18.27°القدس
17.78°رام الله
16.64°الخليل
23.24°غزة
18.27° القدس
رام الله17.78°
الخليل16.64°
غزة23.24°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

"إسرائيل".. هاجس الثمن والكلف

حازم عياد
حازم عياد
حازم عيّاد

جهود الكيان للايحاء بأن معركته مع الفلسطينيين هامشية في مقابل تحقيق انجازات كبيرة على جبهة التطبيع العربية ومواجهة ايران في المنطقة ذهبت ادراج الرياح؛ فالحملة الدعائية والجهود التطبيعية النشاطات الامنية تواجه الان بسؤال الثمن وقيمة الفاتورة السياسية والامنية التي يجب دفعها.

فليبرمان صرح مؤخرا بالقول: "سندفع ثمنا باهظا لقاء نقل السفارة الى القدس ولكننا مستعدون لفعل ذلك فهو ثمن رخيص"، لكنه تصريح متناقض، اذ استبق ذلك بالقول بأن "موسى اخطأ بالهجرة الى المنطقة وكان من الافضل ان يهاجر الى ايطاليا او سويسرا".

نتيناهو اكد هذه الحقيقة يوم اول امس ايضا بالقول: "ان مواجهة ايران ضرورة ونحن مستعدون لدفع الثمن"؛ مكررا ما قاله ليبرمان فمصطلح "الثمن" بات هاجسا يلاحق للكيان وقادته اذ انه جزء مهم من مضمون خطاباتهم القلقة في هذه المرحلة؛ فالشعور بالمخاطر وهواجس الكلف الاخذة في الارتفاع نتيجة السياسات المتهورة والمعزولة دوليا واقليميا تزداد يوما بعد يوم لدى قادة الكيان.

هاجس الثمن يلاحق الكيان في كل مكان فحادثة اغتيال احد علماء فلسطين المميزين الدكتور فادي البطش ثم حادثة القطاع الاوسط في غزة التي استهدفت وحدة مكافحة التجسس التابعة للمقاومة رفعت من مستوى التصعيد والشعور بحتمية المواجهة وتلقي الضربات من المقاومة الفلسطينية؛ فلم يعد من الممكن الحديث عن فاتورة واحدة يجب تسديدها بل عن اخطاء متراكمة وسياسات متهورة تقود اصحابها للهاوية.

تصريحات قادة الكيان تحوي دلالات تعكس حالة اليأس والاحباط التي يعاني منها قادة الكيان فالثمن ليس مسألة عابرة وانية، فرغم الجهود المبذولة لتمرير سياساتها في المنطقة وتوثيق تحالفاتهم على قاعدة من التطبيع والمواجهة مع ايران، الا ان الثمن المباشر ليس الهاجس الوحيد.

فالسياسة الاسرائيلية لم تبن على قاعدة من القبول الثقافي لوجود استعماري على الارض الفلسطينية بل بنيت على قاعدة هشة تتضمنها فجوة كبيرة بين المطبعين وشعوب المنطقة العربية، والتحالفات اقيمت على اسس هشة ومأزومة لا على اسس سوية قائمة على الجوار الطبيعي بل على أدوار وظيفية آنية مشكوك في صلابتها وقوتها.

في الختام، خلق التصعيد على كافة الجبهات حالة تراكمية وازمة حقيقية يخشى قادة الكيان من مواجهة تبعاتها بشكل منفرد، خصوصا ان الحلفاء الافتراضيين يعانون من اشكالات خاصة بهم في العالم العربي فضلا عن معاناة الادارة الامريكية ذاتها من ازمة في علاقاتها مع حلفائها الاوربيين وعلاقاتها الداخلية في البيت الامريكي المنقسم على ذاته فالفاتورة لن تسدد فقط للخصوم بل للحفاء على الارجح؛ ما يجعل من هاجس الثمن محاولة تبسيط لإخفاء الفشل الذي يقود نحو انعطافة حادة تقوض امن واستقرار الكيان الاسرائيلي الامر الذي لا يستطيع قادة الكيان تقديره بثمن.