يمكن للأطفال المصابين بالربو أن يعانوا من مشاكل في الذاكرة، وفقا لبحث في الولايات المتحدة، وهو أول بحث يربط بين الحالتين.
وبحسب تقرير للصحفي دينيس كامبل في صحيفة "الغارديان" فإن البحث وجد أيضا أنه كلما أصيب الطفل بالربو في وقت مبكر، زاد الضرر الذي يلحق بذاكرته، بينما قال المؤلف الرئيسي للدراسة إن النتائج تسلط الضوء على الحاجة إلى النظر إلى الربو كمصدر محتمل لصعوبة الإدراك عند الأطفال.
ويبدو أن حالة التنفس تؤثر على الذاكرة العرضية للأطفال، وهي القدرة على تذكر تفاصيل الأحداث اليومية، مثل من كان حاضرا وكيف شعر الشخص، وكان أداء الأطفال المصابين بالربو أسوأ في اختبارات ذاكرتهم العرضية من أولئك غير المصابين به.
تستند النتائج، التي نُشرت المجلة الطبية "Jama Network Open"، إلى تحليل عينة من 473 طفلا في الولايات المتحدة أصيبوا بالربو في وقت مبكر من حياتهم.
وقالت البروفيسور سيمونا غيتي، المؤلفة الرئيسية للدراسة: "تؤكد هذه الدراسة على أهمية النظر إلى الربو كمصدر محتمل لصعوبات الإدراك لدى الأطفال".
وأضافت: "نحن ندرك بشكل متزايد أن الأمراض المزمنة، ليس فقط الربو ولكن أيضا مرض السكري وأمراض القلب وغيرها، قد تعرض الأطفال لخطر متزايد من صعوبات الإدراك. نحن بحاجة إلى فهم العوامل التي قد تؤدي إلى تفاقم المخاطر أو الحماية منها".
لم يقيم الباحثون كيف يبدو أن الربو يسبب عجزا في الذاكرة. لكن التفسيرات المحتملة تشمل الربو الذي يؤدي إلى التهاب طويل الأمد ونوبات الربو المتكررة التي تعطل إمداد الدماغ بالأكسجين.
يُقدر أن 260 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك 5.4 مليون في المملكة المتحدة، يعانون من الربو.
قال المؤلف الأول للدراسة نيكولاس كريستوفر هايز: "الطفولة هي فترة من التحسن السريع في الذاكرة، وبشكل عام، الإدراك. في الأطفال المصابين بالربو قد يكون هذا التحسن أبطأ".
وأضاف أن تأثير الربو قد يكون كبيرا لدرجة أن فقدان الذاكرة الذي يسببه قد يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بمشاكل إدراكية في وقت لاحق من الحياة لدى أولئك الذين أصيبوا به في مرحلة الطفولة.
وقال: "قد يضع الربو الأطفال على مسار قد يزيد من خطر إصابتهم بشيء أكثر خطورة مثل الخرف عندما يكبرون".
بدوره، أكد أستاذ طب الجهاز التنفسي والمدير الطبي لجمعية الربو والرئة الخيرية في المملكة المتحدة نك هوبكنسون، أن "وجد الباحثون أن الأطفال المصابين بالربو لا يؤدون بشكل جيد في اختبارات الذاكرة. لا يمكننا التأكد من الرابط ولكننا نعلم أن الإجهاد والحرمان في وقت مبكر من الحياة يزيدان من خطر إصابة الأطفال بالربو وزيادة حدة الربو وسيطرة أقل عليه".
وأضاف "لذا قد يكون الأمر أن نفس الأشياء التي تزيد من تفاقم الربو تؤدي أيضا إلى تفاقم الذاكرة، وأفضل شيء هو أن تتخذ الحكومة والمجتمع خطوات نعلم أنها ستعمل على تقليل الحرمان بين الأمهات والأطفال".
وأوضح "قد يكون أيضا تأثيرا مباشرا لأعراض الربو ونوبات الربو التي تعطل التعلم، أو تأثيرا أكثر دقة ناتجا عن العمليات الالتهابية في مجرى الهواء والتي تنتشر إلى الدورة الدموية وتؤثر على أجزاء أخرى من الجسم. وفي كلتا الحالتين، فإن منع تطور الربو والتأكد من حصول الأطفال المصابين بالربو على الرعاية المناسبة حتى يتم التحكم في حالتهم قدر الإمكان أمر بالغ الأهمية".