لا يكفي أن نُعلن على الملأ أنّ “القُدس لنا”، ونملأ الدنيا بهذا الشعار، ثمّ نذهب في حال سبيلنا آمنين مطمئنين باعتبار أنّها “لنا” مع أنّنا نقصد ضمناً فعل الماضي، ولعلّنا نأمل بفعل المستقبل، أمّا في فعل المضارع فـ”القُدس ليست لنا”…
هذا ليس درساً في اللغة العربية، ولكنّه تذكير على الملأ بالواقع المرّ: “القُدس ليست لنا، الآن”، بل هي للكيان الاسرائيلي الذي يعترف به كل العالم، بما فيه العالم العربي والاسلامي، صراحة أو ضمناً دولة تُسمّى “إسرائيل” بقوسين أو بدونهما.
القُدس كانت لنا، وفقدناها بقوّة وقهر السلاح، وصارت لهم، يلعبون بها كما يشاؤون باعتبارها أرضاً ملكوها أباً عن مليون جدّ، وإذا قال لكم قائل إنّ هناك من رادع لهم فهو إمّا كاذب أو مخدوع أو جاهل للوقائع على الأرض.
“القُدس ليست لنا، الآن”، وقبل أن تكون لنا في المستقبل كما كانت لنا في الماضي، علينا أن نعترف بالحقيقة القاسية، وأن نعمل على تغييرها، والحقيقة تقول إنّ القُدس صارت محتلة بقوّة السلاح، ولن تعود بغير قوّة السلاح، ويبقى أنّ علينا الاعتراف أخيراً بأنّ الحرب مستمرة حتى لو أخذت ألف وجه ووجه.