18.08°القدس
17.83°رام الله
17.19°الخليل
23.61°غزة
18.08° القدس
رام الله17.83°
الخليل17.19°
غزة23.61°
الإثنين 30 سبتمبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.27دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.73دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.27
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.73

قد شغفها حباً

9
9
محمد الشبراوي

المهم أن تحب ما تعمل وعندها ستبدع، ستبدع في عملك مهما كان بسيطا إن أحببته، سيكون لك طابع مميز وطريقة فريدة، وهذا تلاحظه بسهولة عندما تؤدي أي شيء تحبه. أن تذهب لعمل ما لمجرد أنه يؤمن لك دخلا؛ فإنك لن تتقدم خطوة في حياتك، وتضيع على نفسك فرصة النجاح.

فنسنت فان جوخ لمح سخرية من حوله مما يفعله؛ فأجابهم بقوله: أفضل أن أموت من الشغف عن أن أموت من الملل. إن لم تحب عملك أو وظيفتك؛ فأنت تهدر وقتك بكل المقاييس، وعليك أن تقف مع نفسك وتتدارك الموقف سريعًا، أو أن تستسلم للتيار. إليك النصيحة الغالية: الناجحون لا يعملون بملل، لكنهم يعملون بشغف؛ فهل تخطط للنجاح؟ ولا مجرد "عيشة وأخرتها القبر"!

ما الشيء الذي تجد نفسك فيه؟ إجابتك عن هذا السؤال تحدد لك منطقة الشغف الخاصة بك، وعندها ستحقق نجاحًا غير مسبوق. أن تجد شغفك هو أن تعرف الأمر الذي يميزك في هذا العالم

درس المحاسبة في الجامعة ولكنه ترك عمله الممل، واستحوذ عليه حب المتاهات! صمم ما يزيد على 700 متاهة في 40 دولة، وهو يصمم المتاهات من عام 1979 وحتى اليوم؛ إنه أدريان فيشر. يقول فيشر: "أعشق تصميم المتاهات؛ لأنها تُشعرني بأني طفل كبير". لقد وجد فيشر شغفه في تصميم المتاهات، وبلغ به حبه لهذا العمل أن ألف 12 كتابًا في تصميم المتاهات، ويقدم محاضرات في نفس المجال. لم يكن الأمر في بدايته سهلًا على أدريان فيشر، وتخطى تلك الصعوبات بقوة لأن شغفه كان أكبر، وأنت إذا امتلكت شغفًا بفكرة ما؛ فإنك ستنجح فيها وتتفوق. كان الشغف ولا يزال يصنع المعجزات، والتباين في الشغف يظهر في التصرفات؛ فكن شغوفًا بما تعمل تنل المكانة العالية.

الشغف أحد أسرار الناجحين في كل مجال، ويساعدهم الشغف على الصبر وتحمل الصعوبات، وأنت عندما تؤدي عملًا أو تمارس مهارة تحبها لن تكون عجولًا. نتعجل في أداء الأشياء التي لا نميل إليها، وما نفعله بسرعة لا نفعله بإتقان؛ وعليه فإن الشغف يمهد الطريق للإتقان والتميز. أدرك محمود المسدي الشاب هذا السر، ليس ذلك فحسب بل إنه أحسن التعامل معه؛ فحقق تقدمًا كبيرًا في مجاله الذي يحبه. والمسدي شاب تونسي الأصل يعيش في فرنسا، ويهوى صناعة الخبز والمعجنات، هنا أنت لا تتحدث عن شخص يؤدي وظيفة بشكل روتيني، لا.. إنه يهوى هذه الصناعة وشغوفٌ بها، ونقله الشغف لمنطقة قلما يصلها أحد.

نال المسدي ثقة الرئاسة الفرنسية؛ فوقعوا معه عقداً لمدة سنة كاملة لتزويدهم بالخبز، ولكن يطل سؤال مهم: لماذا وقع اختيارهم على المسدي؟ هل تدخل فيتامين واو (الواسطة) أو الرشوة أو.. أو..؟! والإجابة في كلمة واحدة: الشغف. يقول المسدي: "الكثيرون يتسرعون في العجن"، التسرع لا يساعد العجين على التخمر المطلوب، كما أن التسرع يقلل جودة الفكرة والرأي والإنتاج، وكثيرًا ما يعقبه الندم والحسرة. هذا ما دفع عامر بن الظرب أن يوصي أولاده بقوله: "دعوا الرأي يغب حتى يختمر، وإياكم والرأي الفطير"؛ فالعجلة مكروهة.

المسدي يستيقظ مبكرًا ليعطي الخبز وقتًا كافيًا للتخمر، ومن يسير ببطء يمشي بثقة ويصل بعيدًا، والعجلة أم الإخفاق. شارك المسدي في مسابقة الإليزيه بعد أن استعد لها عامًا بطوله، إنها مهنته التي "قد شغفها حبًا" فأبدع فيها.

ما الشيء الذي تجد نفسك فيه؟ إجابتك عن هذا السؤال تحدد لك منطقة الشغف الخاصة بك، وعندها ستحقق نجاحًا غير مسبوق. أن تجد شغفك هو أن تعرف الأمر الذي يميزك في هذا العالم، قد يكون شغفك في الرسم أو الكتابة أو الرياضة، حدد هذا الشغف بالتفصيل، واعمل على تنميته باستمرار؛ لتكوِّن لنفسك علامة تجارية مميزة، وثق أن الشغف طريق أساسي للنجاح.