تتطابق كلمة "ماتِقْلَقِشْ" والمنتشرة انتشاراً كبيراً لدينا, بالمثل القائل " خازوق انجليزي", حينما احتل الانجليز أرضنا ووطَّنوا اليهود فيها, ولا أدري هل قَلِقَ أم لم يقلق أجدادنا؟..... وفي النهاية كان "الخازوق الانجليزي". "تِقْلَقِشْ" من أكثر المصطلحات اللافتة للانتباه, وبصراحة حينما يقول لك أحدهم لا تقلق عندها عليك أن تبدأ فوراً بالقلق, فإن سألته أثناء التحضير لرحلة مثلاً هل كل التجهيزات تمام؟ والأمور جيدة؟ سيقول لك ما " تِقْلَقِشْ" !!! تتفاجئ في مكان الرحلة أنه نسي 40% من الأشياء . تذهب لمحل تصليح الأجهزة الكهربائية يقول لك " المشكلة عويصة " تقول له كم يكلفني التصليح؟ يجيبك : "تِقْلَقِشْ", "عيب يا راجل", "الكلام هذا مش بِينَّا", وعند الحساب لا تنسى مَثَلْ الخازوق الانجليزي. عاد صديقي لي قبل سنوات من الإمارات لغزة, وكانت أول الكلمات التي سمعها على معبر رفح هي "تِقْلَقِشْ", لتأخذه طمأنينة العفوية من تفسيرات الكلمة اللغوية والتي يعرفها هو, ليتفاجئ أن الكلمة تعني التضاد بالكامل, ومن حينها لليوم وهو قلق. همس رجل عجوز يقف في السطر الأول في المسجد في أذن الإمام قائلاً:"لا تطيل الصلاة, فالجو حار والكهرباء مقطوعة", نظر إليه الإمام متبسماً وقال: تِقْلَقِشْ, ومن هوس هذه الكلمة جنَّ جنوني, انسحبت من السطر الأول للثاني ثم للثالث, لأصل الرابع, حتى أتمكن من المغادرة بسهولة من المسجد, وبدأ الإمام في الصلاة, وكانت فعلاً كما توقعت, طويلة جداً , فالإمام أمامه مروحة لوحده ولا يشعر بالحر... لم أقلق وانسحبت ببطء. وإلى هذه اللحظة لا أعرف هل تعني كلمة "تِقْلَقِشْ" عدم القلق, أم القلق مع لذة الإنتقام؟.