أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أن وقف عملية تحديث سجل الناخبين بغزة مؤقتاً رد فعل بسيط على ممارسات أجهزة سلطة رام الله بحق أبناء الحركة في الضفة الغربية المحتلة، مهددة بمزيد من ردود الفعل في حال استمرار تغول الأجهزة. وأشار د. سامي أبو زهري الناطق باسم حركة حماس - خلال وقفة تضامنية نظمتها الكتلة الإسلامية في جامعات ومعاهد قطاع غزة للتضامن مع أبناء الكتلة الإسلامية المعتصمين في جامعة الخليل- إلى أن ما يحدث في جامعة الخليل سبب مباشر من بين أسباب عديدة لخطوة الحركة بتعليق تحديث سجل الناخبين بغزة، موضحاً أن حماس نريد ظروفاً طبيعيةً في غزة والضفة الغربية المحتلة معاً لتحديث السجل الانتخابي، مضيفاً: "لا يمكن أن تجري انتخابات وأبناؤنا هناك ملاحقون مضطهدون يعتقلون ويفصلون من وظائفهم ويهدد أهلهم". [title]فتح "تكذب"[/title] وعدُّ الناطق باسم حركة حماس حديث السلطة عن انتخابات نزيهة وطبيعية في الضفة المحتلة "كذب"، لأن الحالة الأمنية في الضفة تثبت عكس ذلك، متسائلاً: "إذا كانت السلطة لا تقبل مشاركة بعض الطلبة في انتخابات مجالس الطلاب وتلاحقهم وتعتقل بعضهم وتهدد أهلهم فهل يمكن أن تقبل بتوفير أجواء طبيعية لانتخابات عامة؟؟". وأكد أبو زهري أن حركة فتح والسلطة يحاولان تصفية حركة حماس في الضفة الغربية، في وقت يتباكون فيه على إجراء الانتخابات، مشيراً إلى أن فتح تريد إجراء انتخابات كالتي جرت في جامعتي بيرزيت والخليل تحت الملاحقة الأمنية التي تخرج أبناء حماس من المشهد السياسي. وطالب الناطق باسم حركة حماس جمهورية مصر العربية راعية المصالحة لإنقاذها، مضيفاً: "إننا حريصون على المصالحة وعلى مصر أن تتحرك لإلزام الطرف الآخر، ونحن مستعدون للالتزام بكل ما وقعنا عليه من التزامات وفي مقدمة هذه الالتزامات أن توقف السلطة قمع الحريات وملاحقة أنباء حماس في الضفة المحتلة والالتزام بكل النقاط وخاصة ما وقع عليه يوم (20-5) الماضي والذي حدد كل التوقيتات اللازمة لتنفيذ المصالحة. وعرجُّ أبو زهري على اعتقال الاحتلال الإسرائيلي للمواطن طه شلالدة المفرج عنه من سجون السلطة قبل يومين، مشيراً إلى أن شلالدة أسر لفترة طويلة في سجون السلطة وخاص إضراباً عن الطعام لمدة 20 يوم متواصلة لنزع قرار بالإفراج عنه. [title]تنسيق أمني[/title] وحمَّل الناطق باسم حماس سلطة رام الله المسئولية الكاملة عن اعتقال شلالدة، مشدداً على أن اعتقاله ثمرة من ثمرات التعاون الأمني المباشر بين السلطة والاحتلال، مضيفاً: "المسئول عن اعتقال شلالدة هو المسئول عن اعتقاله من بيته منذ اليوم الأول، وأخذ منه المعلومات وقام بتوفيرها للاحتلال". واتهم أبو زهري سلطة رام الله بتقديم معلومات مباشرة للاحتلال عن أبناء حماس في الضفة المحتلة، مشيراً إلى أن أبناء حماس الذين اعتقلوا لدى الاحتلال حَقق معهم على نفس المعلومات التي انتزعتها السلطة منهم، مضيفاً: "هذا لا يعني أن يبقى أبناؤنا في سجون السلطة، يجب الإفراج عن جميع أبناء حماس والمقاومة من سجون السلطة والأهم من ذلك أن تنتهي كل الاعتقالات السياسية". وطالب الناطق باسم حماس سلطة رام الله بالتوقف عن الاعتقالات السياسية، والإفراج عن كافة المعتقلين، ووقف التعاون الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، مشدداً على أن استمرار انتهاك الحريات بالضفة يهدد المصالحة تهديداً مباشراً. بدورها، ثمنت الكتلة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية حماس الموقف المشرف لقادتها وكوادرها في جامعة الخليل بالضفة الغربية، مستنكرة ما تقوم بها أجهزة سلطة رام الله بحقهم. وطالب هاني مقبل رئيس الكتلة الإسلامية في فلسطين أبناء الكتلة المضربين عن الطعام لليوم العاشر على التوالي بمواصلة خطواتهم الاحتجاجية حتى ترفع العصا الأمنية عن الجامعات، وتتوقف ملاحقة الطلبة على مواقفهم السياسية، وإطلاق الحريات والعمل النقابي. ودعا مقبل أجهزة السلطة للامتثال لحالة المصالحة الفلسطينية، والتوقف عن ممارساتها بحق الطلبة الجامعيين، وإطلاق سراح المعتقلين من سجونها، والكف الفوري عن سياسية ملاحقتهم واعتقالهم، مطالبة رئيس السلطة محمود عباس بلجم أجهزته الأمنية. [title]مطالبات عاجلة[/title] وطالبت الكتلة الإسلامية الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية بموقف وطني مسئول لوقف الاعتقالات السياسية وتجريمها، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين كخطوة أولى لتطبيق المصالحة وترجمتها على الأرض. ودعت إدارات الجامعات في الضفة الغربية المحتلة إلى الوقوف سداً منيعاً دون اعتقال طلبتها وحمايتهم من تغول أجهزة السلطة، مطالبةً المؤسسات الحقوقية ونواب المجلس التشريعي بالتدخل الفوري وتكوين سد منيع يقف في وجه التعديات على الحقوق الطلابية والحريات النقابية. وناشد مقبل لجنة الحريات التي انبثقت عن المصالحة الفلسطينية لاحتواء الموقف بالتدخل الفاعل الذي يوفر الحماية لطلبة الجامعات، ويوقف الاعتداءات السافرة علي حريتهم. وباركت الكتلة الإسلامية جهود الكتل الطلابية التي وقفت إلى جانب الطلاب المعتصمين وفي مقدمتهم الرابطة الإسلامية الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي، الذين انضموا إلى الاعتصام، داعية إياهم إلى المزيد من التلاحم على طريق استعادة هيبة الحركة الطلابية الفلسطينية وتعزيز دورها في جامعاتنا. ويواصل طلاب الكتلة الإسلامية في جامعة الخليل بالضفة الغربية المحتلة اعتصاماً وإضراباً مفتوحاً عن الطعام لليوم العاشر على التوالي رفضا لسياسة الاعتقال السياسي التي تنتهجها أجهزة السلطة بحقهم، وللمطالبة بالإفراج عن أبناء الكتلة المعتقلين في سجون السلطة.