على الرغم من أن الحمل وإنجاب طفل هو حلم كل فتاة، فإن هناك كثيرا من النساء تصبن بحالة من الخوف والقلق الذي يصاحبهن طوال مدة الحمل وحتى لحظة الولادة. وتتطور بعض الحالات لتصل إلى الخوف المرضي وتسمى في هذه الحالة "رهاب الحمل".
وبدأ الأطباء باستخدام مصطلح "توكوفوبيا" ابتداء من عام 2000. وينقسم المرض إلى نوعين، الأول تصاب به المرأة قبل الحمل ويتولد لديها شعور بالخوف الشديد والقلق لمجرد التفكير في مراحل الحمل.
أما النوع الثاني فيكون عند الحمل، إذ تبدأ العديد من التساؤلات والمشاعر المرعبة تدور في ذهن المرأة، مما يتسبب في تعرضها لضغوط نفسية شديدة نتيجة شعورها بالرعب من عملية الولادة، خوفا على نفسها وعلى الجنين.
هذا الشعور يتولد نتيجة لعوامل عدة، أهمها الخبرات السابقة التي قد تكون عاشتها الحامل من إجهاض سابق أو من ولادة متعسرة. كما قد ينتج أيضا بسبب قصص سمعتها عن صعوبة الولادة واحتمال فقدان الجنين أو موت الأم.
ويقول الاستشاري في أمراض النساء والتوليد والحقن المجهري الدكتور حسام وصفي إن التوكوفوبيا هي شعور مَرضي بالخوف المفرط من عملية الولادة.
ويضيف أنه يصاب بالتوكوفوبيا ما يقرب من 13% من البنات غير المتزوجات، وحوالي 40% من الحوامل لأول مرة، وأكثر من 70% من الحوامل للمرة الثانية أو الثالثة، ممن سبق لهن حدوث مضاعفات قوية في الولادة الأولى.
ومن المخاوف التي تحاصر الأم إما الألم الشديد من الولادة وإما أنها ربما تنجب طفلا مريضا وإما أن تلد في مكان غير متوقع، بالإضافة إلى خوفها من أنها ربما لن تكون أما جيدة، أو أنها لن تتمكن من تربية طفلها تربية جيدة، فتصبح الأم في قمة التوتر والقلق وتصاب في بعض الأوقات بالتعرق الشديد وارتفاع معدل خفقان القلب، بالإضافة إلى صعوبة في التنفس وجفاف الفم وتصل في بعض الأحيان إلى التقيؤ والارتجاف.
حسب الدكتور وصفي، فإن رهاب الحمل قد يشكل مخاطر عديدة على المرأة والجنين أيضا، إذ يمكن أن يتسبب في حدوث خوف من الجنس الآخر وبالتالي الشعور بعدم الرغبة في الزواج بالنسبة للمرأة. وحتى إذا حدث الزواج قد يتولد لدى المريضة شعور بعدم الرغبة في العلاقة الجنسية مع الامتناع التام عنها في بعض الأحيان، وهو ما يؤدي إلى حدوث فتور شديد في الزواج مع احتمال حصول الطلاق.
ويوضح وصفي "تشعر المرأة بدرجة من الدونية وأنها غير كفؤة لزوجها مما يسبب لها إحباطا شديدا واكتئابا ورغبة في الانتحار في بعض الأحيان، بالإضافة إلى عدم القدرة على التواصل مع الجنس الآخر".
ولا تقتصر الأضرار وسلبيات هذا النوع من الخوف على الأم الحامل فقط، وإنما تؤثر سلبا على الجنين أيضا، حيث تتسبب عادة في ولادة أطفال أقل وزنا من الطبيعي بدرجات مختلفة.
وتكون المصابة برهاب الحمل في أمسّ الحاجة إلى دعم الآخرين وخاصة المحيط القريب منها، لتخفيف التوتر والقلق عنها. ويعتبر دور الزوج من أهم العوامل التي تساعد الزوجة في تخطي تلك المرحلة من خلال تفهمه واحتوائه لها.
كما يجب على الطبيب مراعاة نفسية المريضة في هذه المرحلة، ففي الكثير من الحالات تنهال الأم بالأسئلة على طبيبها الخاص وربما تطارده من وقت لآخر برسائلها المتكررة كلما خطر في بالها تساؤل يخص الحمل أو إن شعرت بأي ألم مفاجئ. وفي الحالات الشديدة يتم اللجوء إلى مضادات للقلق والاكتئاب لفترة من أسبوعين إلى ثلاثة أشهر، حسب الدكتور وصفي.