لم يبد رفاق الأسير نادر صوافطة أي إستغراب من عودته للسجن بعد فترة وجيزة من إطلاق سراحه، فعلى العكس تماما فهم يمازحونه أن الاحتلال صبر عليه أكثر من اللازم حين تركه حرا لعدة أشهر. فهذه للأسف حقيقة ما يجري مع الأسير صوافطة إبن محافظة طوباس، الذي عاشت معظم سنوات حياته ما بين السجن والحرية التي لا يمكث بها طويلا حتى لا يلبث أن يعود لخلف القضبان. صوافطة (38 عاما) أعيد اعتقاله في 9 شباط 2012، ولا يزال رهن الاعتقال الإداري, تاركاً خلفه زوجته وأطفاله الثلاثة "معاذ ومازن وسندس" ووالديه المسنين. قصة نادر مع السجون طويلة ومريرة، فقد تعرض لعدة اعتقالات أمضى خلالها ما مجموعه حتى الآن 11 عاما, أولها كان في 15 شباط عام 1992 لمدة شهر ونصف خضع خلالها لتحقيق قاس، وما أن أفرج عنه حتى أعيد اعتقاله ثانية, في 3 آذار 1993, ليمضي ثلاثة شهور من بينها شهرين قضاهما في مركز تحقيق طولكرم تعرض خلالها لتعذيب مريع, وفي المرة الثالثة دخل السجن في 10 تشيرين الأول عام 1994 ليحكم عليه أربعة أعوام. الحرية كانت يوم 14 أيلول 1997, ومن ثم أعيد اعتقاله في 18 تشرين الأول 1998 ليقضي عشرة شهور إداري. نادر صوافطة رجل لا يعرف الاستسلام، فبعد هذه الاعتقالات عاد للدراسة في جامعة النجاح وأصبح عضوا في مجلس إتحاد الطلبة, لكن الاحتلال سرعان ما أعاد اعتقاله في 9 نيسان 2001 خضع خلالها إلى تحقيق قاس في سجن الجلمة, وحكم عليه عام ونصف إلى أن أفرج عنه في تشرين الأول 2002. ولأن الحياة لا تتوقف، ونادر لا يعرف لليأس سبيل، عاد إلى مقاعد الدراسة الجامعية التي أمضى بها عشرة أعوام وهو يتعرض للاعتقالات الإدارية, ثم تزوج من إبنة عمه ليعاد اعتقاله في اليوم الـ20 بعد الزفاف الذي صادف 31 آذار 2003 وأفرج عنه في 15 حزيران 2006، وبذلك يكون قد أمضى 39 شهر بالاعتقال الإداري رزق خلالها بطفله البكر معاذ. الاحتلال حاول التخلص من الأسير صوافطة، حيث قرر إبعاده إلى قطاع غزة، ولكن القرر لم ينفذ, حيث عاد الأسير لجامعته وطفله وزوجته بعد هذه الاعتقالات وحصل على درجة البكالوريوس. لكن لأن المجاهدين أكثر من يصبرون على الامتحان والبلاء كان على موعد مع الاعتقالات من جديد وهذه المرة في 26 حزيران 2007 وقضى عاما كاملا. خلال تلك الفترة رزق بطفله الثاني مازن، وأعيد اعتقاله في 9 شباط 2012 ولا يزال قيد الاعتقال الإداري حتى اللحظة.