18.33°القدس
18.04°رام الله
17.19°الخليل
23.18°غزة
18.33° القدس
رام الله18.04°
الخليل17.19°
غزة23.18°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
4.99جنيه إسترليني
5.37دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.2يورو
3.8دولار أمريكي
جنيه إسترليني4.99
دينار أردني5.37
جنيه مصري0.08
يورو4.2
دولار أمريكي3.8

سمك الكذب الإسرائيلي في المنصات الرقمية

38049943_10217087461762771_7690180364152602624_n
38049943_10217087461762771_7690180364152602624_n
أحمد أبو عامر

سرت في الأيام الأخيرة حالةٌ من الغضب لدي الكثيرين في الشارع الفلسطيني (مختصين ومتابعين) من حجم الأخبار المفبركة والاشاعات التي ينشرها ويتناقلها النشطاء سواءً من وسائل الإعلام الإسرائيلية أو من خلال أفكار ينسجها خيالهم، أثرت سلباً على الحالة النفسية للشارع الفلسطيني الذي يعاني في الأصل من حالة "نزف نفسي"، بالإضافة إلى أنها شكلت خطراً على مجتمعنا من حديث لا ندري.

هناك مثل صيني يقول: "يمكنك بسمكة صغيرة من الكذب أن تصطاد حوتاً من الحقيقة".. مثلٌ تطبقه الأذرع الاستخبارية والدعائية للاحتلال الإسرائيلي ضد الجمهور الفلسطيني لاستدراج ما تريده من معلومات حول قضية ما عبر إلقائها لإشاعة أو معلومة خاطئة هنا أو هناك، مستفيدةً من عدم قدرة الجهات الرسمية الفلسطينية السيطرة على المنصات الرقمية، ناهيك عن قلة وعي الكثيرين في حقيقة ما ترمي إليه تلك الدعاية.

بل أكثر من ذلك، فإن الكثير من أدوات الحرب النفسية وفي مقدمتها الشائعات التي شنت وتشن علينا كفلسطينيين في كل يوم جزءٌ منها كان من أفكار توهمها بعض النشطاء والأشخاص وكتبها على حساباتهم عبر المنصات الرقمية، وتلقفتها أذرع الدعاية الإسرائيلية، وأعادت تدويرها واستخدمتها ضدنا من جديد.

يعتقد البعض أن الحرب النفسية والدعائية تشن وقت الحروب فقط!، وهذا غير صحيح، بل إن عملها الأساسي يسبق أي حرب، وعادةً ما تستخدم أدوات غير عسكرية. ووضعت البحرية الأمريكية عام 1946، تعريفاً للحرب النفسية جاء فيه: "الحرب النفسية هي فرض إرادتنا على العدو بهدف التحكم في أعماله باستخدام طرق غير عسكرية وغير اقتصادية".

قد يتصور البعض أن كاتب هذه السطور يحمل دعوةً للحجر على أفكار الآخرين وآرائهم، ولكن العكس هو الصواب، فلا مشكلة في الكتابة وإبداء الرأي وطرح الأفكار فتنوعها جميل ومفيد؛ ولكن قليلاً من إعمال العقل ومراجعة ما نكتب قبل النشر أمر جيد لأنفسنا ولمجتمعنا الذي يعيش في دوامة كبيرة ويتلقى سهام الإشاعات من كل حدب وصوب وتشن عليه حرب نفسية متواصلة.

الجهات الرسمية الفلسطينية التي تعاني قصوراً في التصدي للمعلومات المضللة وسيل الشائعات التي تسربها الأجهزة الإسرائيلية المتعددة في الشارع الفلسطيني من خلال المنصات الرقمية بحاجة إلى تدارك الأمر، والقيام بخطوات لو بسيطة في توعية الجمهور بمخاطر تلك الدعاية وبناء منظومة للرد عليها، فلا يعقل أن نبقى ساحة للرماية.

لا ينكر كل من له عقل أن تلك الحالة التي نعيشها ناتجة عن غياب الرؤية الاستراتيجية الفلسطينية في بناء منظومة إعلامية قوية داخلياً وخارجياً، فداخلياً لا يخفى علينا حال المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة التي يعتريها التكلس وعدم مواكبة التطور في الجانب الإعلامي.

أما خارجياً وبلغة الأرقام وبنموذج بسيط، فقد احتلت الدبلوماسية الرقمية الفلسطينية المرتبة رقم 85 في تقرير الدبلوماسية لعام 2017، فيما جاءت (إسرائيل) في المرتبة التاسعة عالمياً، فتلك الدبلوماسية تمثل ذراع (إسرائيل) الطويل في نشر روايتها وصورتها حول العالم من خلال المنصات الرقمية، وكذلك تستخدمها في حروبها النفسية ضد الفلسطينيين وغيرهم.