19.38°القدس
19.05°رام الله
17.75°الخليل
23.69°غزة
19.38° القدس
رام الله19.05°
الخليل17.75°
غزة23.69°
الجمعة 04 أكتوبر 2024
5.01جنيه إسترليني
5.33دينار أردني
0.08جنيه مصري
4.17يورو
3.78دولار أمريكي
جنيه إسترليني5.01
دينار أردني5.33
جنيه مصري0.08
يورو4.17
دولار أمريكي3.78

"أونروا" صاعق أمريكي جديد لتقويض استقرار الإقليم

حازم عياد
حازم عياد
حازم عياد

الإقليم يعاني من أزمات عديدة تهدد استقراره، ومتغيرات مستجدة تزيد الامور سوءا واكثرها جدلية وخطورة ملف اونروا ومن قبله ملف القدس التي تحمل في باطنها تداعيات كبيرة على الاستقرار في الاقليم، خصوصا الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين؛ فالاستهداف الامريكي للحقوق الفلسطينية سيدخل هذه الدول في دوامة سياسية واقتصادية وقانونية تزيد من حالة الاستقرار هشاشة وضعفاً.

في المجمل لا تبالي الادارة الامريكية باستقرار الاقليم بقدر رغبتها بتحقيق نصر انتخابي، وفتح الباب لحقبة رئاسية جديدة لإدارة ترمب بتمثيل مصالح اليمين الامريكي واللوبي الصهيوني في امريكا، على امل تحشيد اليمين لدعم الادارة الامريكية المهزوزة.

حقيقةٌ الاجدى ان تدفع المجتمع الدولي الممثل بالدول المجتمعة في جلسة الجمعية العامة للامم المتحدة في 18 سبتمبر القادم للعمل سريعا على تفادي ازمة جديدة تقوض الاستقرار الاقليمي، يرجح ان ترتد تداعياتها على النظام الدولي بأكمله، لتترك ندوباً قوية في جسم الامم المتحدة التي لم تعد قادرة على التعاطي مع السياسة اليمينية المتطرفة للادارة الامريكية.

موقف الامم المجتمعة في جلسات الجمعية العامة من الممكن ان يتحول الى فرصة ثمينة لإدانة السياسة الامريكية، وفرض مزيد من العزلة على مشاريعها المتهورة في المنطقة بل عقلنتها من خلال توفير ملاذ حقيقي يسمح بدعم الشرعية الدولية التي اكدتها قرارات الامم المتحدة فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، نجاح من الممكن ان يكون له تداعيات ايجابية يعيد الثقة لمؤسسة دولية قوضت اركانها بفعل المواقف السلبية للإدارات الامريكية المتعاقبة.

استقرار الاقليم مهدد بمزيد من الازمات واضعاف دور اونروا بما تمثله من تأكيد على حقوق اللاجئين الفلسطينيين يفتح ثغرة كبيرة لها انعكاسات اقتصادية وقانونية وسياسية وهوياتية تمس الدول المضيفة التي تعاني من ازمات سياسية واقتصادية وامنية تؤسس لتأجيج الصراع وتقويض استقرار الدول والاقليم بأكمله؛ امر لن يقتصر تأثيره على المدى المتوسط على الدول العربية المضيفة؛ إذ سيعمل في المحصلة النهائية على تقويض السياسة الامريكية، ورفع مستوى الصراع العربي الصهيوني بشكل يؤثر على الاستقرار في شرق المتوسط.

ختاما.. السيناريوهات المتوقعة للاستهداف الامريكي لا تصب لا في مصلحة السلام ولا في مصلحة الاستقرار الاقليمي والدولي؛ مسألة تحتاج الى وقفة من المجتمع الدولي تعززها جهود فلسطينية وعربية رسمية وشعبية اهلية لكشف مخاطر الاستهداف الامريكي لاستقرار الاقليم وملء الفجوة التي تخلقها السياسة الامريكية المتخبطة والمرتبكة، وهنا تكمن اهمية المؤسسات الدولية؛ اذ ان الحفاظ على الامن والاستقرار والسلم الدولي يقع في صلب اهتمامات الامم المتحدة والمجتمع الدولي الذي غيب طويلا بفعل التعنت الامريكي والفيتو الامريكي المجهض للجهود الدولية لتقديم الحلول للازمات، وعلى رأسها القضية الفلسطينية؛ فالمعركة داخل اروقة الامم المتحدة للدفاع عن مؤسسة اممية ضرورة ملحة، ولا تقل اهمية عن المعركة المندلعة على الارض للدفاع عن الحقوق الفلسطينية والعربية في فلسطين.