إن اللغة تعتبر الأسلوب الوحيد الذي يمكن الطفل من التواصل مع عائلته والمجتمع الخارجي وإبداء رغباته، حيث أن اللغة تختلف في المرحلة العمرية الأولى بين فطرية ومكتسبة للأطفال؛ وحسب الدراسات التي قدمتها الأخصائية رفاء البشيتي في علم النطق والتأهيل، فإن العديد من الأطفال يعانون من تأخيرات لغوية بسيطة يمكن تداركها عن طريق التأهيل والتدريب النطقي.
الوسيلة الأساسية: إن اللغة وسيلة الاتصال الأساسيَّة بين الأفراد في المجتمع، وبعض الأخطاء في العلاقات الاجتماعيَّة هي نتيجة أخطاء في استعمال اللغة، واللغة كذلك وسيلة من وسائل النمو العقلي، واللغة نوعان: لفظيَّة، وغير لفظيَّة.
مكانة اللغة: اللغة تلازمنا منذ الولادة، ونحن نستخدمها في جميع أوجه الحياة، نستخدمها للتَّعبير عن مشاعرنا، أو لنقل الخبر، أو الاستعلام عن أمر ما، كما نستخدمها للزَّجر والنَّهي، ونستخدمها في الشعائر الدينيَّة، ونستعملها للتَّشجيع أو لتثبيط الهمم، ونستخدمها كذلك للإقناع وللدعاية، والإعلان، وفي الأغاني، والشعر، والخطابة، وفي تنظيم علاقاتنا السياسيَّة، والاجتماعيَّة، والاقتصاديَّة، ونستخدم الشَّكل المكتوب منها لتدوين ما نريد تدوينه من وثائق، ومعاهدات، وأدب، وعلم، وفن، وما شابه ذلك.
الاكتساب والفطرية بين اللغة: إن اللغة، وخاصَّة قواعدها، ميزة إنسانيَّة فطريَّة، حيث أنَّ الاستعداد للكلام فطري، أمَّا اللغة التي يتحدَّث بها الطفل فهي مكتسبة، أي متعلمة .
التربية والتنشئة: بالرغمِ من أن اللغة التي يتحدث بها الطفل متعلمة، إلَّا أن مدى إتقان اللغة يتفاوت من طفل إلى طفلٍ آخر، فالتنشئة الاجتماعية لها دورها الفعال في مدى إجادة الطفل للغة، وقد نصَّت نتائج البحوث المتخصصة في تربية الطفل أن أطفال السن الواحدة لا يتساوون في مقدار النمو اللغوي.
الاهتمام الأسري: تشير الدراسات إلى أن الطفل الأول أو الطفل الوحيد يتمتع بمستوى لغوي أعلى من الطفل الذي يملك عدداً من الإخوة، والسبب في ذلك يرجع إلى اهتمام الأب والأم المركز نحو الطفل.
الاندماج في المجتمع: يؤدي اختلاط اللغة العامية والفصحى لدى الطفل إلى صعوبة في تعلم اللغة واكتسابها ممن حوله؛ لأن ذلك يؤدي إلى صعوبة في انتقاء اللفظ المناسب.
الاطلاع على العالم الخارجي: وسائل الإعلام لها دور هام في إكساب الطفل بعض المفردات اللغوية الجديدة التي تساعده على الاندماج مع الأقران.
التعليم الجيد: لكي يكتسب الطفل اللغة بسهولة، على الكبار أن يتيحوا له الفرصة للتحدث وعدم إسكاته إذا فعل ذلك، كما أن عليهم أن يقدموا نماذج لغوية جيدة للطفل حتى يكتسب لغة جيدة سليمة.