24.68°القدس
24.3°رام الله
23.3°الخليل
25.42°غزة
24.68° القدس
رام الله24.3°
الخليل23.3°
غزة25.42°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

القدس ذروة سنام قضيتنا

9999465358
9999465358
أ.عبد الله العقاد

القدس في رؤيتنا لطبيعة الصراع تمثل الروح؛ لما لها من اعتبار في الوجدان الفلسطيني العام من حيث البعد السياسي والحضاري، كما البعد الديني لشعب تدين أغلبيته بالإسلام، والذي يعد مسجده الأقصى المبارك أحد المعالم الثلاثة التي يُشد إليها الرحال في الأرض، وأنه القبلة الأولى، وإليه أسري بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم ومنه اُعرج به إلى حيث الملأ الأعلى، وفيه صلى بالأنبياء جميعاً.

فهو آية كريمة يتلوها المسلمون كآفة في صلواتهم، وتقربون إلى الله بذكرها وبتلاوتها..

ثم إن بيت المقدس التي هي مدينة القدس ارتبطت تاريخياً بمن فتحها عمر الفاروق، وقد جعلها وقفاً عاماً للأمة بكل مكوناتها حيث العهدة العمرية التي أكدت على عالمية الإسلام واحترامه لحرية الأديان والشرائع.

وتمثل القدس أحقيتنا نحن الفلسطينيين المتجذرين في هذه المدنية وكل أرض فلسطين، حيث كان إنشاؤها على أيدي أجدادنا اليبوسيين أبناء كنعان قبل أن يأتيها نبي الله إبراهيم عليه السلام مهاجراً إلى الأرض التي بارك الله فيها للعالمين.

أما في وعينا الوطني فإن القدس هي درة التاج، وهي رمز متجذر في ضمير الثورة الفلسطينية بما تمثل القدس من مكانة سياسية تضطلع بها كعاصمة لدولة فلسطين المأمولة، ونحن نقاتل من أجل انتزاع حريتنا وتقرير مصيرنا بكامل معنى السيادة على كامل ترابنا المغتصب.

فالقدس كلها في نظرنا المسجد الأقصى، وفلسطين كلها القدس سواء بسواء.

لهذا؛ فإن توقيع رئيس الإدارة الأمريكية دونالد ترامب على قرار نقل السفارة الأمريكية إلى القدس باعتبارها عاصمة للكيان، يشكل استفزازاً لا يمكن تمريره مطلقاً أو المرور عليه.

وإن كان هذا القرار ساقط بالمعنى القانوني قبل  أن يسقطه قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأنه لا معنى لهذا القرار الأرعن غير أنه  أسقط وهم أهلية أن تتفرد الإدارة الأمريكية برعايتها لتسوية الصراع، وهي ذاتها تتعسف بتبنيها مواقف الاحتلال، بأكثر مما كان قد طرحه الاحتلال نفسه في مشاريع تسوية سابقة.

لذلك؛ يجب على القيادة الفلسطينية وفصائل العمل الوطني الفلسطيني أن تكون على مستوى التحدي بضرورة انعقاد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية؛ لاتخاذ قرارات جادة ومفصلية في إدارة الصراع، وتعزيز إرادة المقاومة الفلسطينية في كل الساحات بتحشيد الطاقات الكامنة في الأمة وأحرار العالم؛ لإنهاء الاحتلال وكنسه وتقرير المصير وعودة وتعويض اللاجئين الفلسطينيين وفقاً لقرار 194.

فالقرار الأمريكي بخصوص القدس العاصمة يكرر من حيث الشكل وعد بلفور قبل القرن، فيعطي من لا يملك حقاً لمن لا يستحقه..