24.68°القدس
24.3°رام الله
23.3°الخليل
25.42°غزة
24.68° القدس
رام الله24.3°
الخليل23.3°
غزة25.42°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

الحكومة الصهيونية توسع في التطبيع ومأزق في الاستراتيجية 1/2

24
24
عماد أبو عواد

تعيش «إسرائيل»، ورغم ما تمر به من ارتياح على المستوى التكتيكي، حيث لا يوجد ضغوط عالمية جدّية عليها، إلى جانب ضوءٍ أخضرَ أمريكي، وكذلك تسارعٌ عربي نحو التطبيع، إلّا أنّ ذلك، لم يُعفها من حقيقة أنّها لم تستطع حسم الكثير من الملفات، واتخاذ قرارات مُجمعٍ عليها إسرائيلياً، ولو بالحد الأدنى، أو على الأقل داخل الائتلاف الحاكم الذي يُشكل 54% من مجموع أعضاء الكنيست.

منذ توليه لرئاسة الوزراء في العام 2009، وإلى فترة قريبة، لم يكن يخفِ بنيامين نتنياهو، قبول دولته لحلّ الدولتين، دون أن يوضح عن أي دولتين يتحدث، أو ماذا ستكون عليها طبيعة الدولة الفلسطينية، إلّا أنّ السنتين الأخيريتين تحديداً شهدتا تغييرا في الخطاب الإسرائيلي، حيث لم يَعد يخفِ السياسيين الإسرائيليين، سواءً في المعارضة أو الحُكم، تبخر حلم الدولة الفلسطينية، بمقاس اوسلو الظالم أصلاً للفلسطينيين.

على مستوى الائتلاف الحاكم، لم تتضح بعد الرؤية التي يتبناها نتنياهو وحلفاؤه، وبمتابعة بسيطة لتطور التوجه الإسرائيلي، خلال الثلاث سنوات الأخيرة، يتضح أنّ التوجه الديني الصهيوني الذي كان يُعتبر الأضعف من بين التوجهات، بات الأكثر حضوراً.

وبالنظر إلى البرامج السياسية داخل الائتلاف الحكومي، فإنّ البرنامج السياسي الأول، هو ما يتبناه حزب الليكود، والذي بات مقتنعاً بضرورة ضم التجمعات الاستيطانية الكُبرى إلى الدولة العبرية، بحيث تتحول إلى مُدن رسمية تنطبق عليها القوانين الإسرائيلية تماماً، هذا التوجه كان يتمنى الليكود أن يكون ضمن اتفاق سياسي، إلّا أن التطورات الأخيرة، دفعته لبدء دراسته على المستوى الداخلي.

فيما البرنامج الآخر، والذي بات الأكثر قبولاً وتأثيراً، هو برنامج حزب البيت اليهودي، وهو الحزب المُمثل للصهيونية الدينية، ويُعتبر المستوطنون خزانه الانتخابي، والذي يرى بضرورة ضم كافة المستوطنات في الضفة الغربية، والسيطرة على مساحات الأراضي المُحيطة بها، والتي تُشكل ما مجموعه 60% من الضفة الغربية، وضم ما فيها من الفلسطينيين، في منطقة «ج»، البالغ عددهم وفق الحزب 100 الف، في حين يُقدر عددهم فلسطينياً، بأكثر من 200 ألف.

المشروع الثالث، ما يتبناه أفيجدور ليبرمان، وزير الجيش، وزعيم حزب «اسرائيل بيتنا»، حيث يطرح ليبرمان مشروعاً، وفقه على «إسرائيل» التخلي عن منطقة المثلث العربية في الداخل المحتل، مقابل ذلك يتم ضم التجمعات الاستيطانية الكُبرى، للدولة العبرية، ويهدف من ليبرمان من وراء هذا المشروع، ضمان أغلبية يهودية ساحقة في الدولة العبرية، والتخلص من الفلسطينيين فيها.

وبالنظر إلى برامج المعارضة الإسرائيلية، فإنّ حلّ الدولتين بصيغته القديمة لم يعد يتبناه سوى حزب ميرتس، والذي لا يملك سوى 4% من مقاعد البرلمان، فيما المعسكر الصهيوني، بزعامة آبي جباي، وحزب يوجد مستقبل بزعامة يائير لبيد، تطرح فكرة الانفصال عن الفلسطينيين، حتى من دون وجود حلول سياسية، وتطرح هي الأخرى لاحتفاظ بالتجمعات الاستيطانية الكُبرى.

بالعودة إلى البرنامج الأقوى، فإنّ برنامج حزب البيت اليهودي، بات يلقى تأييداً على الأرض، وكذلك دعماً من المؤسسة السياسية، حيث بات الحزب من خلال ابتزازه الدائم لحزب الليكود الحاكم، وخوف الليكود من فقدان أصوات المستوطنين، يُحاول فرض اجندته، القاضية بالحفاظ على كافة التجمعات الاستيطانية، ومن

أبرز هذه الملامح.

أولاً: سن قانون «تشريع المستوطنات» قبل عامين، والذي يقضي بضرورة ترتيب أوراق أي مستوطنة اسرائيلية في الأراضي الفلسطينية، وتعويض من يرفع دعاوى من الفلسطينيين، المسلوبة أراضيهم بالمال.

ثانياً: تطبيق اثني عشر قانوناً اسرائيلياً على المستوطنات، وهذا يعني تحويلها إلى جزء من الدولة العبرية، واطلاق اسماء المدن عليها، وليس المستوطنات، وهذا سيمهد ليصبح المستوطن مواطن كامل المواطنة، خاصة بعد بدء دفعه الضرائب قبل عقد من الزمن.

ثالثاً: البدء عملياً، بحصر السكان الفلسطينيين في مناطق الأغوار، في مناطق محددة، وبدء السيطرة على الأراضي هناك، وافتتاح مشاريع اسرائيلية.

رابعاً: التوّغل الكبير للإدارة المدنية في التدخل في شؤون الفلسطينيين عامة، وسكان المناطق «ج» بصورة خاصة، والتواصل المباشر مع جزء من المزارعين الفلسطينيين، وعقد اجتماعات تجارية متبادلة.

خامساً: الاعلان رسمياً، عن ترتيب أمور أكثر من عشوائية استيطانية، وتحويلها إلى مستوطنة رسمية، من خلال ربطها بالماء والكهرباء العامة، كما يحدث الآن مع مستوطنة حفات جلعاد، التي قُتل منها آخر حاخام قُرب نابلس.

سادساً: تبني رسمي لأطروحات البيت اليهودي، وتبني شعبي بات يتسع ويأخذ حيّزاً واسعاً لدى الجمهور الإسرائيلي، الذي بات يتبنى هذا التفكير.

سابعاً: الاعلان عن سعي الحكومة اليمينية برفع عدد المستوطنين، إلى نحو المليون، والتجهيز لبناء مليون وحدة استيطانية خلال العقدين القادمين.

ثامناً: عدم وجود اماكن للتمدد الجغرافي، تكفي سوى ل 36 عام، لذلك استوعبت الحكومة يمينية فكرة، السيطرة على مناطق الضفة، لتكون المساحة التي تتوسع إليها الدولة العبرية، في ظل أزمة الأراضي في الداخل.

تاسعاً: ارتفاع الفكر الديني الأيديولوجي، الذي يرى بالضفة التاريخ الحقيقي لليهود، وبالتالي فإنّ السيطرة عليها باتت، قيمة دينية أيدولوجية، متجذرة لدى شريحة واسعة، وهذا ما يجعل 76% من سكان المستوطنات من المتدينين.