21.35°القدس
21.11°رام الله
23.86°الخليل
26.03°غزة
21.35° القدس
رام الله21.11°
الخليل23.86°
غزة26.03°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

إسرائيل بدون رؤية سياسية للسلام

خليل عليان
خليل عليان
خليل عليان

القيادة في إسرائيل تعيش بدون رؤية سياسية مستقبلية بعيدة المدى للسلام مع الفلسطينيين والعرب بل تعتمد على رؤيتها الأمنية الضيقة التي لن تحقق لها السلام مما يضر بمستقبل الإسرائيليين والفلسطينيين على السواء فأغلب القيادات الإسرائيلية انبثقت من خلفية امنية وعسكرية او مخابراتية وهي عاجزة عن اتباع رؤية سياسية تحقق السلام للفلسطينيين والإسرائيليين على السواء.

فليأخذ القادة الإسرائيليون العبرة من أحداث التاريخ وكيف كان مصير جبابرة قادة الحرب في المانيا النازية وايطاليا الفاشية وقبلها كيف كان مصير جنكيز خان وهولاكو ونابليون أصبحوا جميعا في مزبلة التاريخ ولم يحققوا لشعوبهم وشعوب العالم غير الدمار والخراب.

كنا نتمنى أن يبرز في إسرائيل قادة عظام أمثال ديغول الذي استجاب لمنطق التاريخ وأعطى الجزائر استقلالها رغم كون فرنسا دولة عظمى تملك الأسلحة النووية وكون الزعيم ديغول كان له رؤية سياسية بعيدة النظر عادت بالخير على بلده وبقية البلدان التي استعمرتها فرنسا.

فليعتبر قادة اسرائيل بمصير القادة الأمنيين الذين يفتقرون الى الرؤية السياسية لتسيير دفة الأمور في بلدانهم ويحلون مشاكلهم بمنطق التاريخ الذين يبنى على أن تعيش وتترك لغيرك يعيش وأن سياسة وممارسات القادة الإسرائيليين الأمنية لن تقود الى السلام المنشود القائم على العدل واحترام حقوق الشعب الفلسطيني وانسحابها من الأراضي المحتلة لأن العالم والبلدان تعيش في عصر لن تحمي الحدود ولا احتلال الأراضي اي احد من الدمار، في ظل الصواريخ العابرة للحدود ما يعني ان المراهنة على احتلال الأرض لن يعطي الإسرائيليين السلام المطلوب.

والمتشددون من اليمين الإسرائيلي والأحزاب الدينية عارضت التوجه السلمي لإسحق رابين وأدت في النهاية الى مقتله على مرأى وسمع العالم أجمع مما أدى الى فشل معاهدة اوسلو للسلام مع الفلسطينيين حيث لم يطبق قادة اسرائيل اللاحقين بنودها بأمانة واخلاص مما ادى الى استفحال المستعمرات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وتدمير حل الدولتين.

عجبا للقادة اليمينيين المتشددين فلا هم يريدون حل الدولتين الذي نال موافقة المجتمع الدولي والدول الكبرى والأمم المتحدة ولا هم يريدون حل الدولة الواحدة الديمقراطية العلمانية مع الفلسطينيين ولا هم يقبلون بالمبادرة العربية للسلام وأصبح القادة الإسرائيليون يعيشون في اوهام التطبيع مع البلدان العربية بدون حل القضية الفلسطينية وبدون رؤية سياسية لحل الصراع العربي- الإسرائيلي مما سبب الأذى الشديد بالإسرائيليين والفلسطينيين.

لو كنت إسرائيليا لرفضت قيام الرئيس الأمريكي ترامب بجعل القدس عاصمة اسرائيل الأبدية وبيهودية الدولة الإسرائيلية وفيها من الأجناس والأقوام الكثير من غير يهود والذين يعدون بالملايين ويشكلون ما يزيد على 20% من سكان اسرائيل بمسماها القائم؛ ذلك ان حرمان الفلسطينيين من القدس العربية بمثابة القضاء على أي أمل للسلام مع الفلسطينيين والعرب والمسلمين الى قيام الساعة، فلا أحد يقبل من الفلسطينيين والعرب والمسلمون بيهودية دولة اسرائيل وكون القدس الموحدة عاصمة اسرائيل. عجبي من ساسة اسرائيل ذوي النظرة الأمنية الضيقة!

إسرائيل عليها التخلي عن النظرة الأمنية الضيقة لحل الصراع الإسرائيلي –الفلسطيني والعربي واتباع رؤية سياسية مستقبلية تقوم على العقلانية والاعتراف بحق شعوب المنطقة، وإسرائيل لن تبقى قوية للأبد فلن يبقى القوي قويا والضعيف ضعيفا وسيأتي اليوم الذي تصاب به اسرائيل بالوهن والضعف ولن ينفعها لا دعم امريكا ولا غيرها لأن حتمية التاريخ لن ترحم اسرائيل من نهايتها المحتومة بسبب غياب الرؤية السياسية والاستراتيجية البعيدة المدى.

لقد جاءت فرص أضاعها قادة اسرائيل ذوي النظرة الأمنية الضيقة في تحقيق السلام ومن هذه الفرص مبادرة السلام العربية التي طرحها باسم المجموعة العربية الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2002 فهي جاءت في معظمها لصالح اسرائيل على المدى البعيد وشكلت تنازلات مؤلمة للجانب الفلسطيني والعربي .. ولكن تل ابيب رفضتها ولا تزال.