18.27°القدس
17.78°رام الله
16.64°الخليل
23.24°غزة
18.27° القدس
رام الله17.78°
الخليل16.64°
غزة23.24°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

الكومندوز الفلسطيني في عين جالوت

34396687_449896408795849_3190039409521065984_n
34396687_449896408795849_3190039409521065984_n
د. غسان وشاح

     تعد معركة عين جالوت 658ه=1260م بين المسلمين والمغول والتي حدثت في شهر رمضان , وعلى تراب فلسطين , من أعظم انتصارات الاسلام في العصور الوسطى , بل تعد هذه المعركة معركة عالمية , لأن نتائجها انعكست على العالم أجمع , فقد حمت العالم وأوروبا على وجه الخصوص من خطر المغول أعداء الحضارة , ولكن الجدير ذكره هنا , أنك إذا تأملت الروايات التاريخية التي أوردتها المصادر المعاصرة  للمعركة , تكاد تذهل من عظمة دور مجاهدي فلسطين وغزة , في تحقيق الانتصار على المغول في هذه المعركة , فقد مثل مجاهدي غزة كتيبة النخبة " الكومنذوز " في الجيش الإسلامي فهم الذين وجهوا الضربة الأولى للمغول على تراب غزة , والتي أدت إلى إحداث زعزعة في جيش المغول وشكلت الانتصار الأول الذي رفع معنويات الجيش الإسلامي الذي  كان يرابط في العريش على مدخل غزة , ولتوضيح الفكرة أكثر .... عندما احتل المغول العراق , وارتكبوا مذبحتهم في بغداد بقتل قرابة 2 مليون مسلم وضعوا من مكتبة بغداد جسراً لمرور جيوشهم على نهر دجلة , زحفوا بعد ذلك لبلاد الشام وفلسطين واحتلوها , ثم عسكروا في غزة كي يواصلوا زحفهم إلى مصر ثم شمال أفريقيا ثم إلى أوروبا ويحتلوا العالم أجمع  , فهذا هدفهم , ففي ثقافة المغول معتقد " ما دام هناك شمس واحدة في السماء , فيجب ألا يكون إلا ملك  واحد في الأرض " لذلك أرسلو لمصر أربعة سفراء يحملوا رسالة تقطر بالتهديد والوعيد فاجتمع البرلمان الإسلامي في مصر , وكان يقوده أحد أكبر علماء العصر , -العز بن عبد السلام - ويساعده قائد الجيش ذاك الشاب المؤمن المجاهد (قطز) وأستطاع قطز بدعم من العلماء انتزاع قرار المواجهة مع المغول واتخذ العلماء قراراً جريئاً , وهو عزل السلطان الطفل الصغير الذي لم يتجاوز العشر سنوات " المنصور علي " وتم تنصيب قطز سلطاناً من أجل العبور بالأمة من هذا الخطر الكبير , بدور قطز , قام بإعلان حالة الاستنفار القصوى في البلاد , وأطلق يد العلماء لتحريض الناس على الجهاد والمقاومة وتذكيرهم بفضل الشهادة , وأمجاد الإسلام , ثم اختار الظاهر بيبرس أحد أكبر القادة العسكريين في التاريخ ليكون مهندساً للقاء القادم مع المغول , فقام الظاهر بيبرس بإستدعاء كبار علماء الجغرافيا والمسالك والممالك كي يشاورهم في مكان مناسب ليكون مسرحاً للعمليات العسكرية للمعركة القادمة مع المغول .... وبعد البحث لمدة أسبوعيين أبلغوا الظاهر بيبرس , أنه لا يوجد مكان مناسب تستطيع أن تنتصر فيه على جيش بضخامة وجبروت وتسليح ومعنويات وجرأت جيش المغول إلا مكان واحد وهو شمال فلسطين وتحديداً نفس المستطيل الاستراتيجي الذي جرت في محيطة كبرى معارك الإسلام في التاريخ مثل فحل بيسان , واليرموك وحطين لكن هناك معضلة حقيقة  كيف سيتم نقل الجيش الإسلامي من مصر إلى شمال فلسطين والمغول يغلقوا الطريق فهم يرابطوا في غزة ؟

فماذا سيفعل القائد الظاهر بيبرس ؟ وما هو دور الكمندوز الفلسطيني في هذا الانتصار ؟؟

سنتحدث في ذلك في المقال القادم (انتظرونا)