27.77°القدس
27.18°رام الله
26.64°الخليل
26.51°غزة
27.77° القدس
رام الله27.18°
الخليل26.64°
غزة26.51°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

جريمة الاعتداء على موكب الحمد الله

حازم عياد
حازم عياد
حازم عياد

رغم أن تصريح الناطق باسم الاجهزة الامنية في الضفة الغربية عدنان الضميري جاء متسرعا، وامتدادا لحالة التراشق الاعلامي بين جناحي الانقسام، الا ان تصريح رئيس الوزراء رامي الحمد الله كان عقلانيا وهادئا في غزة وأقل تسرعا بقوله: «إن ما جرى اليوم في غزة يزيد من إصرار الحكومة الفلسطينية على مواصلة الخلاص من هذا الانقسام».

الهجوم الذي تضاربت الانباء حوله، تارة  بأنه انفجار، واخرى بأنه اطلاق نار خاضع الآن لعملية التحقيق من قبل الاجهزة الامنية؛ فالهجوم لم يستهدف رئيس الوزراء فقط بل الوفد المرافق له وعلى رأسهم مدير المخابرات العامة اللواء ماجد فرج ما يجعل منه حادثاً خطيراً حمل فيه اللواء من يتولون الامن في غزة المسؤولية عن توفير الحماية مشير الى ضرورة عدم التسرع في توجيه الاتهامات. وبالرغم من خطورة الحادث وخطورة تداعياته، الا انه ليس الحادث الاول؛ اذ سبقه محاولة اغتيال توفيق اللواء في داخلية غزة توفيق ابو نعيم قبل اشهر، مسألة ذكرت به حركة حماس في بيانها بالقول: «ندين جريمة استهداف موكب رامي الحمد الله، وتعتبر هذه الجريمة جزءًا لا يتجزأ من محاولات العبث بأمن قطاع غزة، وضرب أي جهود لتحقيق الوحدة والمصالحة، وهي الأيدي ذاتها التي اغتالت الشهيد مازن فقها، وحاولت اغتيال اللواء توفيق أبو نعيم».

الاهم من ذلك ان الحادثة سبقها توتر كبير في العلاقة الامريكية- الفلسطينية، وتحريض صريح لنتنياهو مس رأس هرم السلطة محمود عباس؛ فالدوافع الصهيونية قوية لتوتير الاجواء وتفجير المشهد الداخلي الفلسطيني بما يخدم اجندة حكومة نتنياهو المأزوم داخليا، والراغب بقوة في تمرير صفقة القرن، واطلاق حقبة جديدة.

الاعتداء الاجرامي يعكس الى حد كبير التوتر في المشهد الاقليمي، ويزيده غموضا تسريبات لم يعلم بدقة مصدرها تناولت تقريرا صادرا عن المخابرات العامة الفلسطينية، نسب الى العميد عبد الهادي فرج، تضمن تحذيرات قدمتها المخابرات العامة للقيادة الفلسطينية من الوساطة المصرية، والدور الذي تلعبه في المصالحة، معتبرا انه مقدمة للاطاحة بسلطة الرئيس عباس تمهيدا للقيادي المفصول محمد دحلان.

تقرير المخابرات العامة المزعوم تضمن توصية للرئيس عباس والقيادة الفلسطينية في رام الله، تشجع على الاستعانة بتركيا للعب دور الوسيط مستقبلا، وسواء صحت الانباء حول التقرير ام لم تصح فإنه يثير قدرا كبيرا من الامتعاض لدى القيادة المصرية التي يتم توريطها بشكل او آخر في مشهد غامض ومرتبك قبل يوم واحد من الزيارة والاعتداء الاجرامي.

الاجواء متوترة وغير مريحة بين كافة الاطراف المحلية الفلسطينية والاقليمية بل الدولية؛ ما يجعل من ردود الفعل المتسرعة خطأ كبيراً في هذه المرحلة الحساسة يفاقم من الازمة، ولا يعين على تفهمها واحتواء آثارها؛ امر لم نلحظه في تصريحات الضميري المتسرعة، تسرع لم يلحظ في تصريحات الحمد لله وحركة حماس في قطاع غزة بداية؛ الا انه عاد للظهور بمجرد وصول الحمد الله الى رام الله . التراشق الاعلامي تحول الى كرة ثلج تكبر شيئا فشيئا مهددة باعاقة جهود الفلسطينية إتمام المصالحة، وذلك يعد ضررا كبيرا ومباشرا للحادثة واستثمار سئ لها يفتح الباب لمزيد من الاختراقات؛ في حين يتطلب الحدث  من الاطراف المحلية الفلسطينية معالجته ومعالجة الاخترافات واحتواء المخاطر والتهديدات المحيقة بقضيتهم بحكمة وروية بعيدا عن الانفعال والغوغائية، ليعزز الثقة بالفلسطينيين كفاعلين عقلانيين في الاقليم والساحة الدولية، سواء كانوا من الفصائل ام السلطة ام المؤسسات الفاعلة فاستمرار التراشق سيلحق اضرارا كبيرة بأطراف المعادلة المحلية الفلسطينية وسيفتح الباب للكيان والقوى الاقليمية لمزيد من العبث في الساحة الفلسطينية.