19.45°القدس
19.21°رام الله
18.3°الخليل
21.82°غزة
19.45° القدس
رام الله19.21°
الخليل18.3°
غزة21.82°
الأربعاء 14 مايو 2025
4.7جنيه إسترليني
5.03دينار أردني
0.07جنيه مصري
3.96يورو
3.57دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.7
دينار أردني5.03
جنيه مصري0.07
يورو3.96
دولار أمريكي3.57

خبر: "المسحراتي" و"جَمْعة العائلة".. طقوس رمضانية بغزة

يعتبر الغزّيون أول يوم من أيام رمضان يومًا لتوثيق العلاقات الاجتماعية وفض النزاعات والخلافات التي غلفت قلوب المتخاصمين بـ"الصدأ"، فيجتمع الغزيّون في منزل "العائلة" مهنئين بعضهم بقدوم شهر المغفرة، تاركين خلفهم هموم الماضي ومشاكله. وفي اليوم ذاته، يصر الأطفال على صيامه كاملاً، لمشاركة أسرتهم بـ"فرحة" أول يوم من رمضان. اعتادت الطفلة رولا بركات ابنة (7) أعوام على ممارسة طقوس شهر رمضان مع أسرتها، بحيث تشاركهم الصيام، وإن لم يكن صيام شهر كامل، فقد تلزم نفسها بصيام أول يوم من رمضان لإحياء الأجواء الرمضانية منذ البداية، فتستيقظ قبل الفجر، على صوت "المسحراتي" وتنصت ملياً إلى صوته وعباراته التي يستخدمها في إيقاظ الناس للسحور، وبعد ذلك تهم بتقديم المساعدة لأمها وإخوتها، قائلةً: "أساعد أمي في السحور، فأنا أضع إبريقاً من الماء البارد على الطاولة حتى نشربه فور الانتهاء من السحور". وأوضحت أن فرحة قدوم شهرِ رمضان – عندها - لا تكتمل إلا باكتمال جميع مظاهر شهر المغفرة، فكما علمتها والدتها، عليها عقد نية الصيام في أول ليلة من شهر رمضان، وبعد أذان الفجر تذهب للصلاة وقراءة القرآن والاستغفار. وتذكر والدة رولا (49) عاماً أن عادات الأسرة الرمضانية تستوجب عليهم فطور أول يوم من رمضان في منزل العائلة أي منزل والد زوجها، وتقوم نساء العائلة بتحضير وجبات مختلفة من الطعام، ويضعنها على مائدة ممتدة، ليشارك جميع أفراد العائلة في تناول طعام الإفطار. وتوضح أن حساء "الفريكة" و"المخللات" بأنواعها بالإضافة إلى "العصائر" ضيوف المائدة الرمضانية طيلة أيام الشهر المبارك، فلا يخلو فطور رمضان من إحداها. وأما سهير الخراز (22) عامًا، أن أول يوم من أيام رمضان يميزه الجمعة العائلية، بحيث يجتمع إخوتها المتزوجون في المنزل، لتناول طعام الفطور، مشيرةً إلى عدم وجود أكلةٍ خاصة بأول يومٍ من رمضان، ولكن في الوقت ذاته العصائر والمخللات من عناصر المائدة الأساسية. وبعد أذان العشاء تخرج الخراز مع إخوتها وصديقاتها لأداء صلاة التراويح، وتقول الخراز: "بعد صلاة التراويح، أجلس مع صديقاتي للحديث والنقاش في أمور كثيرة خاصة بالدين، وهكذا يمر الوقت طيلة أيام رمضان". وأردفت: "شهر رمضان يقوي الروابط الاجتماعية بين الناس، ويزيد من تآلف قلوبهم، وهو كفيلٌ بحل المشاكل الاجتماعية بين الناس". وبيّنت الخراز أن عملها اليوم لن يثنيها عن مساعدة أمها في رمضان، وعن قراءة القرآن، ناصحةً الفتيات بعدم الجلوس أمام التلفاز لساعات طويلة، قائلة: "شهر رمضان يأتي في السنة مرة واحدة فقط فاغتنموا فرصة الدعاء والتسبيح والتقرب إلى الله سبحانه وتعالى". وذكرت سها عفانة (21) عاماً أن لرمضان سمة روحانية تميزه عن غيره من الشهور، فتزور عائلتها - في أول يوم - منزل جدّها، وبعد ذلك تتوالى دعوات أسرتها للأقارب لتناول فطور رمضان في منزلهم، مضيفةً: "عصير الليمون، والسمبوسك، وشوربة الخضار، من المكونات الخاصة بالسفرة الرمضانية". وعن حلويات رمضان، فقد أوضحت سها عفانة أن حلويات رمضان، تختلف عن حلويات أيام السنة الأخرى، خاصة "القطايف" المحشوة بالمكسرات، أو باللبن والتمور. وأما عبد الرحيم زقوت (34) عاماً، فقد قال: "أجمل ما في رمضان هو صلاة التراويح جماعة في المسجد، فهي قادرة على تجميع الناس كلّها تحت مظلة الإسلام والتقرب إلى الله". وأردف: "صلاة التراويح جماعة في المنزل، لا تقل حلاوتها عن الصلاة في الجامع، كم هو شعور جميل عندما يتجمع أفراد الأسرة مصطفين للصلاة جماعة، وفي الكثير من الأحيان يبادر الأطفال للمشاركة في الصلاة، وحتّى ابن الخمسة أعوام، يقوم بتقليد حركاتنا أثناء الصلاة، ويخطو الخطوة الأولى في معرفة كيفية أداء الصلاة".