30.84°القدس
30.38°رام الله
29.97°الخليل
29.2°غزة
30.84° القدس
رام الله30.38°
الخليل29.97°
غزة29.2°
الأربعاء 26 يونيو 2024
4.74جنيه إسترليني
5.27دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.01يورو
3.74دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.74
دينار أردني5.27
جنيه مصري0.08
يورو4.01
دولار أمريكي3.74

خبر: يديعوت: سيناريوهات اغتيال عرفات

نشرت صحيفة "يديعوت احرونوت" الصهيونية ،اليوم الجمعة تقريرا تحت عنوان "الرئيس المسموم" تخطّى كل الخطوط الحمراء وتناول أمر التحقيقات الإعلامية العربية بشأن اغتيال ياسر عرفات. وادّعت الصحيفة أن شارون كان يملك شريطا لا أخلاقيا ضد عرفات، وهو منحى لا أخلاقي جديد يمارسه الاحتلال على شكل دعاية سوداء ضد الرئيس الراحل من اجل تشتيت الجهود الإعلامية العربية وتحويلها من زاوية الهجوم إلى زاوية الدفاع. وأضافت الصحيفة أنه على كل حال من الأحوال، وان كان هذا معاكس لما يصدّقه العوام فان اكبر أطباء الباثولوجي ( علم التشريح ) في الكيان الصهيوني يؤكدون أن عرفات أصيب بالسم بعد وجبة عشاء ! بعكس رواية انه مات بالإشعاع على ملابسه !. وتساءلت الصحيفة في مستهل تقريرها " ،هل اغتالت الأجهزة الأمنية " الإسرائيلية " أبو عمار بالسم؟ وهل سيمر وقت طويل جدا حتى نحصل على إجابة حاسمة لهذا السؤال الذي بات الأكثر انتشارا هذه الأيام؟ لكن المؤكد هنا أن إسرائيل وأجهزتها الأمنية بذلت طيلة العقود الماضية جهودا كبيرة لاغتيال أبو عمار زعيم منظمة التحرير " . وفي ذات الصدد نشر ملحق "7 أيام" الأسبوعي الصادر عن صحيفة "يديعوت احرونوت" اليوم تحقيقا مطولا تناول فيه المحاولات الصهيونية لاغتيال أبو عمار حتى جاء دور تسممه الذي وضع حدا لحياته حسب تعبير الملحق الأسبوعي. وتناول معد التحقيق الذي حمل عنوان "الهدف او ألمسموم" الصحفي رون برغمان وبالتفصيل قصة ياسر عرفات وصراعه مع أجهزة الاستخبارات الصهيونية التي لم تنجح في اغتياله رغم محاولاتها التي لا تعرف اليأس..وهذة مقتطفات من التحقيق: [color=red] 40 محاولة اغتيال لعرفات[/color] "تفاخر ياسر عرفات في إحدى اللقاءات الصحفية معه بنجاته من أكثر من 40 محاولة اغتيال إضافة إلى عشرات المرات التي نجا فيها من الموت المحقق سواء في ارض المعركة آو في حوادث، وهناك منطقا بالاعتقاد بأن هذا الرقم يحمل الكثير من المبالغة التي أراد فيها الرئيس إضفاء هالة كبيرة على شخصيته لكن ليس هناك ادني شك بأن عرفات كان هدفا لعدد كبير من محاولات الاغتيال ولسبب ما نجا منها دائما، "لعرفات الكثير من الأرواح مثل القطط"، قال ضابط استخبارات إسرائيلي رفيع واستمر هذا الوضع كما هو مفهوم حتى نوفمبر 2004 حيث وضع مرضا غامضا حدا لحياة أبو عمار. وقد أثار التحقيق الذي نشرته الأسبوع الماضي قناة "الجزيرة" والذي أكد وفاة عرفات بمادة إشعاعية سامة تدعى "بولونيوم" مجددا السؤال الكبير من قتل مؤسس حركة فتح الرئيس الفلسطيني وهذا السؤال سيشغل لسنوات طويلة منطقة الشرق الأوسط وهناك عدد قليل جدا يعرفون الإجابة عن هذا السؤال. [color=red] وسط قطعة صغيرة من الخبز[/color] من المعروف أن أول مرة فكر فيها الاحتلال باغتيال أبو عمار كانت عام 1964 حين كانت حركة فتح في بداية طريقها حيث راقب الموساد في تلك الفترة شقة سكنية بمدينة "دريمشتات" في ألمانيا الغربية لاحظ دخول وخروج قادة المستقبل الفلسطينيين منها واليها لكن اسمين من هؤلاء القادة أشعلوا الضوء الأحمر في الموساد خليل الوزير الذي حمل مع مر الأيام لقب أبو جهاد وستطاله فيما بعد يد الاغتيال الصهيونية على الأرض التونسية وياسر عرفات. شغل رافي ايتان في ذلك الوقت قيادة محطة الموساد الصهيوني في أوروبا وتوجه ايتان في تموز 1964 الى رئيس الموساد "مائير عاميت" وطلب منه اصدار امر لـ "قيساريا " وهو الاسم الحركي لوحدة الاغتيال الإسرائيلية وفقا للمصادر الاستخبارية الغربية الطلب منها اقتحام الشقة وقتل جميع من يتواجد فيها، وراسل ايتان رئيس الموساد بالاسم الحركي المعروف حينها وهو "ريمون" وقال له "يوجد لدينا إمكانية لن تتكرر للوصول الى الهدف يمكننا التنفيذ بسهولة يجب علينا قتل " القمقم " هذا وهو صغيرا ". [color=red] جاسوس من بيت لحم[/color] "بعد حرب الأيام الستة تحولت عمليات عرفات ورجاله من عمليات هواة إلى عمليات قاتله ولكن الكيان الصهيوني ولمدة ستة أشهر لم يكن يعرف مكان تواجده حتى جاء جاسوس فلسطيني من عناصر فتح يحمل الاسم الحركي الممنوح له من قبل الشاباك "غروتيوس" تيمنا باسم الكاتب الغربي الذي صاغ قواعد الحرب العادلة في القرن السابع عشر "وسلم لمسئوله في الشاباك معلومات أفادت بان قيادة عرفات نقلت إلى البلدة الأردنية الكرامة حينها قرر الجيش التوغل في البلدة وتصفية عرفات ورجاله ولكن كما هو معروف تعقدت العملية وقتل فيها 28 جنديا إسرائيليا ونجح عرفات بالهرب من البلدة في الثواني الاخيرة. ووصف " ليفرن" عرفات قائلا " تبخر مثل قنديل البحر" فيما نقل محقق الشاباك الذي رافق القوات المتوغله " ارية هدار " عن احد الأسرى الذين حقق معهم قوله: "لقد تنكر عرفات بلباس سيدة وفر على دراجة نارية صغيرة". ورغم بطولة الجنود "تحول بعضهم مع الايام الى شخصيات شهيرة في اسرائيل" فان عملية الكرامة او كما يسميها الجيش الصهيوني عملية " التفاحة" وفقا للمعايير الاستخبارية تعتبر فاشلة بشكل واضح وجلي وإشارة مقلقة على لا مبالاة وإهمال المخابرات الثملة بانتصار الايام الستة فيما نجح عرفات بعرض العملية في العالم العربي كنصر فلسطيني فيما تحولت مهمة اغتياله الى أولوية عاجلة ملقى على عاتق أجهزة الأمن الصهيونية . [color=red] رائحة القنبلة[/color] طرد رجال المنظمة عام 1970 من الاردن واستقروا في لبنان ونجا عرفات مرة اخرى واستقر في بيروت وقال ابو اياد في كتابه بان الكيان الصهيوني حاول اكثر من مرة قتل عرفات فور انتقاله الى بيروت " طلب الموساد من احد عملائه من عناصر فتح تثبيت جهاز تعقب او تنصت على سيارة عرفات من نوع فولفو وكانت الفكرة تقوم على تعقب طائرات صهيونية للاشارة الصادرة عن الجهاز وتطلق وصاروخا على سيارة عرفات " على حد قول أبو اياد . وقال عرفات نفسه "اعتقد اول مرة تعقبتني فيها الطائرات الإسرائيلية بان الامر سوء حظ فقط او صدفة لكن فهمت بانهم يمتلكون وسائل لتعقب تحركاتي وبصفتي مهندس فتشت السيارة ووجدت الجهاز ". ولهذه القصة لا يوجد أي تأكيد من الجانب الصهيوني وقال احد الذين خدموا في سلاح الجو الصهيوني في تلك الفترة ان كيان الاحتلال لم يكن تمتلك مثل هذه التكنولوجيا حينها وفي تلك الفترة استخدمت المخابرات الصهيونية طرقا اكثر تقليدية مثل المغلفات الطرود المفخخة . وعاد ابو اياد ليؤكد بان عميلا مندسا في المخابرات العراقية أرسل لعرفات ظرفا مفخخا قائلا " لقد كانت رسالة رسمية جدا لا يفتحها في العادة غير ياسر عرفات وقد وصلت أثناء حضور عرفات اجتماع بكبار قادة المنظمة فتركها عرفات على إحدى الطاولات وواصلنا الحديث ولم يعط حينها اية إشارة بأنه يشك في الرسالة وفجأة توقف عن الحديث وقال لنا " خذوا هذا الشيء من هنا انها عبوة ناسفة انني اشم رائحتها" وحين فتحت الرسالة على يد رجال الهندسة سمع دوي انفجار كبير كان بإمكانه قتل جميع من حضروا الاجتماع ". [color=red] الاسم الرمزي : السمك المالح[/color] كان عرفات احد أهم أهداف حرب لبنان الأولى وفورا مع تقدم القوات الصهيونية نحو بيروت اقام رئيس الاركان الصهيوني رفائيل ايتان قوة مهام خاصة اطلق عليها الاسم الرمزي " السمك المالح" مهمتها مساعدة رجال الموساد في تعقب وتحديد مكان عرفات وقتله . ووقف على رأس قوة " السمك المالح " القائد السابق لدورية الاركان " سيرت متكال" الجنرال عوزي ديان وفي وقت لاحق انضم لقيادة القوة موشيه يعلون وبذل افراد القوة حتى خروج القوات الفلسطينية من بيروت جهودا كبيرة لتعقب وقتل عرفات وتركّزت معظم جهودها في مراقبة سرية للدائرة الضيقة المحيطة بياسر عرفات لتحديد موقعه وفور حدوث ذلك ارسال طائرة لقصف وتدمير المكان وفي احدى المرات وجهت اليه طائرتين حربيتين قصفتا المبنى الذي كان يتوجد فيه ودمرتاه بشكل كامل حتى الأساس لكن عرفات خرج منه بضربة حظ دقائق معدودة فقط قبل الهجوم وفي مرة اخرى نجت القوة بتحديد شقة ترتفع مع مستوى الارض شارك عرفات في اجتماع عقد فيها فوجه رجال القوة الجوية الاسرائيلية قنبلة موجه لشباك الشقة لكنهم اخطئوا واصابوا مبنى مجاور واصيب عرفات بجراح خفيفة لكنه نجا مرة ثانية. واستمرت هذه العمليات حتى توقيع اتفاقية خروج المقاتلين الفلسطينيين من بيروت مقابل سحب الاحتلال لقواته خارج بيروت وهناك من قال بان فرصة اغتيال عرفات اثناء الخروج لا يوجد افضل منها لكن بيغن رفض ذلك خوفا من ردة الفعل الأمريكية كون الولايات المتحدة كانت طرفا في الاتفاق . وهكذا بقيت وحدة " السمك المالح " في بيروت وتمركزت مع رجال الشاباك والموساد على سطح شركة النفط اللبنانية القريبة من الميناء وقال احد رجال الشاباك ممن كانوا ضمن القوة المذكورة مستعيدا الأحداث " شاهدنا قافلة سيارات كبيرة تسير بعيدا عنا وتوقفت القافلة بالقرب من رصيف الميناء وفجاة شاهدنا الكوفية المشهورة على رأس المطلوب رقم "1" وقد لاحت من احدى السيارات وهنا قال لنا قائد القوة بانه يمكننا ان نحلم على الشيء الحقيقي فقط لانكم تذكرون ما قاله البولندي ويقصد " بيغن " ويجب علينا تنفيذ اوامره وعدنا في ذات اليوم لإسرائيل لا نحمل غير الصور ". وسلم بيغن صورة عرفات التي التقطت عبر منظار البندقية للأمريكيين 24 ساعة بعد التقاطها حتى يثبت لهم مدى التزام اسرائيل بما تعهدت به وفي تلك اللحظة كان ابو عمار على بعد مئات الكيلومترات لا يعرف بان حياته قد انقذت مرة اخرى . [color=red] الدم والكراهية[/color] مع اقامة قيادة منظمة التحرير في تونس ازيل اسم عرفات عمليا من قائمة الاغتيالات الصهيونية وبقي قائدا سياسيا لا يمكن المساس به حتى اندلاع الانتفاضة الثانية حيث قال قادة الاستخبارات العسكرية خلال تلك الفترة " تمتع عرفات بهذا الوضع عالميا وإسرائيل لا يمكنها اغتياله دون ان تدفع ثمنا دوليا باهظا إضافة لأننا لم نعتقد بان اغتياله سيأتي علينا بالفائدة الكبيرة ". عاد عرفات للمناطق بعد توقيع اتفاقية اوسلو وتحول الى قائد للسلطة الفلسطينية واعتبر حتى 2001 شريكا سياسيا شرعيا لكنه غير محبوب وحتى اندلاع الانتفاضة الثانية ايلول 2000 لم تغير بشكل فوري النظرة الصهيونية لعرفات حتى دخل شارون مكتب رئيس الوزراء. شارون الذي واصل كراهية واحتقار عرفات طيلة السنوات الماضية رأى به جزء من المشكلة وليس جزء من الحل وبدأت مع بداية عام 2001 النقاشات داخل الكيان والمتعلقة بالسؤال ماذا نفعل مع الرئيس؟ وكان هناك من ايّد المساس به لكن شارون لم يوافق خشية ردة الفعل الدولية ولكن وحين اشتدت عمليات المقاومة الفلسطينية في ابريل عام 2002 نفذ كيان الاحتلال عملية السور الواقي وحاصر المقاطعة وعرفات موجودا بداخلها . وخشيت امريكا كثيرا من قيام الاحتلال باغتيال عرفات او المساس به وقال رئيس قسم التخطيط " غيور ايلند " طلب الامريكيون منا وعدا واضحا بعدم المساس بعرفات وإسرائيل قدمت هذا الوعد ومقابل ذلك خففت الولايات المتحدة كثيرا الضغط الدولي الممارس علينا والمتعلقة بإقامة لجنة تحقيق بادعاءات وقوع مجزرة في مخيم جنين ". واكتفت اسرائيل بمحاولة اقناع العالم بان عرفات لم يعد زعيما شرعيا " وساعدت عملية ضبط سفية السلاح كارين أي بهذا الامر" ووفقا لاقوال بعض الاوساط وفي سياق هذه الجهود درس شارون احتمالية تنفيذ عملية اغتيال لكن من نوع مختلف تماما وهي نشر شريط فيديو معين تمتلكه اسرائيل " حسب ادعاء معد التقرير. ويدور الشريط عن تصوير سري نفذه جهاز المخابرات الروماني نهاية سنوات السبعينيات حين كانت تربط عرفات وشاوشيسكو علاقات جيدة . [color=red] يجب ان نطيره[/color] واصلوا في "اسرائيل" التفكير طلية الوقت ماذا يفعلوا بعرفات وكان هناك انقساما في الاراء هناك من اعتقد بضرورة قتله علنا وهناك من اعتقد بقتله سرا بشكل لا يربط مقتله بإسرائيل وهناك من اعتقد بابعاده وطرده وهناك من قال يجب ان يتركه يتعفن داخل المقاطعة. دارت محادثة بين شارون ورئيس الاركان موفاز كان مقدرا لها ان تكون سرية تلت عملية فلسطينية قاسية لكنهم جلسوا بجانب مايكروفون ضمن مناسبة عامة دون ان يعلموا بان الطاقم التلفزيوني العام مع القناة الثانية اتصل مع المايكروفون ويقوم بتصوريهم عن بعد وسجل لهم المحادثة التالية: موفاز : يجب علينا ان نطيره شارون : ماذا؟ موفاز : نطيره شارون : اعرف موفاز : علينا استغلال الفرصة الان ولن تتوفر فرصة اخرى الان اريد ان اتحدث معك شارون : حين يفعلون ........ لا اعرف باي طريقة ستفعلون ذلك هذا " وقح" لكنكم تخدرون الجميع. موفاز : نحن نجلس للتفكير بهذا الامر وعلى كل حال هذا سيكون اشكاليا هناك.. هذا ليس سهلا. شارون : " ياخذ شكلا جديا " يجب الحذر . ما معنى هذا الحوار الغريب؟ اعد الجيش مخططا احتياطيا يتعلق بكل امكانية للمس بعرفات فقائد سلاح الجو دان حالوتس الذي ايد فكرة ابعاد عرفات واكتشف جزيرة صغيرة قرب الساحل اللبناني وقال حينها " اعتقد بامكانية ابعاد عرفات اليها مع اثنين من مساعديه وقليلا من المؤن وبعدها الإعلان للعالم عن المكان الذي ابعدته اسرائيل اليه " ووفقا لهذا الفكرة كان من المفترض ان تسيطر وحدة مشاة مختارة على المقاطعة وصولا الى غرفة عرفات ودرس الاحتلال امكانية تخديره . وعقد قائد سلاح الأطباء في الجيش الصهيوني الجنرال حازاي ليفي سلسة من المشاورات انتهت بوضع خطة لضمان اطباء كبار في الجيش عدم تتضرر عرفات خلال عملية الاقتحام ونقله جوا الى جزيرة المنفى لكن شارون وفي نهاية الامر رفض الخطة كاملة والسبب بانه يفضل عرفات داخل المقاطعة محصورا بعدد من الغرف الحقيرة على عرفات يقود حكومة منفى في الخارج.