18.27°القدس
17.78°رام الله
16.64°الخليل
23.24°غزة
18.27° القدس
رام الله17.78°
الخليل16.64°
غزة23.24°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

قطاع غزة وسيناريو المواجهة المسلحة

حازم عياد
حازم عياد
حازم عيّاد

التصعيد العسكري الإسرائيلي والغارات الجوية المترافقة مع قصف مدفعي بلغ مستوى عال من الدموية باستهداف نقاط مراقبة تابعة للجهاد الإسلامي؛ تصعيد دفع الحركة إلى الرد بأكثر من 10 صواريخ على مستوطنات غلاف غزة (اشكول واسيدروت).

الرد الصاروخي واجهه الكيان بغارات جوية واسعة طالت موقعا لحركة حماس؛ فاتحة الباب لتصعيد أوسع؛ خصوصا بعد أن هددت حركة الجهاد باستهداف المدن والقرى خارج غلاف غزة؛ تصعيد المواجهة لم يخف حالة القلق التي يعيشها الكيان في ظل انشغاله بالجبهة الشمالية في سوريا ولبنان والاهم القلق والهاجس الذي لا يكاد يفارق قادته ممثلا بقدرة الفلسطينيين على اشتقاق المزيد من الأدوات النضالية مستفيدين من تجربة الحصار وما قبله.

فخلال الأسابيع الثلاث الماضية شن طيران الكيان العديد من الغارات التي استهدفت ميناء غزة وعملت على إحراق بعض القوارب والسفن في محاولة لإعاقة وإحباط الجهود الفلسطينية لكسر الحصار؛ ومع ذلك ورغم التصعيد الكبير خلال الأيام القليلة الماضية انطلقت سفينة لكسر الحصار من ميناء الصيادين تحمل على متنها مرضى وطلابا إلى خارج القطاع باتجاه قبرص.

مبادرة أعلن عنها رئيس الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار خالد البطش في مؤتمر صحافي ناشد فيه الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بحماية الرحلة الرمزية، محذرا “العدو الصهيوني من مغبة الاعتداء على الرحلة”؛ إذ قال البطش “لن نسمح مهما بلغ الثمن أن يتواصل الاعتداء على أبناء الشعب الفلسطيني دون رد”.

وما أن أعلن عن محاصرة السفينة المتجهة نحو قبرص من قبل أربع زوارق حربية إسرائيلية وسحبها نحو اسديروت حتى انطلقت وجبة جديدة من الصواريخ باتجاه مستوطنات غلاف غزة؛ فالتصعيد لم يعد يحمل عنوانا بعينه؛ ومبررات التصعيد أكثر من أن تحصى في مقال قصير؛ كان آخرها الاعتداء على المتظاهرين في مسيرات العودة وقصف نقاط المراقبة وأخيرا استهداف سفينة كسر الحصار.

المواجهة بين المقاومة في قطاع غزة وجيش الكيان الإسرائيلي من الممكن أن تشهد تصاعدا كبيرا؛ إذ سارع الكابينت الإسرائيلي نحو الاجتماع في القبو المحصن لبحث إمكانية التصعيد فاتحا الباب نحو انفجار المواجهة المسلحة؛ فحركة السكك الحديدية توقفت جنوب فلسطين وصافرات الإنذار لا تتوقف عن نشر الرعب بين المستوطنين.

الأهم من ذلك أن البيئة والإجراءات المتبعة للتخفيف من آثار الحصار من قبل دول الجوار العربي؛ وانشغال قيادة السلطة في رام الله بمصير محمود عباس ومن يخلفه دون أن تقدم رؤية للحد من آثار الحصار المدمرة؛ جعل من سيناريو التصعيد والمواجهة الخيار الأكثر منطقية سواء لردع ماكينة القتل الإسرائيلي وإعطاء فرصة للمبادرات الشعبية والسلمية لأخذ مكانها في عملية كسر الحصار ومقاومة المحتل؛ أو لرغبة الكيان في إحباط الجهود السلمية الفلسطينية، فالدوافع الفلسطينية والإسرائيلية متعارضة في الدوافع والأسباب الدافعة للتصعيد.

الخطوات والمبادرات الفلسطينية وردود فعل الكيان الإسرائيلي عليها تثقل كاهل القادة السياسيين والمخططين الإستراتيجيين والآمنين الصهاينة؛ كما يثقل كاهلهم البيئة الإقليمية المتوترة في سوريا ولبنان؛ فطوال الأشهر الست الماضية قدم الفلسطينيون الكثير من المبادرات الميدانية والسياسية التي أربكت الكيان الإسرائيلي بدءا بمسيرات العودة وليس انتهاء بسفن الحرية وكسر الحصار الهادفة لفتح ممر بحري يربط مدينة غزة بالعالم الخارجي.

أخيرا فإن البيئة السياسية والإقليمية تتوافر على فرص محتملة لمزيد من الضغط على الكيان الإسرائيلي؛ ما يجعل من التصعيد العسكري خلال الأسابيع والأيام القادمة التكتيك الأكثر فاعلية والأكثر تفضيلا للفلسطينيين والكيان في الوقت ذاته؛ بوجود ميزة تفضيلية للفلسطينيين من ناحية أخلاقية وإنسانية؛ إذ يتلاعب بأعصاب قادة الكيان وفي الوقت ذاته لا يهدد بوقف النشاطات المدنية والسلمية الفلسطينية بل يسعى لدعمها مقابل تضيق هامش المناورة لدى الكيان الإسرائيلي في داخل الأراضي المحتلة وخارجها؛ ما يجعل من سيناريو الحرب المحدودة أمرا غاية في التعقيد.