24.29°القدس
23.48°رام الله
26.64°الخليل
27.52°غزة
24.29° القدس
رام الله23.48°
الخليل26.64°
غزة27.52°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

سيناريوهات مسيرة العودة الكبرى

29750798_10155706871668752_745932121_n
29750798_10155706871668752_745932121_n
وسام حسن أبو شمالة

بعد بضعة أيام يبدأ الشعب الفلسطيني في الاحتشاد على تخوم أرضه طالبا شيئا واحدا وهو العودة إلى دياره بعد سبعين عاما من اللجوء والتشريد ، وبدأت بالفعل التحضيرات الميدانية بالقرب من السياج الفاصل شرق وشمال قطاع غزة ونصبت الخيام وشارفت التجهيزات اللوجستية على الاكتمال استعداداً لاستقبال الجماهير الفلسطينية بدءا من 30 مارس المقبل ، وكلما اقتربنا من هذا التاريخ نلاحظ تناسبا طرديا بين حماس ودافعية شعبنا بكل شرائحه للمشاركة في مسيرة العودة الكبرى وبين ارتباك الاحتلال في كيفية التعامل مع الحشود الفلسطينية المشاركة في المسيرة ، ويبرز الحماس الفلسطيني من خلال تحول مسيرة العودة لحالة وطنية أصبحت حديث الشارع في البيت والعمل ومن على منصات وسائل التواصل الاجتماعي ، اما الاحتلال فإن ارتباكه بدا ظاهرا من خلال تواتر التصريحات والمواقف الرسمية والإعلامية لدرجة اقتراح أحد وزرائه بإنزال أغذية وأدوية من الطائرات للتشويش على المسيرة ولحرف الأنظار عن بعدها الوطني والقانوني وإبراز الطابع الإنساني فقط .

ورغم وضوح رسالة وأهداف المسيرة استراتيجيا وتكتيكيا وتقدير المخاطر والتهديدات المحيطة بها إلا ان هناك العديد من السيناريوهات المحتملة التي قد يتمخض عنها الحراك القادم .

 السيناريو الأول هو تحقيق هدف المسيرة الاستراتيجي وهو العودة وفقا لقرار 194 مما يعني نجاح المسيرة في الاعتصام والتحشيد على تخوم الأراضي الفلسطينية في كل الساحات بدءا من غزة مرورا بالضفة بما فيها القدس ولبنان وسوريا والأردن واستمرار حالة الكر والفر والزحف والتقدم والتراجع وفقا لاستراتيحية الاعتصام المفتوح والتقدم المتدرج والتحشيد المتصاعد .

ونجاح هذا السيناريو يحتاج لعدة أشهر وربما أكثر بشرط التمسك بنفس الأدوات وانتشار الاعتصام في كل الساحات والتمسك بمطلب العودة ورفض العروض الإنسانية مما يعني تبني سياسة النفس الطويل التي يجب ان تتمتع به قيادة الحراك ، ترجيح هذا السيناريو مبني على التناغم بين الحراك الشعبي على الأرض مع كافة الأدوات القانونية والدبلوماسية والإعلامية وغيرها إضافة للتوافق بين الرغبة الجماهيرية وقيادة المسيرة.

أما السيناريو الثاني فهو النجاح في تحقيق الأهداف التكتيكية للمسيرة وهي استمرار تقديم الدعم للأونروا وربما تعزيزه وإفشال مخططات تصفية الأونروا كأحد مرتكزات ما يسمى "صفقة القرن" إضافة لكسر الحصار عن قطاع غزة كلياً او جزئياً وهذا يعني استجابة قيادة الحراك لعدم إتخاذ قرار اجتياز السياج الفاصل مقابل إنجاز الأهداف التكتيكية لمسيرة العودة وقد تكون هذه الاستجابة مرتكزة على خشية قيادة الاعتصام من اليوم الاول للتقدم وخاصة مخاطر خسارة أرواح بشرية إضافة لغموض وضبابية اليوم الثاني للتقدم واجتياز السياج الفاصل وكيفية تعامل العدو مع العائدين إضافة لمخاطر تطور الحراك لعدوان عسكري على قطاع غزة ، وقد يبدو سيناريو إنجاز الأهداف التكتيكية لمسيرة العودة أكثر ترجيحا من السيناريو الأول على الأقل في هذه المرحلة التي قد تكتفي فيها القيادة الجماهيرية بهذا الإنجاز في أول تجربة بهذا الزخم على ان تكرر تجربة مماثلة في المستقبل خاصة في حال تحسنت البيئة الداخلية الوطنية وتغيرت موازين القوى لصالح القضية الفلسطينية على الصعيد الإقليمي والدولي .

أما السيناريو الثالث وهو الأقل ترجيحا هو انتهاء الحراك بعد 30 مارس والاكتفاء بإيصال رسالة إلى العدو و المجتمع الدولي ، او عدم القدرة على السيطرة على الحراك الشعبي في هذا اليوم نتيجة كثافة الحشود وحماس الجماهير ومن ثم اندفاعها نحو السياح الفاصل مما قد يدخل المنطقة في سيناريوهات متعددة وفقا لردة فعل الإحتلال وطريقة تعامله مع العائدين إما بالقوة بالعنف المفرط او الامتصاص والاستيعاب ولكل سيناريو تبعاته المختلفة ... في كل الأحوال فإن مشهد 30 مارس المقبل سيكون على الأغلب مشهدا تاريخيا يرتقبه الشعب الفلسطيني بكل شغف وشوق كما ينتظره العدو بكل ريبة وتوجس .