يحدثنا التاريخ أن المحتل والمستعمر لا يستطيع تثبيت أركانه في بلد دون وجود عملاء يهيئون له سبل الراحة.
ربما توجد قيادة تحرير شعب محتل تعاملت مع مقاومين ضد الاحتلال لأنهم لا يسيرون وفق مخططها أو رؤيتها، أو لأنهم يريدون استعجال الأمر قبل أوانه، أو لأن أعمالهم غير المنسقة مع القيادة قد تنقلب وبالا على الشعب المحتل، فتعمد تلك القيادة إلى إفشال عملياتهم ضد الاحتلال للأسباب الآنفة الذكر، وربما تعمد إلى ملاحقتهم واعتقالهم وربما تصفيتهم، لكن الضمير الشعبي والتاريخ هو من يقرر من هو المصيب ومن هو المخطئ.
لكن ربما لا يوجد في التاريخ قيادة تحرير شعب محتل تتعاون مع الاحتلال ضد المقاومين والمجاهدين والمناضلين!! قد يوجد؟
وربما لم توجد قيادة شعب محتل تنسق هي مع الاحتلال سرا ضد المقاومين ليس لإفشال عملياتهم فقط، بل لاعتقالهم أو الإجهاز عليهم!! هل يوجد؟
ربما لا يوجد في التاريخ قيادة تحرير شعب تنسق مع الاحتلال علنا!! هل يوجد؟
ربما لم يوجد في التاريخ قيادة تحرير شعب محتل تعلن ليل نهار أنها ضد مقاومة المحتل، بل تفتخر أنها تنسق مع الاحتلال!!
ربما لم يوجد في التاريخ قيادة تحرير شعب محتل تعلن جهارا نهارا أنها ضد كل أشكال مقاومة المحتل بحجة الحفاظ على دماء أبناء شعبها، لكنها في الوقت ذاته مستعدة لسفك دم أبنائها التزاما بالتنسيق الأمني مع المحتل!! هل يوجد؟
ربما لم يوجد في التاريخ قيادة تحرير شعب تستمد قوتها من المحتل!! هل يوجد؟
