على الرغم من كثرة العقبات وقلة الإمكانيات المتاحة في مستشفيات قطاع غزة بسبب ظروف الحصار المستمر والذي يدخل عامه السادس على التوالي، تصر الطواقم الطبية على التحدي والإبداع وانجاز عمليات نوعية تجري لأول مرة على مستوى فلسطين وأحياناً على مستوى الوطن العربي والعالم. وسلطت وزارة الصحة الضوء على ذلك من خلال تقرير لها نُشر ضمن حملة "نبني الوطن" والتي يُنظمها المكتب الإعلامي الحكومي المكتب الإعلامي فكان لها العديد من اللقاءات مع من أجريت لهم العمليات الجراحية النوعية والأطباء المشرفين. فلم يتوقع الأسير المحرر شعيب أبو سنينة، 45عاماً، والمبعد من مدينة القدس إلى قطاع غزة أن يداوي أطباء القطاع آلامه نهائياً بعد أن عزلته جدر السجن عن كافة الخدمات الطبية باستثناء طبيب السجن الذي لم يقدم له سوى المسكنات. يقول الأسير أبو سنينة "عانيت الكثير من الألم خلال فترة اعتقالي في سجون الاحتلال، وكنت أواجه عدم الاكتراث من طبيب السجن الذي لم يهتم أصلاً لحالتي ومعاناتي التي كانت تزيد مع كل يوم تزيد فيه فترة الاعتقال". ويتابع أبو سنينة قوله "توجهت فور عودتي من فريضة الحج التي منحت للأسرى إلى مجمع الشفاء الطبي، حيث استقبلني الأطباء هناك باهتمام شديد، مدركين خلال فحوصات أجروها من تحديد ما أعاني ليجروا لي العملية التي أنهت معاناتي وآلامي". بدوره، يعلق الدكتور صبحي سكيك مدير مستشفى الجراحة بمجمع الشفاء الطبي على حالة الأسير المحرر أبو سنينة قائلاً: "كان الأسير أبو سنينة يعانى من فتق اربي في الناحية اليسرى تسببت له بآلام شديدة"، مبيناً أن الطواقم الطبية حرصت على تقديم أفضل خدمة علاجية للأسير المحرر. ويضيف "تم إجراء عملية للأسير المحرر ذات نوعية خاصة و دقيقة من خلال علاج الفتق بالمنظار الجراحي و الذي يعتبر من أوائل العمليات التي أجريت على مستوى قطاع غزة"، مشيراً إلى أن العملية جاءت بمشاركة وفد طبي أردني متخصص بالجراحة ونوه د.سكيك إلى أن عملية المحرر أبو سنينة كانت ضمن 30 عملية متعددة ونوعية في جراحة المناظير وغيرها وذلك بمجمع الشفاء الطبي ولخمسة أيام متتالية بالتعاون مع الوفد الأردني. [title]عمليات نوعية[/title] "أعتز و أفتخر بإجراء عمليتي رغم خطورتها داخل مستشفيات قطاع غزة" هذا ما عبرت به السيدة هالة الشافعي من سكان النصيرات أثناء لقاء المكتب الإعلامي لوزارة الصحة معها، حيث نجحت الطواقم الطبية في أجراء عملية استئصال ورم داخل قناة العمود الفقري والتي تعد الأخطر من نوعها. هذا ويستمر قسم جراحة الأعصاب بمستشفى غزة الأوروبي بتقديم خدماته المتميزة لمرضاه، فبعد أن أصبحت عمليات تثبيت كسور العمود الفقري روتينية في القسم، بدأ القسم تدريجيا بإجراء جراحات لمرضى مختارين بعناية من الذين يعانون من أورام الدماغ أو أورام العمود الفقري. كما ونجح فريق جراحة القلب في مجمع الشفاء بغزة بقيادة الدكتور مروان الصادق من تركيب جهاز تحت الجلد لـ 8حالات من مرضى الثلاسيميا والأورام. وأفاد د.الصادق أن المرضى كانوا يعانون من صعوبة نقل الدم لديهم وصعوبة في أخذ العلاجات الكيماوية الوريدية التي يحتاجونها بشكل دوري وذلك نظراً لتهتك الأوردة لديهم لكثرة الحقن حيث أن عمليات نقل الدم وحقن العلاج الكيماوي تتم بشكل أسبوعي تقريباً. [title]قسم الكلى[/title] من جهة أخرى، نجح د. محمود وادي رئيس قسم الكلى بمجمع ناصر الطبي من إجراء عمليات خزع الكلى، لعدد من مرضى الكلى بالمستشفى. وأفاد د.وادي إلى أن العمليات تمت لمرضى كانوا يعانون من متلازمة تهريب بروتينات البول، وقد ادخلوا جميعا إلى طب الباطنة بقسم الكلى لمراقبتهم 24 ساعة وقبل الخروج أجري لهم تصوير تلفزيوني بالألتراساوند لتقييمهم مرة أخرى، حيث لم يحدث أي مضاعفات أو مشاكل تذكر. وقال إنّ "العينات الثلاثة تمّ إرسالها إلى جمهورية مصر العربية، لفحصها وبانتظار النتائج النهائية، علماً أن عملية خزع الكلى قد أجريت في السابق لـ 12 حالة منذ عام 2009 وحتى2011، منها 8 في مجمع ناصر و4 في مجمع الشفاء الطبي". من ناحية أخرى، أجرى استشاري أمراض الجهاز الهضمي والمناظير في المستشفى د. خالد مطر وعدد من الأطباء في مستشفى غزة الأوروبي عملية نوعية ولأول مرة في قطاع غزة في مجال الجهاز الهضمي للمريضة (ف.س) البالغة من العمر 60 عاما. [title]عمليات مشتركة[/title] وفي إطار الجهود المشتركة وتبادل الخبرات، تمكن فريق طبي مشترك من جراحي الأوعية الدموية بمستشفى غزة الأوروبي ومجمع الشفاء الطبي من إجراء عملية جراحية نوعية للمريض (أ. ف) 52 عاما والذي كان يعاني من انسداد في شريان البطن الفخدي للأطراف. وتم مناقشة حالة المريض بين الأطباء بمستشفى الأوروبي ومجمع الشفاء وتقرر إجراء العملية في مستشفى غزة الأوروبي، علما بأن المريض المذكور رفض إجراء العملية بجمهورية مصر العربية قبل ذلك حتى تقرر إجراءها من قبل الأطباء هنا بمستشفيات قطاع غزة وعلى أيدي أطباء فلسطينيين مهرة. وأفاد الأطباء بالمستشفى إلى أن العملية تكللت بالنجاح، مفيدين أن المريض أضحى يتمتع بصحة جيدة وتعافى تماماً من آثار العملية. [title]مشفى كمال عدوان[/title] وفي ذات السياق، أجرى قسم الجراحة والمناظير في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة برئاسة د.ناصر رضوان العديد من العمليات الجراحية الكبرى الطارئة والمميزة خلال مايو الماضي. وأشار د. رضوان إلى وجود ارتفاع ملحوظ في نسبة الحالات الجراحية الطارئة التي أدخلت لقسم الجراحة خلال مايو، حيث بلغ عدد تلك الحالات 36 حالة طارئة. وأكد أنه تمّ إجراء هذه الجراحات من خلال التعاون التام بين أقسام العناية المركزة والجراحة العامة والتخدير والعمليات، حيث تم تقييم الحالات ومن ثم أجرى الفريق الجراحي عمليات جراحية كبرى وذات خطورة عالية. [title]عمليات متنوعة ونوعية[/title] وفي خطوة تعد متقدمة تثبت قدرة مستشفيات قطاع على تحقيق النجاح، تمكن أطباء في مجمع ناصر الطبي والشفاء الطبيين من إجراء عمليات جراحية ناجحة. قصة النجاح الأولى بدأت في مجمع ناصر الطبي، حيث تمكن الأطباء من إجراء عملية جراحية نوعية لطفلة رضيعة مصابة بعيب خلقي يطلق عليه "الشفة الأرنبية"، حيث تكللت العملية بالنجاح وطرأ تحسن كبير في شكل الشفة. وبين الفريق الطبي الذي أجرى العملية أن العملية تعتبر من العمليات الناجحة وتعادل العمليات التي تجرى بالخارج أن لم تكن تفوقها في ظل هذه الظروف الصعبة. وتعتبر الشفة الأرنبية وفقا للدكتور حسن حمدان" رئيس قسم الحروق والعمليات التجميلية عيباً خلقياً يظهر مرة واحدة في كل ألف مولود وتنقسم إلي شفة أرنبة منفردة وتكون في جهة واحدة من الشفة العليا وشفة أرنبية مزدوجة وتكون ناحيتي الشفة العليا. وفي مجمع الشفاء الطبي، تمكنت الطواقم الطبية بقيادة الدكتور إياد سكيك رئيس قسم العظام وفريقه الطبي من إجراء العديد من العمليات النوعية الكبرى خلال أسبوع واحد والتي تمثلت بإجراء عمليات تثبيت للعمود الفقري وحالة انزلاق فقاري في العمود الفقري وحالة كسر متهتك في مفصل الركبة.