24.3°القدس
23.62°رام الله
22.19°الخليل
24.61°غزة
24.3° القدس
رام الله23.62°
الخليل22.19°
غزة24.61°
الأحد 19 مايو 2024
4.69جنيه إسترليني
5.23دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.04يورو
3.7دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.69
دينار أردني5.23
جنيه مصري0.08
يورو4.04
دولار أمريكي3.7

خبر: "فقد البصر" أخطر تهديد للأسرى داخل السجون

يصارع الأسرى الفلسطينيون ألواناً شتى من العذاب والمعاناة لوَّنها المحتل بألوان علم بلادهم ونزع منها الخضار، فهي حمراء كقطرات الدم التي تتساقط على كرسي الاعتراف، وسوداء كسواد وجه المحققين والسجانين الذين يحيطون به من كل مكان، ورغم ذلك كله لم يستطع أولئك كالحوا الوجه أن ينتزعوا بياض قلوبهم ونقاء نفوسهم ولو بالشبح حيناً والقتل أحياناً أخرى. وبالنظر إلى مسلسل الجرائم المستمرة التي يكون بطلها – بلا منازع- محتل غاصب للأرض، يشاركه البطولة مجتمع دولي أصمت عن عمد، فهو كالحجارة أو أشد قسوة، أما الضحية الدائمة فهو شعب كامل تخلى عنه القريب والبعيد، واستفرد "الجلاد" بأسراه الأبطال، فأذاقهم مر العيش وأراهم "نجوم الظهر" بعيداً على عدسات الإعلام الغائب أو حتى المغيب. كانت الحلقة الألف بعد المائة من مسلسل جرائم الاحتلال بحق الأسرى تحت عنوان "فقد البصر"، فأنس مصطفى سلوم، وأحمد نضال النيص، ورامي راتب الديك، وفراس محمد الديك، ومحمد علي عدوان، وإياد محمود طالب نصار، ومحمد خميس براش، ومحمد توفيق حسن غوادرة، والأسير ياسر نبيل الشرباتي، وغيرهم الكثير هم ضحية لسياسة الإهمال الطبي المتعمد. [title]أسباب عدة[/title] سابقوا الذكر الأبطال يعاني بعضهم من فقد البصر بشكل كلي، والبعض الآخر من تدني مستوى الرؤية بنسب متفاوتة، وأمام هذا المشهد يكتفي "الجلاد" بإعطائهم حبة "الأكمول" التي يريدها أن ترجع إليهم أبصارهم، وتحل محل الأطباء في إجراء العمليات الجراحية اللازمة لإنقاذ ما تبقى من نظر!!. في هذا السياق، أرجع مركز أحرار لدراسات الأسرى وحقوق الإنسان ضعف بصر بعض الأسرى إلى عدة أسباب، أهمها الإضاءة السيئة داخل زنازين التحقيق، فهي ضعيفة صفراء يقبع الأسير تحتها لفترة قد تستمر شهرين أو حتى ثلاثة طيلة مدة التحقيق. أما السبب الثاني فهي الأغذية المقدمة للأسرى، والتي لا تحتوي على كل العناصر اللازمة لجسم الإنسان، إضافة إلى الظروف الفيزيقية داخل السجون، بينما يكمن السبب الثالث في غياب الفحص الطبي من أطباء متخصصين في هذا المجال، ونزع نظارات الأسرى من أول دخولهم السجن وحتى فترات طويلة مما يستلزم تدخل الصليب الأحمر لاسترجاعها. وأشار فؤاد الخفش مدير المركز في مقابلة خاصة بـ [color=red][b]"فلسطين الآن"[/b][/color] إلى أن الاحتلال لا يلتزم بتاتاً بالقوانين الدولية المتعلقة بحقوق الأسرى، لا بل قال: "لا يوجد شيء في الدنيا يلزم الاحتلال، فهو يتحرك وفق منظومة خاصة به، ولا يوجد أي جهة يمكن أن تجبره على شيء". [title]مؤسسات حقوقية[/title] وفي رده على سؤالنا حول دور المؤسسات الحقوقية في تخفيف المعاناة عن الأسرى المرضى، أوضح الخفش أن المؤسسات تعمل على قاعدة بيانات تتعلق بالأسرى، وتتحدث بشكل شبه يومي عن معاناتهم، ولكنها في النهاية تبقى ضمن المناشدات والمطالبات ولا تغير شيئاً على أرض الواقع. وكشف مدير المركز عن لقاء جمعه بعضو في منظمة الصحة العالمية أكد خلاله على ضرورة التحرك بشكل حقيقي لإنهاء معاناة الأسرى داخل السجون الصهيونية، مشيراً إلى أن العضو في المؤسسة العالمية وعد بنقل كل الحالات التي أبلغه بها المركز إلى مؤسسته، واستنفاد كافة الجهود للضغط على الاحتلال. وطالب الخفش الجهات الفلسطينية المعنية بمتابعة تصريحات نبيل العربي أمين عام جامعة الدول العربية والتي اعتذر فيها للأسرى وعائلاتهم عن التقصير الواضح من الجامعة بحقهم، ووعد باتخاذ خطوات دولية لنصرة قضيتهم. [title]سياسة متعمدة[/title] من جانبه، أكد المركز الفلسطيني للدفاع عن الأسرى أن حالات فقد البصر داخل السجون الصهيونية حالات متكررة نتجت عن سياسة الإهمال الطبي المتعمد من مصلحة السجون، مؤكداً أنها جريمة بحق القانون الدولي، ويتوجب على جميع المنظمات الدولية التصدي لها. وأشار إسماعيل الثوابتة مدير المركز في مقابلة خاصة بـ [color=red][b]"فلسطين الآن"[/b][/color] إلى أن المحرر عبادة بلال -الذي حرر إلى غزة ضمن صفقة وفاء الأحرار- تم اعتقاله وهو يرى بشكل طبيعي، ولكن سياسة الإهمال الطبي ورفض إدارة السجون التعاطي مع المشكلات الصحية التي طرأت عليه أدت إلى فقدانه البصر بشكل كامل. وطالب الثوابتة المجتمع الدولي بموقع واضح وصريح في ضوء المعطيات المقلقة لحجم فقد البصر داخل السجون الصهيونية، مشيراً إلى وجود أكثر من1600 أسير مريض داخل السجون بحاجة لأطباء متخصصين وعمليات جراحية عاجلة، وأكثر من 30 أسير مصابون بالسرطان، وغيرهم أسرى مصابون بالفشل الكلوي والقلب، وبعض الأمراض الجلدية الأخرى. وأضاف الثوابتة: "الاحتلال يعتبر نفسه فوق القانون، وأكبر من كل العالم (...) نقول كفى لنفاق المجتمع الدولي مع الاحتلال، هم يطلبون منه تحسين أوضاع الأسرى ومن تحت الطاولة ينافقونه سياسياً". [title]إذلال الأسرى[/title] وأوضح مدير مركز الدفاع عن الأسرى أن الاحتلال يهدف من وراء سياسية الإهمال الطبي إلى إذلال الأسير وكسر إرادته، مشدداً على أن وحدة صف الأسرى وتمترسهم خلف مطالبهم رسالة واضحة وناجحة لنيل مطالبهم، خاصة مع انتصار الكرامة الأخير. وطالب الثوابتة الفلسطينيين رسمياً وشعبياً بالعمل بشكل أكبر من أجل إنهاء معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الصهيونية، معتبراً أن المقاومة وسياسية خطف الجنود الصهاينة هي أنجع الطرق لتخفيف معاناة الأسرى وإطلاق سراحهم. ودعا مدير مركز الدفاع عن الأسرى وسائل الإعلام إلى تسليط الضوء والاصطفاف مع الأسرى من أجل إنهاء معاناتهم وتصديرها لتكون قضية دولية، مضيفاً: "المطلوب العمل الدءوب والمكثف لأن الاحتلال يمارس الجريمة المنظمة والإعدام البطيء بحق الأسرى".