أكد د. ناصر الدين الشاعر نائب رئيس الوزراء وزير التربية والتعليم العالي الأسبق، أن صعود القوى والتيارات الإسلامية في الدول العربية كمصر وتونس، جاء باختيار تلك الشعوب، ويجب احترام اختيارات الشعوب، لأن من الظلم احتقار رغبات الناس. واعتبر الشاعر أن تقدم الإسلام السياسي هو حصاد خمسين سنة من العمل الدؤوب للاتجاه الإسلامي في الشارع والجامعات والسجون، وكذلك نتيجة ظهور قيادات إسلامية واعية تعرف ما تريد، وظهرت حركات إسلام سياسي تقبل الأخر وتعمل مع المنظومة الدولية، وتضم شريحة من الأغنياء والفقراء والمتعلمين والمثقفين ممن لديهم الإرادة للعمل مع الأخر واستيعابه. وعزا الشاعر الخوف من الإسلام السياسي لسببين، أولهما تصريحات متشددة وغير محسوبة ولا تعبر عن حقيقة الدين من بعض القوى الإسلامية، والثاني هو وجود تحريض على الإسلام السياسي، مبينا أن هناك وفودا عربية تجوب العالم للتخويف من صعوده، خوفا على مراكزها ومصالحها الشخصية التي حصلت عليها بطريق الكسب غير المشروع. [title][color=red]الأفق السياسي مغلق[/color][/title] وفي الشأن السياسي، قال الشاعر إن الأفق السياسي :"مغلق منذ سنوات، وأن الحكومة الصهيونية تقف على أرضية رافضة لإعطاء أي شيء للفلسطينيين، وهي قائمة على رفض الحق الفلسطيني"، معتبرا إياها من أكثر الحكومات تطرفا في تاريخ الكيان. وقال إن المجتمع الصهيوني :"يميل نحو اليمين أكثر، وأن اليسار يتلاشى، في حين أن الواقع الفلسطيني غير ضاغط على الشارع الصهيوني أو حكومته، والوضع الفلسطيني يغري الصهاينة لرفض إعطاء أي شيء للفلسطينيين، خاصة مع عدم استخدام الطرف الأخير لأية أوراق ضاغطة، وأنه لا يوجد اتفاق فلسطيني على أي سيناريو". وفي سياق منفصل قال الشاعر إن من حق الرئيس الراحل ياسر عرفات "أبو عمار" على شعبه وعلى القيادة الفلسطينية أن يكشفوا :"ما الذي حدث، وكيف تم اغتياله!!، وأن يتم محاسبة كل من وقف وراء ذلك وتورط فيه". وتسائل عن سبب الانتظار كل هذه المدة لفتح تحقيق في وفاة عرفات!!، فرنسا تخلصت من العينات التي بحوزتها بعد سنوات من وفاة عرفات، بحجة أن أحدا لم يطلبها، فلماذا لم نطلبها ونفتح تحقيقا شاملا من أول لحظة؟ ولماذا لا يكون هناك محققون دوليون، ولماذا ننتظر حتى تقوم الجزيرة بالتحقيق!. وعاد الشاعر باللائمة على الجميع للتقصير في الدفاع عن الرئيس قبل اغتياله، وقال: "نحن فرّطنا بالرئيس عندما سمحنا للدبابات بمحاصرة مقره لشهور دون أن تتحرك المظاهرات للدفاع عنه، لأن هذا فتح شهية الاحتلال لاغتياله". وفي ملف المصالحة عبّر الشاعر عن تشاؤمه من حيث توصيف الواقع، رغم وجود إمكانية لتحقيق المصالحة، مضيفا أن هناك حالة من الإحباط في الشارع الفلسطيني، لكن هذا الإحباط سيف ذو حدين، معتبرا أن قضية الانقسام لا يمكن تقزيمها في حركتي فتح وحماس، وأن الكل يتحمل المسؤولية بدرجات متفاوتة، وفتح وحماس يتحملان المسؤولية الأكبر، مشيرا إلى أن هناك تصريحات علنية من أمريكا و(إسرائيل) ضد المصالحة. [title][color=red]ملفات عالقة[/color][/title] وأكد أن الانتخابات استحقاق وطني وشعبي وقانوني، ولكن يجب توفير الأجواء والمستلزمات لنجاحها، فقد اشتكى العديدون، من المساءلة ودفع الثمن بسبب اشتراكهم في الانتخابات السابقة، وأنه تم تحذيرهم من الاشتراك بأية نشاطات مشابهة لاحقا، وهو الذي يفرض إعطاء ضمانات مسبقة للجميع من أعلى المستويات. وعن دور الشارع في الضغط لإنهاء الانقسام، أوضح الشاعر انه لا يمكن التنبؤ بحركة الشعوب، ولا أحد -غير الله- يعلم لحظة الانفجار التي ستخرج الشعب إلى الشوارع لإنهاء الانقسام، لكن الشارع الفلسطيني الآن مثخن بالجراح، وهو يعاني بسبب أزمة الرواتب وغيرها، فضلا عن الإحباط الحاصل بسبب الانقسام. ولكن في لحظة ما ستنعكس الأمور، ورغم أن هناك جهودا حثيثة لتحييد الشارع وجعله يبتعد عن السياسة، لكن هذه الجهود لن تنجح لفترة طويلة.
نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لتخصيص تجربتك ، وتحليل أداء موقعنا ، وتقديم المحتوى ذي الصلة (بما في ذلك
الإعلانات). من خلال الاستمرار في استخدام موقعنا ، فإنك توافق على استخدامنا لملفات تعريف الارتباط وفقًا لموقعنا
سياسة ملفات الارتباط.