18.27°القدس
17.78°رام الله
16.64°الخليل
23.24°غزة
18.27° القدس
رام الله17.78°
الخليل16.64°
غزة23.24°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

رزان النجار ومسيرات العودة

ابراهيم المدهون
ابراهيم المدهون
إبراهيم المدهون

ما ميز الشهيدة رزان النجار ذكاءها الوطني، فقد فهمت الوطن كما ينبغي أن يفهم، وتعاملت بمهارة عالية وعفوية مغرقة بفلسطينيتها وانتمت لمسيرات العودة فانصهرت فيها، حتى أضحت محبوبة فلسطين وجنونها الصاخب، ولهذا كان مع دماء رزان النجار وشهداء مسيرات العودة فضيحة جديدة للولايات الامريكية الصهيونية، إذ لم يحظى مشروع قرارها بإدانة إطلاق صواريخ على (إسرائيل) إلا بصوت واحد وهو صوت الولايات الصهيونية نفسها. وباقي الأعضاء ممتنعون ومعارضون، بينما مشروع قرار الكويت بتوفير حماية دولية للمدنيين الفلسطينيين حظي بموافقة عشرة أصوات دول وامتناع أربعة واستخدام أمريكا للفيتو. ويوضح هذا مقدار العزلة التي شعرت بها اليوم أمريكا في مجلس الأمن، فإسرائيل تزداد عزلة، وقضيتنا تنمو وتنتشر وتترسخ يوما بعد يوم، وتضحيات شعبنا لن تذهب سدى.

لهذا فإن استغلال وهج الشهيدة رزان النجار بشكل حزبي وخاص ورخيص يضيع منا فرصة تحويلها لأيقونة دولية إنسانية تعبر عن المظلومية الفلسطينية، لهذا اتمنى من السلطة التوقف عن ابتزاز ودفع والد الشهيدة، وادخاله في تفاصيل تضر بقضيتها، وليحافظ على رمزية رزان كشهيدة وطن لا حزب او توجه معين، وقد تنبهت للأمر منذ اتصال الرئيس عباس وتصوير المحادثة بشكل ظهر فيه ركوب موجة كمحاولة حرف مسار الصورة الوطنية المبهجة.

فكان الاولى للرئيس عباس بدل ان يعزي بالشهيدة رزان النجار ويكسب مواقف اعلامية ويستغل دم الشهيدة أن يقتفي أثرها الثوري والنضالي ويطبب الجراح، ويتراجع عن الاجراءات العقابية الظالمة، وأن يوقف عنصريته وسياساته العدائية ضد القطاع بحجج واهية، فمكالمة الرئيس عباس لن تضيف لرصيده بل تكشف عن انتهازية سياسية وتغريد خارج السرب، وإلا لماذا لا يهاتف جميع عوائل شهداء مسيرات العودة ولماذا يمنع الدعم والدواء عن الجرحى؟!

بسبب مسيرات العودة (إسرائيل) في عزلة تزاد يوما بعد يوم، لهذا علينا الدفع بها أكثر فهي الان وجه فلسطين المضيء، فتخيلوا لو لم يكن هناك مسيرات وغضب وتضحيات ومواجهة المخرز بالكف الدامي هل ستسحب الأرجنتين مباراتها؟! ربما خسرت الارجنتين قليلا من الدعم الاسرائيلي لكنها كسبت اليوم موقفا أخلاقيا وقيميا، وعلى العواصم العربية المهرولة للتطبيع أن تخجل وتدرك الحقيقة، فخسرانها بالقرب من (إسرائيل) فادح.

استمرار مسيرات العودة والمشاركة الفاعلة بها يبقي القضية حية في الأروقة الدولية ويعرقل التصفيات المتوحشة، ويوجه الانظار للمعاناة القاسية في قطاع غزة، لهذا لا يمكن ايقاف هذه المسيرات قبل تحقيق اهدافها والوصول لواقع يحافظ على القضية ويمنح سكان القطاع عيشة كريمة عزيزة من غير حصار.