24.29°القدس
23.48°رام الله
26.64°الخليل
27.52°غزة
24.29° القدس
رام الله23.48°
الخليل26.64°
غزة27.52°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

مسيرة العودة: إنجازات فلسطينية بالجملة

صالح النعامي
صالح النعامي
صالح النعامي

حتى بعد ثلاثة أيام على انطلاقها، يمكن القول إن مسيرة العودة الكبرى والفعاليات المصاحبة لها والتي ستتواصل حتى الخامس عشر من مايو القادم قد حققت انجازات إستراتيجية للشعب الفلسطيني وقضيته؛ وهي انجازات لم يكن لأكثر المتفائلين أن يستشرفها.

وضمن الانجازات الإستراتيجية، التي يمكن رصدها:

أولا: استعادة القضية الوطنية الفلسطينية مكانتها وصوبت وجهتها. فقد أنهت مسيرة العودة حالة التردي التي كان قائمة في الساحة الفلسطينية والتي عكسها تبادل الاتهامات بشأن المسؤولية عن إفشال جهود المصالحة وما رافقه من تهافت الخطاب السياسي والوطني في الساحة الفلسطينية.

ثانيا: عرت خطاب قيادة سلطة رام الله وأظهرت إفلاسه وفضحت تناقضاته؛ حيث دللت على أن هذا النمط من المقاومة هو الأجدى في التصدي لمخطط «صفقة القرن» الهادفة لتصفية القضية الوطنية الفلسطينية. وكشفت أن رفض قيادة السلطة للصفقة مجرد رفض لفظي. فقد تبين أن هذا الرفض ليس فقط لا يؤثر، بل إنه يأتي للتستر على إجراءات تقدم عليها السلطة لتحسين فرص تطبيق هذه الصفقة، ولا سيما التعاون الأمني، وتعمد رئيسها محمود عباس إحداث المزيد من الشرخ في الصف الفلسطيني مما يعزز من قدرة الصهاينة وترامب والأطراف الإقليمية على محاولة فرض الصفقة.

ثالثا: إعادة الاعتبار لغزة ومقاومتها، حيث إن قيادة سلطة رام الله قد عمدت إلى تصوير القطاع على أساس أنه مجرد عبء عليها، فإذا بالقاصي والداني يقر بالدور الريادي لغزة في حماية المشروع الوطني في ظل القناعة المطلقة بفشل قيادة السلطة في تحقيق أي اختراق على صعيد القضية الوطنية.

رابعا: أحرجت مسيرة العودة وما رافقها من سقوط للشهداء قيادة السلطة وأجبرتها على وقف إجراءاتها العقابية ضد قطاع غزة، إلى جانب اضطرار محمود عباس إلى تغيير نمط خطابه السياسي على الصعيد الوطني.

خامسا: أظهرت حالة الهشاشة التي تعيشها إسرائيل مما جعلها تل أبيب لا تتردد في التوجه للقوة العربية الإقليمية وإدارة ترامب وحتى السلطة لطلب مساعدتها في احتواء الموقف.

سادسا: مثلت رسالة واضحة للقوى الإقليمية المتهافتة على التعاون مع الصهاينة في محاولة إمضاء صفقة القرن على أن الفلسطينيين قادرون على قلب الطاولة بشكل يعيد خلط الأوراق الأوراق بشكل جارف.

سابعا: مكنت الفلسطينيين من استعادة زمام المبادرة وحولت قوى المقاومة والقوى الشعبية الفلسطينية الحية إلى طرف مهم في التأثير على الأحداث وليس مجرد حقل للتأثر بالآخرين وسياساتهم.

ثامنا: وسعت الخيارات أمام الفلسطينيين. ففي ظل فشل المصالحة، كان أمام الفلسطينيين في قطاع غزة خياران لا ثالث لهما:  إما التسليم بالأمر الواقع والانتظار حتى يتم دفعهم لغمار حرب تزهق فيها أرواح الآلاف. وإما تحويل القطاع إلى مركب أساس في صفقة القرن الهادفة لتصفية القضية الوطنية من باب معالجة الواقع الإنساني الصعب.

تاسعا: أثرت المسيرات على اتجاهات الجدل الصهيوني الداخلي بشأن قطاع غزة، حيث بات القطاع على رأس جدول الأعمال السياسي والعسكري والاجتماعي والإعلامي في إسرائيل. وأجبرت رئيس الأركان الصهيوني أزنكوت على الاعتراف أن غزة تعد مصدر التهديد الرئيس على الأمن الإسرائيلي في الوقت الحالي. ناهيك عن أنها فضحت انعدام ثقة حكومة نتنياهو في السياسات التي تتبعها تجاه غزة، وهو ما عكسه التباين في الموقف الرسمية إزاء المسيرة، إلى جانب تعاظم الدعوات الداخلية لتغيير نمط التعاطي مع القطاع. في الوقت ذاته، فقد أفضت إلى استنزاف إسرائيل، كما عكس ذلك استنفار المجلس الوزاري المصغر، هيئة الأركان، قيادة المنطقة الجنوبية، التدريبات الواسعة في قاعدة «تسئليم».

ويكفي أن نشير هنا إلى ما قاله المعلق الصهيوني حمي شليف، حيث قال: حسنت مسيرة العودة المكانة الدولية للفلسطينيين، وضمنت لحركة حماس تفوقا واضحا في المجال الدعائي، وسيتبين ان وقوف ترامب إلى جانبنا سبب لمواجهتنا المزيد من الخسائر في الساحة الدولية. هذا النمط من المواجهة الذي رعته حماس يمثل تحديا كبيرا للجيش الإسرائيل.