يمتد على طول الشريط الحدودي لقطاع غزة العديد من المواقع العسكرية الصهيونية وأبراج المراقبة التي خصصت فقط للتنغيص على سكان القطاع ولإذلال المواطنين والمزارعين الذين يمتهنون تلك الحرفة التي أصبحت بالنسبة لهم بمثابة الموت المحقق في كل يوم يذهبون فيه إلى أعمالهم على طول هذا الشريط. موقع كيسوفيم أو ما يطلق علية بالعبرية "כִּסּוּפִים" أي "أشعل الحنين" هو أحد المواقع العسكرية التي يتفنن جنود الاحتلال من داخله باقتناص وقتل الغزيين وهو عبارة عن مجمع عسكري صهيوني يقع شمال شرق محافظة خان يونس ويتبع لقيادة المجلس الاقليمي "أشكول" في النقب الصحراوي، ويرتفع عن سطح البحر حوالي 92 متراً. [title]دوره منذ التأسيس[/title] كان المعبر الطريق الرئيسي لحركة المرور في مجمع غوش قطيف الاستيطاني حيث أغلق بشكل دائم أمام الحركة المرور الواردة بعد الاندحار الصهيوني من قطاع غزة في 15 آب – أغسطس 2005 كجزء من خطة فك الارتباط وغادر آخر جندي صهيوني القطاع، وأغلقت بوابته فجر 12أيلول - سبتمبر 2005 بعد استكمال الانسحاب الصهيوني من قطاع غزة. وأسس الموقع عام 1951 من قبل أعضاء من حركة الشباب الصهيونية ليبدأ معه مسلسل القتل والتضيق على الفلسطينيين وقد مولت الحكومة الصهيونية مؤخرا بناء الملاجئ من الخرسانة المسلحة داخله. [title]الأهمية اللوجستية للموقع[/title] ويعتبر موقع كيسوفيم من أهم المواقع الصهيونية المحاذية لقطاع غزة حيث يضم العديد من الثكنات وأبراج المراقبة ومن أهمها موقع إسناد الجنوب أو ما يطلق علية "العين الثالثة" وهو مجمع قيادة الجنوب. ويضم الموقع ما يسمى بالمنطاد، وهي آلة مراقبة لمحيط الموقع يرصد تحركات المواطنين والمزارعين ويشكل هذا المنطاد الخوف والقلق لسكان تلك المناطق ويضم أيضاً العديد من البوابات والجسور الحديدية لزيادة التأمين. ويقع تحت قيادة هذا المجمع موقع آخر يسمى بموقع "السريج" الذي أذاق الفلسطينيين مرارة المحتل الذي ما فتأ يترك لون من ألوان القتل والتضيق على المواطنين إلى استخدمها، ويضم أيضاً على الجهة الشمالية إلى الشرق من دير البلح موقع ما يسمى "أبو صفية" الذي لا يخف أذاه عن باقي المواقع. [title]آلة الدمار[/title] وبداخل مجمع كيسوفيم يوجد موقع للدبابات الذي يضم بداخله المئات من الدبابات والجرافات التي أفسدت في الأرض وطال أذاها الحجر والشجر والبشر وهو المكان الذي تنطلق منه الدبابات في المناطق الجنوبية لقطاع غزة. ويقع داخلة مساحات شاسعة من الأشجار تسمى بالأحراش وهي أماكن الكمائن للجيش الصهيوني ولقواته الخاصة التي تتفنن باصطياد المزارعين العاملين بأراضيهم، وموقع الفراحين وإسناد الفراحين وبوابة أبو طعيمة إحدى روافد هذه المجمع العسكري. وتلقت العديد من الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية والأرجنتين وتشيلي والبرازيل تدريبها في "الكيبوتسات" التجمعات الزراعية القائمة داخل هذا المجمع الذي كان بمثابة القاعدة الأساسية للتدريب لحين انتقالهم إلى الموقع الفعلي في النقب الغربي. وقضى المئات من الفلسطينيين والعرب على أعتاب هذا التجمع الذي يمثل العنجهية الصهيونية وعقلية المحتل البربرية تجاه العرب والمسلمين في فلسطين.