أغلقت مراكز التصويت في ليبيا أبوابها عند الثامنة بالتوقيت المحلي من مساء اليوم السبت، وشرعت معظمها في عملية العد والفرز للأوراق الإنتخابية تمهيدًا لإعلان النتائج الأولية لإنتخابات المؤتمر الوطني العام ( البرلمان). وقالت مصادر مفوضية الإنتخابات إن المكلفين بالإشراف على الإنتخابات في كل مركز إنتخابي سيتولون قفل صناديق الإقتراع ونقلها إلى المخازن المتواجدة داخل المركز للشروع في عملية العد والفرز. وحسب البرامج المعدة من قبل المفوضية، فإن الإعلان عن النتائج الأولية ستتم في المركز الإنتخابي على أن تحال نسخة منها إلى المفوضية ومركز المعلومات الرئيسي لتذاع بعد ذلك النتائج تباعاً من خلال المركز الإعلامي للمفوضية. وكانت مفوضية الإنتخابات الليبية، قالت في وقت سابق اليوم، إن عدد الليبيين الذين أدلوا بأصواتهم في انتخابات المؤتمر الوطني العام ( البرلمان) حتى الساعة الرابعة من مساء اليوم تجاوز المليون و200 ألف ناخب في مختلف المراكز الإنتخابية في البلاد. وتوقّع رئيس المفوضية نوري العبار في مؤتمر صحفي ثانٍ عقده مساء اليوم في طرابلس، أن يسجل الرقم النهائي قفزات كبيرة عند إقفال الصناديق حسبما مقرر لها عند الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي. وكان العبار قال في مؤتمر صحفي عقده في وقت سابق اليوم، إن 94% من مراكز الإقتراع على مستوى ليبيا فتحت أبوابها أمام الناخبين لاختيار مرشحيهم للمؤتمر الوطني. وأشار إلى أن 1453 مركزاً للإقتراع من أصل 1550، باشر منذ الساعة الثامنة صباحاً في استقبال الناخبين على مستوى كافة الدوائر الإنتخابية في ليبيا. وأرجع أسباب عدم فتح بقية المراكز إلى "بعض الأمور الأمنية" التي أكد بأنها حالت دون وصول المواد اللوجستية الخاصة بالعملية الإنتخابية إليها. ولم يحدّد الغبار نسبة الذين صوتوا حتى ظهر اليوم، إلا أنه أكد أن الإقبال على مراكز الإقتراع "كان جيداً رغم درجات الحرارة في بعض المناطق"، متوقعاً إرتفاع إقبال الناخبين في ساعات المساء. وسيختار الناخبون خلال هذه العملية الإنتخابية والتي ستقفل صناديقها الساعة الثامنة مساء بالتوقيت المحلي 200 عضواً للمؤتمر من بين 3639 مرشحاً فردياً و374 كياناً سياسياً على مستوى 13 دائرة إنتخابية وزعت حسب من خلال المعيارين الجغرافي والسكاني. وكانت الهواجس الأمنية مركّزة على المناطق الشرقية والكفرة، إلا أن العملية الإنتخابية تسير فيها بطريقة عادية من دون أن يعكر صفوها أي حادث أمني، رغم ما تتحدث عنه الأنباء في مدينة إجدابيا من عرقلة للناخبين في الإدلاء بأصواتهم. ونفت مفوضية الانتخابات الليبية في وقت سابق اليوم، تعليق عمليات التصويت في إجدابيا شرق البلاد بسبب سرقة مواد إنتخابية من مراكز الإقتراع. وقالت المفوضية إن عمليات التصويت "تسير بشكل طبيعي وبإقبال مكثف، ولا صحة لما تناقلته بعض وسائل الإعلام عن تعليق الإنتخابات في هذه الدائرة ". وقال نائب رئيس المفوضية عماد السائح إن "الإنتخابات تسير بشكل إعتيادي في الدائرة الثالثة بنغازي وكذلك في الدائرة الرابعة جالو، واوجلة ، واجخرة، وتازربو، والكفرة". وكانت وكالة "التضامن" الليبية أشارت إلى تعليق عملية التصويت في بعض المراكز الإنتخابية بالدائرة الرابعة في مدينة أجدابيا والبريقة إثر سرقة مواد الإقتراع، وسط أنباء غير مؤكدة عن مقتل أحد مديري مراكز الإقتراع في إجدابيا في عمل تخريبي سجل فجر اليوم. من جهة أخرى، قال رئيس المجلس الإنتقالي مصطفي عبد الجليل لدى الإدلاء بصوته إن "هذا اليوم سيؤسس لدولة ليبيا الجديدة" معرباً عن ثقته في أن "تكون هذه الانتخابات نزيهة، وبأن يبدأ المؤتمر الوطني مرحلته الأولي بتقديم كل ما يريده ويطلبه الليبيون". وكان الناخبون الليبيون أقبلوا بكثافة اليوم السبت على المشاركة في أول إنتخابات عامة حرة تجري في البلاد منذ نحو خمسة عقود. وذكرت وكالة الأنباء الليبية الرسمية (وال) أن مراكز الإقتراع في كامل أنحاء ليبيا فتحت أبوابها صباح اليوم أمام الناخبين للإدلاء بأصواتهم لانتخاب المؤتمر الوطني العام ( البرلمان). ويبلغ عدد أصحاب حق الإقتراع نحو 2.8 مليون ناخب سيختارون جمعية وطنية تتألف من 200 عضو، ستتولى إنتخاب رئيس للوزراء ومجلس للوزراء قبل تمهيد الطريق لتنظيم إنتخابات برلمانية كاملة العام المقبل في ظل دستور جديد. وستؤدي الإنتخابات الى رسم صورة النظام الجديد في ليبيا، الذي سيخلف نظام العقيد الرحل معمر القذافي الذي حكم البلاد منذ العام 1969 وحتى العام الماضي. وسجلت الوكالة الليبية الرسمية "حضوراً ملفتاً للمرأة" منذ انطلاق عملية الإقتراع التي ستتواصل حتى الساعة الثامنة من مساء اليوم في 13 دائرة إنتخابية رئيسية في البلاد. وأشارت إلى أن عملية الإقتراع تسير بشكل جيّد، وأن الناخبين يتوافدون بأعداد كبيرة على مراكز الإقتراع.