى الوحدة، فالمشاريع التحررية تستند غالبًا إلى شعب قوي، وإن من أهم مقومات قوة الشعب تعزيز صموده وتوجيه طاقاته وغضبه في الاتجاه السليم الذي يحقق تطلعاته ويقربه من آماله، وبالتأكيد أننا لم نقصد في عنواننا غزة وحدها، بل مطلوب من القيادة أن تقترب من شعبها وأن تعزز صموده في كل أماكن تواجده، لكننا خصصناها في العنوان للأزمات المتعلقة بها والعقوبات الموجهة إليها، فالمؤكد أن إقامة العدل ونشر الرحمة بين صفوف الشعب كفيلة بقلب الموازين وإرباك ساحة الأعداء الذي يسيرون وفق نظرية "فرق تسد".